غزة | تتّجه السلطة الفلسطينية إلى المشاركة في اجتماع شرم الشيخ المنتظَر عقْده بعد غد، حاملةً في جُعبتها سلسلة تقارير ستستعرض من خلالها ما أقدمت عليه من خطوات في الأسابيع الماضية، بهدف تنفيذ تعهّداتها التي قطعتْها في اجتماع العقبة، ومحاصرة حالة المقاومة المتصاعدة في مدن شمال الضفة الغربية المحتلّة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن وفد السلطة الذي سيرأسه حسين الشيخ، سيؤكد استعدادها الثابت للمضيّ في حملة نزْع السلاح في تلك المدن، ومنْع أيّ ظهور أو نشاط لحركة «حماس» هناك، شريطة تزويدها بالدعم الأمني والاقتصادي اللازم، والحيلولة دون مزيدٍ من «التأليب» عليها
تتحضّر السلطة الفلسطينية للمشاركة في المؤتمر الخُماسي الجديد المقرَّر عقْده في مدينة شرم الشيخ المصرية، بعد شهر من التئام مؤتمر العقبة في الأردن. وفي هذا الإطار، أعدّت رام الله تقارير حول قدراتها الأمنية على إعادة ضبْط الأوضاع في الضفة الغربية المحتلّة، بالإضافة إلى سلسلة خطوات اتّخذتْها لكبْح حالة المقاومة في مدن شمال الضفة، فضلاً عن حاجتها إلى مزيد من الدعم لإتمام المهمّة المطلوبة منها. وبحسب ما علمتْه «الأخبار» من مصادر قيادية في السلطة، فإن الاجتماع الأخير بين الرئيس محمود عباس، وأمين سرّ «منظّمة التحرير» حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، ووزير الداخلية زياد هب الريح، ورئيس الحكومة محمد اشتية، تناوَل مسألة إعداد تلك التقارير التي سيَجري تحميلها للوفد الذاهب إلى شرم الشيخ، والخطّة التي يُفترض أن يُعمَل عليها لمواجهة التطوّرات المتوقَّعة في الضفة في شهر رمضان المقبل.
وسيستعرض الوفد، الذي سيتألّف من الشيخ وفرج، في اجتماع الأحد، الإجراءات التي اتّخذتْها السلطة في الأسابيع الأخيرة تنفيذاً لجانب من التعهّدات التي قطعتْها في مؤتمر العقبة. كما ستطالب بتعزيز الدعم المُسدى لها على المستويَين الأمني والاقتصادي، حتى تستطيع تصعيد حمْلتها لنزع السلاح في شمال الضفة، وستدعو إلى الضغط على تل أبيب من أجل الامتناع عن القيام بإجراءات قد تُعرّض رام الله لضغط شعبي إضافي. وبحسب المعلومات، فإن السلطة ستُدافع بأنها شنّت حملة اعتقالات ضدّ عناصر حركة «حماس» الذين شاركوا في تشييع جنازة منفّذ عملية حوارة، الشهيد عبد الفتاح خروشة، والتي ترى السلطة والأطراف المشاركة في «العقبة» أنّها تسبّبت في «إفساد» تلك القمّة، وستؤكّد أنها ستحارب أيّ ظهور لـ«حماس» في الضفة خلال الفترة المقبلة، في الوقت نفسه الذي تتخوّف فيه من إمكانية إقدام المقاومين على تنفيذ عمليات فدائية جديدة تزامناً مع قمّة شرم الشيخ، بهدف «إفسادها» هي الأخرى.
تُعارض الفصائل الفلسطينية اعتزام السلطة المشاركة في القمّة الجديدة


وتُشارك في الاجتماع المرتقَب بعد غد، كلٌّ من دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر والولايات المتحدة، وهي ستتناول سُبل تهدئة الأوضاع وإنهاء عمليات المقاومة في الضفة، وتقوية السلطة للقيام بدورها الأمني هناك، إضافة إلى الجهود التي بُذلت خلال الأسابيع الماضية لتنفيذ مخرجات اجتماع العقبة. وفي إطار التحضير لاجتماع شرم الشيخ، عَقد الشيخ، أوّل من أمس، لقاءً مطوَّلاً مع المبعوث الخاص للشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية، هادي عمرو، بحضور مستشار الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، وناقش معه «العديد من القضايا والملفّات الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية، وآخر المستجدّات بعد مؤتمر العقبة»، بحسب بيان صادر عن مكتب الشيخ. وجدّد أمين سرّ «منظّمة التحرير» المطالبة بـ«ضغط أميركي فاعل وحقيقي على دولة الاحتلال لتنفيذ مخرجات قمّة العقبة الأخيرة، بما لا يؤدّي إلى مزيد من التوتّرات في الأراضي الفلسطينية»، محذّراً من أن «استمرار الاستفزازات الإسرائيلية سيؤدّي إلى إضعاف إضافي لموقف السلطة الفلسطينية». والجدير ذكره، هنا، أنه سيشارك في قمّة شرم الشيخ، عن إسرائيل، الوفد نفسه الذي شارك في «العقبة»، ويضمّ مستشار «الأمن القومي»، تساحي هنغبي، ورئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، ومنسّق أعمال الحكومة في الضفة الغربية، غسان عليان، بالإضافة إلى المدير العام للوزارة الخارجية، رونين ليفي.
وتُعارض الفصائل الفلسطينية اعتزام السلطة المشاركة في القمّة الجديدة، محذّرةً ممّا قد ينجم عنها. وفي هذا الإطار، أعلنت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» رفْضهما الاجتماع الذي وصفتاه بأنه «خطوة ضدّ مصالح الشعب الفلسطيني، وتماشٍ مع مصالح الاحتلال»، فيما اعتبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مشاركة السلطة فيه «تمرّداً علنياً على الإرادة الشعبية»، و«تجاوزاً لمخرجات جولات الحوار الوطني، وقرارات الإجماع الوطني وخاصّةً قرارات المجلسَين الوطني والمركزي، بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلّل من اتّفاقات أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، ولا سيما التنسيق الأمني»، وفق ما جاء على لسان عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة» ومسؤول فرعها في غزة، محمود الراس. ورأى الراس أن «السلطة تُقدّم خدمات مجّانية للحكومة اليمينية التي بات العالم يضيق ذرعاً بممارساتها الفاشية». كذلك، انتقدت «الجبهة الديمقراطية» تلبية السلطة الدعوة للالتحاق باجتماع شرم الشيخ، الذي يأتي مكمّلاً لاجتماع العقبة السيّئ الصيت، عادّةً ذلك «تحدّياً للإرادة الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وتنكّراً لنضالاته وتضحياته، وإمعاناً في التعامي عن الدعوات إلى عقْد اجتماع للجنة التنفيذية لدراسة نتائج تفاهمات العقبة وأثرها المدمّر على المصالح الوطنية لشعبنا، وإصراراً على مواصلة سياسة الهيمنة والتفرّد، وتهميش الهيئات الوطنية، وإفراغها من مضمونها، وتجريدها من صلاحياتها، وتحويلها إلى هياكل فارغة لصالح مطبخ سياسي لا يستمدّ شرعيّته إلّا من كوْنه يلبّي مصالح الطبقة الحاكمة الفئوية والطبَقية».



اغتيالٌ في جنين: المقاومة تتوعّد بالرد
استُشهد 4 فلسطينيين، بينهم فتى، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اقتحامها مخيم جنين، أمس. وفي عزّ النهار، تسلّلت قوة خاصة من «المستعربين» إلى داخل مخيم جنين، حيث قامت بتصفية مقاوميْن اثنين. ثم اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين، وقوات العدو التي اقتحمت المخيم بعدد كبير من الآليات المصفّحة، لإخراج القوة الخاصة التي كان يخوض معها المقاومون اشتباكاً في الشارع وبين المحال التجارية. إثر الاقتحام، أعلنت «كتيبة جنين» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي»، استشهاد أحد قادتها ومسؤول «وحدة قوة البهاء» نضال خازم، وهو ابن عم الشهيدين الشقيقين رعد وعبد الرحمن خازم. كما اغتالت القوة الإسرائيلية، المقاوم يوسف شريم، الذي كان برفقة الشهيد خازم، وهو قيادي في «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس». كما استُشهد المقاوم لؤي خليل الزغير، الذي شارك في التصدي لقوات العدو. كما أطلقت قوات العدو النار على الفتى عمر محمد عوادين، ما أدى إلى استشهاده. ونعت حركتا «جهاد» و«حماس» شهدائهما، وتوعّدت بالردّ على جرائم العدو. فيما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن المؤسسة الأمنية، تخوّفها من إطلاق صواريخ من قطاع غزة رداً على العملية.
(الأخبار)