غزة | في الوقت الذي ردّت فيه المقاومة الفلسطينية، ليل أمس، باستهداف طائرات الاحتلال المُغيرة على قطاع غزة، تواصلت المباحثات والاتّصالات بين حركة «حماس» والوسيط المصري، من أجل منْع تدهور الأوضاع، على رغم تأكيد الحركة أنها لن تسمح للاحتلال بفرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة. وكانت سلطات العدو أعلنت أن صاروخاً أُطلق من القطاع، سقط في منطقة فارغة قرب مستوطنة «نحال عوز» المقابِلة لمدينة غزة، وسط اتّهامات لحركة «الجهاد الإسلامي» بالمسؤولية عن عملية الإطلاق، ردّاً على اغتيال أحد قياديي «كتيبة جنين» في «سرايا القدس» قبل أيام. وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، إثر ذلك، سلسلة غارات جوّية مكثّفة استهدفت عدداً من المواقع في القطاع، أبرزها موقع القادسية غرب مدينة خان يونس، إضافة إلى أرض زراعية شرق مدينة رفح. وقال المتحدّث باسم جيش الاحتلال: «ردّاً على إطلاق الصاروخ من غزة، أغارت طائرات حربية قبل قليل على ورشة تابعة لمنظمة حماس، هي بمثابة موقع مركزي لإنتاج معظم صواريخ المنظمة في قطاع غزة، كما تعرّض نفق تابع لها في جنوب القطاع للهجوم، في إطار الإضرار بجهود تعاظمها».وفي أثناء تنفيذ العدو ضرباته، ردّت المقاومة بإطلاق عدّة صواريخ صوب مستوطنات «الغلاف» التي دوّت فيها صافرات الإنذار، وتحديداً قرب «مستوطنة شلوميت»، فيما تحدّث جيش الاحتلال عن إطلاق صاروخَين نحو موقع «صوفا» العسكري. كذلك، أطلقت المقاومة صواريخ مضادّة للطائرات تجاه طائرات الاحتلال المُغيرة على غزة. وبثّت «كتائب القسام»، الذراع العسكري لحركة «حماس»، مشاهد من تصدّي دفاعاتها الجوّية للطيران بصواريخ أرض - جوّ وبالمضادّات الأرضية، في حين زعمت «القناة 12» العبرية أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت الموقع الذي أُطلق منه صاروخ «سام 7» تجاهها. بالتوازي مع ذلك، علمت «الأخبار»، من مصادر «حمساوية»، أن اتّصالات ومباحثات جرت بين قيادة الحركة ومسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي نقل رسائل متبادلة بين المقاومة والاحتلال.
نبّهت «حماس» إلى أن تجاوز العدو الخطوط الحمر أمر لن ترضى به

وبحسب المصادر، فإن المقاومة أكدت أنها لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك، وأن أيّ غارة على غزة سيتم التصدّي لها، وأن العدو لا يمكنه فرض معادلات جديدة وتحديد موعد التصعيد. وفي المقابل، نقل المصريون عن الإسرائيليين أن الأخيرين سيستمرّون في سياسة الردّ على أيّ صاروخ يُطلَق من القطاع، وأن الهدوء سيقابَل بالهدوء. لكن «حماس» نبّهت إلى أن تجاوز العدو الخطوط الحمراء، واستهدافه مواقع المقاومة، تحت ذرائع غير مقبولة، أمر لن ترضى به الأخيرة، التي سيكون لها ردّها المناسب عليه، محذرةً من أن محاولة حكومة الاحتلال نقْل المعركة إلى غزة، وسعي جيشها للاستعراض قبل مجيء الحكومة الجديدة سيبوءان بالفشل، في ظلّ عجزهما عن التعامل مع المقاومة في الضفة الغربية.
في الإطار نفسه، قال الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، إن تصدّي «كتائب القسام» للعدوان الإسرائيلي يؤكد أنها «لن تسمح للاحتلال بتغيير المعادلات، وأن المقاومة ستواصل الدفاع عن شعبها في كلّ أماكن تواجده». وأشار إلى أن «العدو الصهيوني يوسّع من عدوانه على شعبنا بقصفه الغاشم على قطاع غزة، بعد جريمته بالأمس بإعدام الشهيد عمار مفلح في حوارة... هذا الإرهاب الصهيوني والسلوك النازي لن يوقفا ثورة شعبنا المتوقّدة، وسنظلّ نساند انتفاضة شعبنا في كلّ أماكن تواجده». في المقابل، وفي إطار الاستعراض أمام الجمهور الإسرائيلي، ومحاولته الخروج بصورة «إيجابية» له قبيل مغادرته منصبه، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي : «إذا استمرّ الهدوء من جهة قطاع غزة حتى أيار المقبل، فسيكون هذان العامان أهدأ عامَين في الجنوب. حماس لا تردّ على هجماتنا ولا تفكّر حتى في الردّ، والليلة هاجمنا هدفاً مهمّاً جدّاً لهم».