بينما تُصّر واشنطن على تجاهل توجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارتها، تعتزم الإدارة الأميركية دعوة الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، للتداول في «التقدم الذي أحرزته طهران في برنامجها النووي».
وإذ تعد زيارة دريمر وهنغبي المتوقعة للعاصمة الأميركية الثانية من نوعها في غضون أشهر قليلة، خصوصاً أن دريمر هو «مكتب تواصل» بين نتنياهو وإدارة جو بايدن، كشفت مصادر لصحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «دريمر - المُقرّب من نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن- يفحص موقف الإدارة الأميركية من خطوات وقرارات مختلفة تنفذها الحكومة الإسرائيلية، وأن نتنياهو يوجه سياسته بناءً لذلك». كذلك، أشارت إلى أن الهدف من هذا التواصل هو الحفاظ على الحكومة وعدم قطع الصلة مع إدارة بايدن في القوت نفسه.

بناءً على ما تقدم، أوصى ديمير نتنياهو بتجميد قانون الجمعيات الذي يهدف لفرض ضرائب مرتفعة على التمويل التي تحصله الجمعيات المدنية الحقوقية، وهو ما فعله نتنياهو، كما جمّد أيضاً بناء على توصية شبيهة، مشروع قانون آخر لمصادرة أموال السلطة الفلسطينية التي تدفع كمخصصات للأسرى وذوي الشهداء.

وطبقاً لما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، نقلاً عن مصادر مطلعةً على التفاصيل، فإن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستدعو هرتسوغ لزيارة البيت الابيض قبل أن توجه دعوة شبيهة لنتنياهو. في المقابل، أصدر ديوان هرتسوغ بياناً أكد فيه دعوة «رئيس الدولة لزيارة الولايات المتحدة، (الموجّهة) منذ العام الماضي، من قِبل مجلس النواب الأميركي لإلقاء خطاب بمناسبة 75 سنة على قيام دولة إسرائيل»، فيما قالت المصادر المطلعة للإذاعة إن «هرتسوغ سيجتمع ببايدن في الأبيض خلال الزيارة، التي لم يحدد موعدها حتى الآن».

ويعكس توجه إدارة بايدن عدم رضى الأخيرة من حكومة نتنياهو، بسبب ائتلافها مع أحزاب اليمين المتطرف، «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت»؛ إذ عدا عن إصرارها على عدم دعوة نتنياهو، تقاطع الإدارة رئيسي الحزبين المتطرفين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. ويظهر عدم رضى إدارة بايدن عن حكومة نتنياهو في تنديدها بقرارات الأخيرة المرتبطة بالاستيطان في الضفة وفي مقدمتها إلغاء «فك الارتباط»، عدا عن انتقادها العلني لمخطط «الانقلاب القضائي» الذي أدىّ إلى اندلاع احتجاجات إسرائيلية غير مسبوقة.

إلى ذلك، قال هنغبي خلال مقابلة مع الإذاعة إننا نجري حواراً «حميماً» مع الأميركيين، وهو «أكثر حميمية من كل الحوارات التي اجريناها معهم منذ عشرات السنين»، لافتاً إلى أنه «لا يوجد مواضيع حولها خلافات». كما نفى رئيس مجلس الأمن القومي أن تكون الدول العظمى وبضمنها الولايات المتحدة قد توصلت إلى اتفاق مع ايران، مؤكداً أن «لا علم لنا باتفاق جديد (...) الإيرانيون لا يوافقون على الاستسلام للمطالب الأميركية الحالية».