غزة | لم تكن حادثة الاعتداء على جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة أوّل من أمس، سوى بداية لسلسلة خطوات أقرّت قيادة السلطة الفلسطينية اتّخاذها على طريق إنهاء حالة المقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلّة، تنفيذاً لمخرجات «قمّة العقبة». إذ شرعت أجهزتها الأمنية في سلسلة اعتقالات موسَّعة ضدّ الأسرى المحرَّرين والنشطاء الداعمين للمقاومة في مدينة نابلس، تمهيداً لـ«قمّة شرم الشيخ» التي ستُعقد الشهر الحالي. وبحسب مصادر في السلطة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن «الأوامر صدرت إلى جهازَي الأمن الوقائي والمخابرات العامّة بالبدء بحملة اعتقالات وجمْعٍ للسلاح في المدينة، وتفكيك مجموعة عرين الأسود، واستخدام القوّة ضدّ عناصرها (الاعتقالات كمرحلة أولى) بعد أشهر من التفاوض معهم وتقديم العروض لهم من أجل تسليم سلاحهم».واستبقت السلطة تلك الحملة بمحاضرات وتعميمات لعناصر الجهازَين المذكورَين، مفادها أن ثمّة مخطّطاً لإنهاء السلطة، وإخضاع الضفة لسيطرة حركة «حماس»، وأن مَن يَحملون السلاح في نابلس يعملون لصالح الحركة، ويعطون «مبرّراً» للاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال ومجازر داخل المدن الفلسطينية. وكشفت المصادر أن «المخابرات والأمن الوقائي أعدّا قائمة بأسماء مقاومين لاعتقالهم خلال الأسبوعَين المقبلَين، كي لا تتصاعد الأحداث في الضفة خلال شهر رمضان»، مضيفةً أن «الخطّة متابَعة من قِبَل رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وأمين سرّ "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير" و"عضو اللجنة المركزية لحركة فتح" حسين الشيخ». وبحسب المعلومات، فإن قيادة السلطة تريد تعزيز جهودها الأمنية لإثبات قدرتها على ضبْط الأوضاع في الضفة، وإن «النتائج» التي ستحصدها على الأرض ستقدّمها في «قمّة شرم الشيخ» المرتقَبة، وستطلب في مقابلها من الولايات المتحدة الضغط على حكومة نتنياهو للالتزام بما تمّ الاتّفاق عليه في «العقبة».
الأجهزة الأمنية اعتقلت، منذ تشييع خروشة، عدداً من الأسرى المُحرَّرين والنشطاء


وبحسب مصادر محلّية في مدينة نابلس، فإن الأجهزة الأمنية اعتقلت، منذ تشييع خروشة، عدداً من الأسرى المُحرَّرين والنشطاء، وخاصة أولئك الذين هتفوا للمقاومة وباسم قائد الجناح العسكري لحركة «حماس»، محمد ضيف، خلال الجنازة. واقتحمت قوّة من الأمن الوقائي، فجر أمس، منزلَي الأسيرَين المحرَّرين أحمد يوسف عواد وصايل عصفور، واعتقلتْهما بعد الاعتداء عليهما. كما اعتقل الجهاز الأسير المحرَّر خالد دروزة، والشاب صلاح الدين بشتاوي، بعد اقتحام منزلَيهما بطريقة همجية، فيما اختطفت قوّة أمنية تابعة للسلطة الأسير المحرَّر والمعتقَل السابق عبد الرحمن صباح، وقامت بمصادرة مركبته. كذلك، اعتقلت المخابرات العامّة الشاب نور أبو حلاوة، وذلك بعد مداهمة منزله على خلفيّة مشاركته في تشييع خروشة.
في هذا الوقت، عُقد أمس في مقرّ المقاطعة في رام الله، اجتماع حَضره رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ووزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، واللواء ماجد فرج، حيث تمّت مناقشة الإضرابات النقابية التي تعمّ الضفة، إضافة إلى الإجراءات المطلوب اتّخاذها خلال الفترة الحالية لمنع انهيار السلطة، وفق معلومات «الأخبار».