في ضوء التهديدات التي نقلتها المقاومة عبر الوسطاء المصريين والأممين بشأن مسار «مسيرة الأعلام» المقررة غداً في مدينة القدس المحتلة، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، نفسه أمام أوّل تحدٍّ تركه له سلفه بنيامين نتنياهو. وعلى هذا الأساس، يجتمع المفتش العام للشرطة مع وزير الأمن الداخلي، بار ليف، من أجل التوصل إلى قرار نهائي بشأن المسيرة.وفي الإطار، قال موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن الحكومة الجديدة تتعامل اليوم مع «صراع قديم»، يمثّل أول التحديات التي تواجه بينيت، حيث دعت حركتا «فتح» و«حماس»، إلى «يوم غضب» غداً، محذّرين إسرائيل من مغبة التصعيد على خلفية «مسيرة الأعلام» في البلدة القديمة في القدس المحتلة. والتي بحسب موافقة الشرطة، «يُسمح للمستوطنين الدخول إلى حائط المبكى من طريق المرور في الحيّين الإسلامي واليهودي، فيما يُسمح بإجراء رقصة الأعلام في باب العمود».
في المقابل، أعلنت الفصائل الفلسطينية عن يوم غضب في غزة والضفة والأرض المحتلة عام 1948. ودعت الفلسطينيين إلى الوصول لبوابات المسجد الأقصى وأزقّة البلدة القديمة، غداً، بالتزامن مع موعد «مسيرة الأعلام اليهودية».
ويذكر أن المسيرة التي كانت مقررة في 10 أيار الماضي، أُلغيت على وقع صواريخ المقاومة الفلسطينية التي وصلت لأول مرّة إلى القدس المحتلة. وتدعو إليها غداً تنظيمات استيطانية يهودية، لكونها «انتصاراً على محور الشر والظلام، لأنه من دون (جبل) صهيون لا قدس».

في خضمّ كل ذلك، يجد رئيس الوزراء الجديد، نفتالي بينيت، نفسه بعد يومٍ واحدٍ على منح حكومته الثقة، أمام ثلاثة تحديات؛ الأول هو «مسيرة الأعلام»، والثاني إخلاء مستوطنة «أفيتار»، والثالث دخول عضو الكنيست من حزب «الصهيونية الدينية»، إيتمار بن غفير، إلى حي الشيخ جرّاح الذي تسوده توترات، بسبب المحاولات الإسرائيلية الراميّة إلى تهجير عائلاته الفلسطينية لصالح عائلات يهودية استيطانية، تعود أصولها إلى جورجيا.
وفي السياق، نقلت قناة «كان» عن بن غفير، قوله رداً على تهديدات «حماس» حول مسيرة الأعلام: «آن الأوان لأن تهدّد إسرائيل حماس وليس أن تهدّد حماس إسرائيل، يُتوقع من رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت والذي شارك أكثر من مرة في مسيرات الأعلام في السنوات الماضية، أن يقف بحزم على الرغم من حقيقة أنه انحرف عن كل أيديولوجيته».
إلى جانب بينيت، يجد أيضاً وزير الأمن الداخلي الجديد، عومير بار- ليف، نفسه أمام تحدٍّ صعب؛ إذ أن عليه بعد 24 ساعة فقط من تسلمه منصبه الجديد، اتخاذ القرار النهائي بشأن المسيرة ومسارها. علاوة على التحديات التي تنتظره بشأن الوضع الداخلي الأمني المتأزم في إسرائيل، منذ اندلاع الهبّة الشعبية الأخيرة، إثر الاعتداءات على حي الشيخ جرّاح وباب العامود والمسجد الأقصى، بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة.
إلى ذلك، سيجتمع في وقت لاحق من اليوم، بار- ليف مع المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، حيث سيعرض الأخير أمام الوزير الجديد الخطة الأمنية المقترحة لتأمين حماية «مسيرة الأعلام»، كما سيعرض الخطة الأمنية لحماية المسيرة التي كانت شرطة منطقة القدس قد قدّمتها في وقت سابق. وفي نهاية الاجتماع، على بار- ليف اتخاذ القرار النهائي بشأن المسيرة.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا