بدا اهتمام العدو الإسرائيلي، على الصعيدين العسكري والأمني، بالمناورة كبيراً. فإلى جانب الجهات الأمنية والاستخبارية التي كانت تراقب، وطائرات الاستطلاع التي حلّقت فوق القطاع بكثافة منذ أيام، كشفت مصادر استخبارية فلسطينية رصْدها وصول عدد من الضبّاط في جيش العدو من الوحدات التابعة للاستخبارات العسكرية «أمان» إلى «غلاف غزة» أمس، وبالتحديد ما يسمّى «المركز الاستخباري»، بهدف المتابعة والرصد للمناورة المشتركة.ولم تتوقف عمليات الرصد عند الحدّ التقليدي، بل استخدم الاحتلال عدداً من الطائرات العالية التقنية. إذ كشف محرّر شؤون الطيران في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، يتاي بلومنتال، أن ثلاث طائرات لجمع البيانات والقياس من بعد، مسجّلة لخدمة مؤسّسة الأمن، أجرت طلعات بالقرب من حدود غزة البحرية خلال المناورات الواسعة هناك، وخاصة عندما جرى إطلاق صواريخ تجاه البحر. وتم التعرّف إلى طائرات "4X-CUT" و"4X-CMA" و"4X-AOO" أثناء تحليقها، علماً بأن كّلاً منها «مختبر طائر» لشركتَي "IAI" و"Alta".
وما يفسّر حجم الاهتمام الإسرائيلي بـ«الركن الشديد» هو أنها رغم كونها تحمل رسائل قوية، فإن الأخطر أنها تضرب أهمّ الأهداف الاستراتيجية للعدو، المتمثّلة في استمرار حالة التشتّت الفلسطيني والفرقة الداخلية، الأمر الذي يضع «غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة» كهدف يجب التخلّص منه، إضافة إلى الشخصيات التي تعمل على هذا الأمر، ما يفتح الباب أمام تكرار عمليات الاغتيال لقيادات وحدوية تقف خلف هذا الإنجاز. وبالتزامن مع مناورة الفصائل، أعلن جيش العدو مناورة عسكرية مفاجئة في منطقة عسقلان تستمرّ يومين، وستتخلّلها حركة نشطة للجيش والمركبات والسفن العسكرية، طبقاً لمراسل «راديو الجنوب»، ماندي ريزل.