بعد اتهام وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية غيلا غمليئيل، أمس، إيران بتلويث أكثر من 160 كيلومتراً من سواحل فلسطين ولبنان في ما وصفه الخبراء بأنه «أسوأ كارثة بيئية خلال عقدين»، كشفت وسائل إعلام العدو أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فتحت تحقيقاً موسّعاً للكشف عن مصدر تسرّب مادة القطران ولتأكيد أو نفي معلومات وزارة البيئة، وذلك بعدما عبّر مسؤولون في أجهزة الأمن عن استيائهم لعدم اطلاعهم على نتائج تحقيق وزارة البيئة.
وكانت غمليئيل قد اتهمت، إيران «بممارسة الإرهاب من خلال الإضرار بالبيئة»، موحية بأن ما جرى كان مقصوداً، وهو ما علّق عليه مسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنهم لم يشاركوا في التحقيقات لذلك «لا يمكن تحديد أن السفينة الملوِثة فعلت ذلك عن قصد وليس نتيجة لخلل».

ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية، قولهم إن «وزارة حماية البيئة لم تشارك الجهات المعنية الأخرى بالتحقيق وقامت بالإجراءات بمفردها، وبالتالي ليس من الواضح على أيّ أساس اتخذت غمليئيل قرارها».

وقال مسؤول أمني: «آمل بشدة أن يكون لديها أدلة قوية وإلّا سيتضح أن كل شيء يستند إلى حدث ظرفي وليس إلى أدلة».

وقالت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، اليوم، إنها حصلت على نتائج تحليل أجرته شركة TankerTrackers، دفعها للاشتباه بأن ناقلة نفط إيرانية باسم Emerald (وكان اسمها السابق ابن بطوطة) هي سبب التلوث.

وأظهرت صور التقطت من الجو عملية نقل النفط في منطقة بين قبرص وسوريا من ناقلة النفط إلى ناقلة نفط أخرى باسم LOTUS. ويسود الاعتقاد أنه تم نقل النفط الخام من ناقلة نفط إلى أخرى في قلب البحر، وذلك لأن Emerald لم تدخل أيّ ميناء.

وبحسب تقرير «وزارة حماية البيئة»، فإن الناقلة إميرالد دخلت المياه الاقتصادية المصرية، في الأول من شباط الفائت، ثم اختفت عن الرادار لمدة 23 ساعة، وبعدها رُصدت على بعد 230 ميلاً من النقطة التي اختفت فيها، ما يدل على أنها عبرت في المياه الاقتصادية الإسرائيلية.

وفي الثاني من شباط، أظهرت صورة جديدة وجود ناقلة النفط في المياه الاقتصادية الإسرائيلية وإلى الغرب من شواطئ مدينة حيفا. وفي 5 شباط اكتشفت بقعة النفط، بواسطة صور قمر اصطناعي، على بعد 130 كيلومتراً من إسرائيل. وفي 11 الشهر نفسه تحركت بقعة النفط إلى موقع يبعد 50 كيلومتراً عن شواطئ إسرائيل.

وأظهرت صورة التُقطت من قمر اصطناعي التحام ناقلتَي النفط ونقل 750 ألف برميل نفط خام إيراني إلى ناقلة النفط LOTUS، وهي سفينة سورية تحمل العلم الإيراني. ووصلت كتل القطران إلى شواطئ إسرائيل، ولبنان أيضاً، في 17 شباط.

من جهته، قال الضابط في الاحتياط برتبة عميد في سلاح البحرية الإسرائيلي، أوري ديستنيك، لموقع «واللا» العبري، إنه «عند تحليل الأمور، هذا لا يبدو كحدث إرهابي أبداً (...) لو كان الهدف تنفيذ عملية إرهابية، لهربت السفينة فوراً بعد تنفيذه، بدلاً من التريّث لأسبوعين قبل أن تعود مضطرة إلى قاعدتها عن طريق المياه الاقتصادية الإسرائيلية».