نشرت مجموعة «هاكيرز» إيرانية تُدعى «Moses Staff» (عصا موسى) مقطع فيديو يوثّق عملية التفجير في مستوطَنة «جفعات شاؤول» في القدس المحتلّة. وطِبقاً للتقديرات التي نقلتْها صحيفة «معاريف» العبرية، فإن «الهاكيرز سيطروا على الكاميرات الأمنية في محيط التفجير؛ إذ إنه إثر التحقيق الأوّلي، تَبيّن أن الكاميرات الموجودة في المنطقة كانت معطّلة»، ما يعني بحسب مراسل الصحيفة للشؤون الشرطية، ألون حكمون، أن «هناك احتمالاً لأن تكون المجموعة قد عطّلت الكاميرات (إلكترونياً) بشكل مخطَّط له، لجعل البحث عن المنفذين أكثر صعوبة». أمّا «القناة 13» الإسرائيلية فلفتت إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بالنشر: «الكاميرا، التي اخترقتْها المجموعة الإيرانية، تابعة لجهاز أمني إسرائيلي كبير وسرّي»، وهو ما يمثّل ضربة أمنية كبيرة لدولة الاحتلال التي طالما تباهت بتفوّقها في التكنولوجيا الأمنية.وكانت «Moses Staff» كتبت في قناتها على تطبيق «تلغرام»: «حياة مظلمة... ستدفعون ثمن الدم المسفوك، لن يكون لكم سلام ولا راحة في أرض فلسطين المحتلّة. نحن من سيحدّد نهايتكم»، معلِنةً أنها تمكّنت من اختراق الكاميرات في منطقة التفجير والاستيلاء على التسجيلات. ومع ذلك، فقد ذكرت «معاريف» أن نشر المقطع المصوَّر سيساعد بشكل عكسي، «الشاباك» والشرطة، في محاولات تحديد هوية المشتبَه بهم، من خلال الاستعانة بكاميرات المراقبة في المحيط الأبعد لمدخل مدينة القدس، ومخرجها. ولا يعدّ هذا الاختراق الهجمة السيبيرانية الوحيدة التي نجحت فيها المجموعة؛ إذ سبق لها أن اخترقت الأنظمة الإسرائيلية الإلكترونية، حيث تمكّنت من السيطرة على منظومة الإنذار المبكر في القدس وإيلات خلال الصيف الماضي. وفي العام السابق، نشرت معلومات عن آلاف الإسرائيليين، حصلت عليها إثر اختراق أنظمة عدد من المستشفيات الإسرائيلية.
تشتغل أجهزة الأمن على أكثر من مسار، بينها تحديد هويّة الخلية والوصول إليها


في هذا الوقت، وفيما تُواصل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سعيها للتوصّل إلى طرف خيط قد يقودها إلى هويّة المشتبه بهم، تَأكّد للشرطة وجهاز «الشاباك»، وفق «معاريف»، أن «نوع العبوتَين، وطريقة تفعيلهما وتركيبهما، يشيران إلى أن خلية منظّمة عملت تحت إشراف مهندس». وبحسب التقديرات، فإن التفجيرَين اللذَين وقعا بفارق نحو نصف ساعة، خُطِّط لهما مسبقاً؛ حيث استطلع أعضاء الخلية المنطقة قبل وضع العبوتَين، في حين تتعاظم الشكوك لدى الأجهزة الأمنية في أن يكون المنفّذون قد جمعوا معلومات عن المنطقة بشكل مسبق، قبل أن يجهّزوا طُرُقاً للانسحاب والتخفّي بين المواطنين من طريق الاندماج بالمحيط لتجنّب إثارة الشبهات. وبناءً على التحقيقات الأوّلية، فإن العبوة المفخَّخة التي وُضعت في «جفعات شاؤول» فُجّرت عن بُعد بواسطة هاتف نقّال، أمّا العبوة الثانية في «راموت» فشُغّلت يدوياً، على الأرجح عن طريق «تايمر» (جهاز توقيت). أمّا محتواهما فتضمّن بَراغي وكرات حديدية، بهدف إحداث أكبر قدْر ممكن من الأذية والضرر، فيما لم تُشِر وسائل الإعلام إلى طبيعة المواد التفجيرية. وفي الإطار نفسه، ذكرت «القناة الـ13» الإسرائيلية أن «العملية المزدوَجة كادت تؤدّي إلى وقوع عدد أكبر من القتلى والإصابات، غير أنه تمّ تفادي كارثة كبيرة»؛ إذ طبقاً للقناة، «ربط المنفّذون العبوة التي وُضعت في راموت بأنبوبة غاز، لكن الأخيرة لم تنفجر». وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية «تشتبه في أن مجموعة فلسطينية من سكّان شرقيّ القدس هي التي تقف خلْف التفجيرَين».
وفي وقت تشتغل فيه أجهزة الأمن على أكثر من مسار، بينها تحديد هويّة الخلية والوصول إليها، ومحاولة منْع عمليات شبيهة، فضلاً عن التوصّل إلى إجابات حول كيفية نجاح المجموعة في تنفيذ التفجيرَين، من دون أن يكون هناك أيّ إنذار أمني مسبَق لأجهزة الأمن، فقد أفاد موقع «واينت» بأن «الجيش الإسرائيلي اقتحم قرية بيت إكسا القريبة من مكان العمليتَين، للاستيلاء على تسجيلات الكاميرات في محاولة للوصول إلى أيّ معلومة». وبحسب الموقع، «تَبيّن أنه لا توجد كاميرات أمنية مُوجَّهة باتّجاه محطّات الحافلات عند مدخل مدينة القدس، وأن كاميرات البلدية التي تعمل تمّ تسليمها للشرطة، ولكنها بعيدة عن المنطقة وتُركّز فقط على الساحات العامّة والحدائق والتقاطعات المركزية لإشارات المرور».