ساعات وتنتهي مهلة تكليف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة الجديدة. هي مهلة كُلّلت بالفشل، وعلى ما يبدو ستنتهي بخيارين اثنين: إما أن يكلّف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رئيس حزب «هناك مستقبل»، يائير لبيد، بتشكيل الحكومة، أو يُجري مشاورات مع الأحزاب في الكنيست لكي تقدّم توصيتها على أحد المرشحين، ليشكل بدوره الحكومة.أمام هذين الخيارين، يجد نتنياهو نفسه محاصراً بين منع التوصية على لبيد، الذي يقود معسكر «كتلة التغيير»، وبين منح حزبه التوصية لزعيم حزب «يمينا»، نفتالي بينت، ليشكل الأخير حكومة يمينية يرأسها بالتناوب مع نتنياهو.
وفي السياق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، عن رئيس الكنيست، ياريف ليفين، قوله خلال محادثة مغلقة مع أعضاء كنيست حريدييم، اليوم، أن «الليكود سيوصي على ما يبدو على بينت لتكليفه بتشكيل حكومة». لكن مصادر في «يمينا» كشفت أنه «بالرغم من اقتراح نتنياهو بالتوصية على بينت ليشكل الحكومة، يسعى في قرارة نفسه للتوجه لانتخابات كنيست خامسة».
وعلى ما يبدو، فإن نتنياهو يهدف من وراء هذه الخطوة إلى شراء وقت إضافي، إذ إنه يعرف أن حتى لو كُلّف بينت، تحت الضغوط الممارسة على «القائمة الموحدة» لتمنحه توصيتها لتشكيل الحكومة، فلن ينجح في ذلك، فيما في المعسكر المعارض الذي يقوده لبيد، تبدو المهمة أصعب بكثير بسبب الخلافات بين مركّبات هذه الكتلة على توزيع الحقائب الوزارية.
مع ذلك، فإن التوصية على بينت في نهاية الأمر ستُكلَّل بالفشل، والسبب أن الحجر الأساس في نجاح حكومة كهذه هو دعم خارجي من«القائمة الموحدة»، الأمر الذي يبدو مستحيلاً، بسبب رفض حزب «الصهيونية الدينية» المشارَكة في «أيّة حكومة قد تقوم على دعم كهذا».
من جهة ثانية، وفي حال كُلّف بينت بتشكيل الحكومة، فإن حزبه ليس راضياً تماماً عن نتنياهو، وهو مستعد للتحالف مع «اليسار» لمنع الذهاب إلى انتخابات كنيست خامسة، إذ كشف محلل الشؤون الحزبية في «القناة 12» الإسرائيلية، عاميت سيغال، مساء أمس، عن تسجيل صوتي لعضو الكنيست، أييليت شاكيد (من حزب «يمينا») تهاجم فيه نتنياهو وزوجته.
وشبّهت شاكيد في التسجيل المسرّب، نتنياهو وزوجته بالحكام الاستبداديين والديكتاتوريين، معتبرةً أنهما غير مستعدين للتنحي. وأضافت أنه: «صحيح أن عليه الرحيل. لكني قلت لغدعون ساعر (رئيس حزب أمل جديد) إنه توجد دولة. ماذا ستفعل الآن؟ هل ستشكل حكومة مع تحالف كاذب كهذا (كتلة التغيير التي يقودها لبيد)، لأنه يتوجب على نتنياهو الرحيل؟ فقد حصل على 30 مقعداً في الكنيست». وأوضحت لساعر في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو، «وافق الليكود على تسديد ديونه»، في إشارة إلى أن نتنياهو مستعد لتقديم التنازلات لـ«يمينا» مقابل بقائه في الحكم.
إلى ذلك، أوضحت شاكيد في التسجيل المسرّب أن حزبها (يمينا)، لا يؤيد الذهاب لانتخابات كنيست خامسة، مستدركة «عند ذلك سنتجه إلى خيار التحالف مع اليسار، ونحاول إقناع بتسلئيل سموتريتش (زعيم الصهيونية الدينية) بالانضمام إلينا كي لا نُضطر إلى الاعتماد على القائمة الموحدة. عفواً، هذه ليست مسألة إيديولوجية، فإن كانت الدولة مهمة له ومن أجل مصلحة الدولة يحظر الاعتماد على عباس، فليأت معنا ويمنع الاعتماد على عباس».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا