أمّا وقد وضعت جولة القتال الأخيرة في قطاع غزة أوزارها، فقد بات بالإمكان البدء بتقييم نتائجها، وإن كان من المبكر الجزم بها، كونها لن تتظهّر عمليّاً إلّا عندما تُوضع على المحكّ الميداني. لكن ما يمكن تأكيده إلى الآن هو أن إسرائيل خرجت من الجولة بجرعة ثقة مفرطة، واعتقاد بأنه بات بإمكانها فعْل ما يحلو لها في أيّ ساحة من الساحات الفلسطينية، التي سيبقى، على رغم ذلك، همّ ارتباطها وتكاملها حاضراً في الذهن الإسرائيلي. ومن هنا، سيكون على فصائل المقاومة، التي اختار بعضها المواجهة وحيداً كما فعلت «الجهاد»، وآثر بعضها الآخر الانكفاء مثلما فعلت «حماس» - لأسباب تحمِل الأخذ والردّ والقبول والرفض -، أن تعيد حساباتها، وتتنبّه إلى أن العدو سيتغوّل في وجهها، ولن يَعدم أيّ فرصة للانقضاض على ما تبقّى من معادلات أفرزتها معركة «سيف القدس». وفي هذا المجال الأخير تحديداً، سيكون على الفصائل أيضاً العمل على ترشيق تلك المعادلات، وتخليصها من السقوف غير القابلة للتَحقّق، وإعادة ضبطها والاتفاق على توحيدها، خصوصاً أن وحدة صفّ المقاومين تعرّضت، في ما لا يمكن إنكاره، لخدوش يُفترض بهم العمل على مداواتها، حتى لا تتحوّل إلى دمامل لن يتردّد العدو في تغذيتها وتفجيرها حينما تحين له الفرصة مجدّداً