غزة | بالتزامن مع بروز مطالبة زعيم حزب «القوّة اليهودية»، عضو «الكنيست» إيتمار بن غفير، بوزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن إدارة سجون الاحتلال، ينوي الفلسطينيون إعداد برنامج نضالي موسّع لمواجهة مخطّطات للتضييق على الأسرى، أعلن بن غفير نيّته إنفاذها، في حال تسلُّمه الوزارة. وبحسب مصادر فلسطينية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن الفصائل الفلسطينية، وعدداً من قيادات الأسرى، أجرت اتّصالات عاجلة بهذا الخصوص، واتّفقت على وضع خطّة شاملة، تتضمّن تصعيد العمل المقاوم في مختلف مناطق الضفة الغربية، والتجهيز لإضرابات داخل السجون قد تكون هي الأكبر في تاريخ الحركة الأسيرة. وأفادت المصادر بأن الاتصالات الفلسطينية ستتوسّع خلال الأيام المقبلة، لتشمل جميع الفصائل والمسؤولين عن ملفّ الأسرى خارج السجون والمؤسّسات المعنيّة بنصرتهم، مُتوقّعةً اندلاع تحرّكات ميدانية، شعبية وعسكرية، ضدّ قوّات الاحتلال، لمنعه من تنفيذ مخطّطاته التي تَستهدف قرابة خمسة آلاف أسير.وفي الإطار ذاته، حذّرت «هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين» من إعطاء المساحة والصلاحيات للمتطرّف بن غفير، الذي «يرغب في افتتاح حقبة دامية بحقّ الشعب الفلسطيني ومُناضليه داخل السجون والمعتقلات»، لافتة إلى أن «بن غفير بدأ بشكل فعلي هجمته وتحريضه على الأسرى والمعتقلين، حيث يطالب علناً بإلغاء التمثيل الاعتقالي للفصائل والتنظيمات داخل السجون، واستقلاليتهم وتوزيعهم، ومنعهم من إعداد الطعام في غرفهم، والاكتفاء فقط بما تُقدّمه إدارة السجون من وجبات، وتقليص كمّيات المياه وتشديد ظروف الأسر بشكل عام». وطالبت الهيئة، «المجتمع الدولي»، بـ«التحرّك الفوري لمواجهة وحشية بن غفير، وعدم تركه حُرّ الحركة في مخطّطاته العنصرية الإجرامية».
ويَطلب بن غفير، من رئيس كتلة اليمين بنيامين نتنياهو، أن يكون هو الوزير المسؤول عن الشرطة وإدارة السجون، بما يُنذر، في حال تَحقّقه، بمزيد من التضييق والتنكيل بالأسرى؛ إذ سيُوجّه الأوّل باعتماد تقرير المفوض السابق، شلومي كعتبي، الذي ترأّس اللجنة التي حقّقت في ظروف احتجاز الفلسطينيين. وعلى هذه الخلفيّة، قدّرت مصادر أمنية اسرائيلية أن تؤدّي نيات بن غفير إلى «إشعال» المنطقة خلال فترة زمنية سريعة إذا ما تمّ تنفيذها، وخصوصاً أن قضية الأسرى تُعدّ من القضايا الحسّاسة بالنسبة إلى الشارع الفلسطيني. وكان زعيم حزب «القوة اليهودية» قد توعّد، في تموز الماضي، بالسعي إلى إمرار قانون لإعدام المعتَقلين، حال حصول أحزاب اليمين على أغلبية في «الكنيست»، وقال: «سنسعى إلى أن تتمّ زيارة الأسرى في القبور بدلاً من زيارتهم في السجون».
في غضون ذلك، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر أردنية مسؤولة قولها إن «أيّ محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي ستضرّ بالتأكيد بالعلاقات بين الأردن وإسرائيل»، في إشارة تحديداً إلى بن غفير، الذي من المحتمَل أن يصبح جزءاً من الائتلاف الحاكم في إسرائيل.