رام الله | على غير العادة، ظَهر حسين الشيخ في الاجتماع الأخير لـ»اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير» في رام الله، ما طرح تساؤلات كثيرة حول سبب وجوده، أو تكليفه سرّاً بملفّ المفاوضات خَلَفاً للراحل صائب عريقات. وعلى رغم عدم صدور تكليف رسمي للشيخ، إلّا أن تقارير إعلامية ومراقبين يرون أنه يؤدّي مهامّ عريقات في الجولات الدبلوماسية الإقليمية والعالمية أخيراً. وبعد وفاة عريقات متأثّراً بإصابته بـ»كورونا» في تشرين الثاني الماضي، برز تساؤل رئيس حول الشخصية التي ستَخلفه وتتولّى رئاسة دائرة شؤون المفاوضات، لكن هذه القضية لم تُحسم بقرار رسمي حتى الآن. ووفقاً للقوانين السارية في «منظّمة التحرير»، فإن اختيار خلَف لعريقات كعضو في «التنفيذية» ودائرة المفاوضات، يستوجب اجتماع المجلس المركزي للمنظّمة، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة. في تشرين الثاني الماضي، تَفجّر الجدل بعد ظهور الشيخ في لقاء عبر «تلفزيون فلسطين»، عقب إعادة «التنسيق الأمني» والعلاقات مع العدو الإسرائيلي؛ إذ أفرط الشيخ، على غير العادة، في استعمال المصطلحات الدبلوماسية والسياسية المعهودة كـ»الشرعية الدولية» و»المجتمع الدولي»، على رغم أن الرجل أساساً عضو في «اللجنة المركزية» لحركة «فتح»، ووزير للشؤون المدنية، ويختصّ عمله بالعلاقات غير الخارجية، أي مع الإسرائيليين فقط. وفي شباط الفائت، عاد الجدل مجدّداً تزامناً مع جولة مكّوكية خارجية أجراها الوزير في دول عربية وعالمية، فيما تحدّثت صحيفة «إندبندنت عربية» عن أن الشيخ يتولّى مهامّ عريقات بعد خمسة أشهر من وفاة الأخير، من دون تكليف رسمي. ورافق الشيخ «أبو مازن» في جولات إلى القاهرة والدوحة والعقبة، كما أجرى اتصالات مع روسيا وأميركا، إضافة إلى لقائه وحيداً وزير الخارجية الروسي ومسؤولين روسيين آخرين، واجتماعه مع المبعوث الأممي لعملية السلام تور وينسلاند.
سينعقد المجلس المركزي خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة ملفّات داخلية عديدة


وحسين الشيخ من مواليد العام 1960، وتعود أصوله إلى قرية دير طريف المهجّرة شمال شرق الرملة المحتلة. برز نشاطه النضالي في الانتفاضة الأولى كعضو ميداني للقيادة الوطنية الموحّدة، وكان أحد قادة «حركة الشبيبة الطلابية»، الذراع الطلابية لحركة «فتح». ومع تأسيس السلطة الفلسطينية، عمل عقيداً في جهاز الأمن الوقائي، ثم انتُخب كعضو في قيادة إقليم رام الله في «فتح» منتصف التسعينيات. ونشط شعبياً في الحركة خلال الانتفاضة الثانية، وكان يرافق مروان البرغوثي في كثير من جولاته. صعد نجم «أبو جهاد» فجأة عندما أصبح عضو «لجنة مركزية» في «فتح» في العام 2008، وتولّى رئاسة «الهيئة العامة للشؤون المدنية» المختصّة بـ»التنسيق المدني» مع العدو الإسرائيلي برتبة وزير منذ 2019 حتى الآن. وقبل ذلك، كان رئيساً لـ»لجنة التنسيق المدنية العليا» بين السلطة الفلسطينية والعدو منذ العام 2007 حتى الآن، وأُعيد انتخابه كعضو «مركزية» في العام 2016. واعتُقل الشيخ عدّة سنوات في السجون الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى.
تشير مصادر مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «المجلس المركزي سينعقد خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة ملفّات داخلية عديدة تتعلّق بمنظّمة التحرير، من بينها: اختيار شخصيّتَين جديدتَين كعضوَين في اللجنة التنفيذية، بدلاً من الراحل صائب عريقات وحنان عشراوي التي استقالت العام الماضي». وتزداد الحاجة إلحاحاً لدى السلطة الفلسطينية لاختيار «كبير مفاوضين» جديد بعد عودة العلاقات مع واشنطن، وتكرار الحديث أخيراً عن عودة مفاوضات التسوية مع العدو الإسرائيلي. وما يعزّز هذا الرأي تصريحاتُ مسؤولين في السلطة وحكومتها عن تحسّن العلاقات مع إدارة جو بايدن، ومدحهم خطوات وتصريحات لوزير الخارجية الأميركي تتعلّق بالتراجع عن بعض قرارات إدارة دونالد ترامب، وإجراء بايدن اتصالاً مع «أبو مازن».