دخل سعيد العر (50 عاماً) من سكان منطقة الزهراء وسط قطاع غزة، مجال تربية الحيوانات الأليفة في عام 2006، بعد حضوره دورة متخصصة في ترويض الكلاب وتدريبها في روسيا لمدة 9 أشهر؛ وخلالها اكتسب خبرة التعامل مع الحيوانات ومتابعة الأمراض التي قد تصيبها.

يترأّس العر اليوم، جمعية «سلالة»، التي تهتمّ برعاية الحيوانات الضالّة بغية منع تعرّضها للقتل أو الأذى؛ وهي المأوى الوحيد في غزة، باستضافتها نحو 400 كلب و500 قطة تقريباً. يتم تقديم الرعاية الصحية والعلاجية لهذه الكلاب والقطط، كما تركيب الأطراف الاصطناعية، من قبل فريق يعدّ 20 فرداً.

يقول العر في حديث إلى «الأخبار»: «نستخدم أدوات بسيطة في صناعة الأطراف الصناعية للكلاب المصابة بالشلل وبتر الأطراف، على عجلات الدراجات الهوائية الخاصة بالأطفال، وقبل تركيبها للحيوانات نعمل على تدريبها وتأهيلها بشكل احترافي حتى تصبح قادرة على استيعاب جهاز جديد على جسدها».

ويشير إلى أن «المأوى يستقبل الكلاب والقطط الضالّة يوميّاً، ويتم تبليغنا من المواطنين عن الحيوانات المريضة أو المصابة لاحتوائها، ولكل حيوان قصته الخاصة، وعادة ما تكون تلك الكلاب قد تعرّضت لبتر أحد أطرافها نتيجة حوادث مختلفة، إلى جانب تلك الإصابات التي سجلت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة».

نضال الوحيدي()


ويوضح أن العمل جار حالياً «لتجهيز كراسٍ متحركة لنحو 12 كلباً مشلولاً، فيما هناك 64 كلباً وقطة من ذوات الإعاقة في الملجأ، 32 منها لديها أطراف صناعية».

يلفت العر إلى أن هناك معوّقات تمنع تطوّر «سلالة» واستمراريتها، منها صعوبة التمويل وندرة المواد التي تساعدهم في صناعة الأطراف والكراسي المتحركة الخاصة بالحيوانات.

ورغم ذلك، فهو يخطّط لتنظيم «أسابيع طبية» لمربي الحيوانات وخصوصاً مربي الكلاب والقطط، لتقديم نصائح لهم في التعامل معها؛ كذلك يطمح إلى تأسيس مركز طبي متخصص لرعاية الحيوانات يكون الأول من نوعه في فلسطين. ويبحث في الوقت الحالي عن متخصّصين الى جانب المتطوعين في الجمعية، لكي يغطي حاجة مربي الحيوانات من جميع أنحاء القطاع.

نضال الوحيدي()


«تجربة مميزة»
يقول الطبيب البيطري معتصم قدورة، في حديث إلى «الأخبار»، إن «الوضع الطبي البيطري للحيوانات في قطاع غزة مأسوي، ومفتقر إلى جميع الأجهزة والمعدات الصحية والأدوية، لذلك مبادرة جمعية (سلالة) تعدّ تجربة مميزة وإنجازاً كبيراً». ويضيف إن «هذا العمل الإنساني والنوعي حملٌ ثقيل، لكنه بمثابة دعوة إلى من لديه القدرة من المواطنين على مساندة هذه الجمعية».

ويؤكد قدورة أن هذه المبادرة يمكن البناء عليها «بخلاف الحلول الأخرى كالقتل والتسميم وإطلاق النار، لأنها أفكار سيئة أثبتت التجارب فشلها، وهي غير متوافقة مع الشريعة الإسلامية».