«يا معالي الوزير كندرة بنت فلسطينية صغيرة جوعانة باليرموك بتسوى اكبر راس بالقيادة الفلسطينية»، عبارة صرخ بها، قالها أحد طلبة جامعة بيرزيت في الضفة الغربية بوجه وزير العمل أحمد المجدلاني في الحكومة الفلسطينية برام الله، ورئيس الوفد المرسل من قبلها لحل أزمة مخيم اليرموك، التي ما تزال حتى اليوم محتدمة مع تعنت جبهة النصرة في وجه كل محاولات التسوية. اللقاء الذي نتذكره اليوم، هو نجاح في حل قضايا عربية في حين تفشل بإنجاح أي شأن فلسطيني.
سبق هذا الطالب خلال لقاء حدث في الجامعة، طالب آخر ذكّر المجدلاني بانعدام الفعل الذي مارسته المنظمة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال محنتهم الممتدة منذ أكثر من سنة. ذكره بمن استشهدوا، ومن اعتقلوا، ومن ومن...
طالبة أخرى من الحضور سألت المجدلاني سؤالاً يحمل طلباً بتحرك فلسطيني شعبي ورسمي من أجل اللاجئين الفلسطينيين، والعمل جدياً على عودتهم، فيسألها عضو اللجنة التنفيذية «لوين يرجعوا لهون؟» (الضفة الغربية).
رد الوزير استهجنه الطلاب، لكن الوزير اتهم الطالبة بقلة.. الأدب! فردت عليه بأن يسأل أهالي الموظفين: هل هم مؤدبون؟ في إشارة منها إلى سباب أطلقه المجدلاني ذات مرة على الهواء مباشرة للموظفين، مخالفاً كل أشكال اللياقة، فكيف بمسؤول بحجمه ومستواه.
وأضافت الطالبة أن الشرعية الوحيدة المتبقية والمعطاة للمنظمة، هي قضية اللاجئين، ومع ارتقاء أول شهيد في اليرموك فقدت تلك الشرعية. وقالت له «الاشي الوحيد اللي بشتغل بمبنى منظمة التحرير هو الاصنصير».
كلام الطلبة في الضفة الغربية من أجل مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، كلام عن إخوانهم اللاجئين، صوت، اشتاقه الفلسطينيون بعد أن غاب ردحاً من الزمن. كل الفلسطينيين يشتاقون لتلك اللحظة التي يعود فيها التئام الشعب بالتضامن فيما بينه، وتعرية واقع لم يعد يعبّر عن الحقيقة التي وصلنا إليها، وأوصلتنا إليها قيادة أقرب ما تقترب إليه من المخيمات، هو في خطاب يلقى في المناسبات.
صرخة الطلبة بوجه الوزير المجدلاني، لم تكن فقط من أجل مخيم اليرموك ومأساته، ففي مضمونها ما قاله الشاعر إبراهيم اليازجي «فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب»، وصلنا كفلسطينيين إلى واقع مؤلم جداً، وبات الوقوف أمام أنفسنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتمياً.
الوزير أحمد المجدلاني، لم يحتمل صوت الطلبة، ربما لم يتوقع ردة الفعل هذه منهم، أو اعتقد أنه سيلقى ترحيباً، في حين أن أحد الطلبة قال له «أنا ابن اليرموك وابن جامعة بيرزيت وبقلك لا أهلا ولا سهلا فيك»، قول الطالب بوجه الوزير، لينبه، كل مسؤول فلسطيني وعلى لساننا جميعاً، أن الانتفاضة آتية، من دون دعم خارجي، ومن دون طلب لعروش السلطة، ومن دون أي شيء يشوه الحراك الوطني، انتفاضة الصوت، وإعادة المنظمة إلى حاضنتها الطبيعية (الشعب الفلسطيني العظيم). وبدوري أقول لسعادة الوزير، وسيادة الرئيس، والسادة قادة فصائل العمل الوطني، بدأ الطرق على الخزان، «فتنبهوا واستفيقوا».
1 تعليق
التعليقات
-
كندرة وانتفاضهان سياسة التفاوض لم تعد تجدي نفعا بل اصبحت سيف مسلّط على رقابنا وشعار يهودية الدوله يعني اسرائيل تفرض سياسة القوي على الضعيف مع العلم اننا شعب الجبابرة ولسنا ضعفاء والذي تريده اسرائيل رئيس دويلة فلسطينية بصلاحيات رئيس بلدية وان يقوم بحماية امن اسرائيل لذلك اقول لقياداتنا دون استثناء لقد اصبحتم حريصين على ارضاء العدو الغاصب من اجل فتات الحلول ونسيتم معاناة شعبكم المحاصر في اليرموك وغزة والجائع والهائم على وجهه في الشتات وفي بقاع العالم فاحذروا غضب شعبكم عليكم لان للصبر حدود وعندها لا تلوموا الا انفسكم لان الظلم عندما يستفحل فان الانتفاضه على الابواب وسوف تجرفكم انتم ومن تحرصون على ودّهم واقصد اسرائيل التي قامت باغتصاب الارض ودنست المقدسات وعاثت فسادا وظلما وتشريدا وجعلتنا نستجدي الشفقة والمطالبة بابسط حقوق الحيوان كالجائع على موائد اللئام فهل هذا هو المستقل الذي تخطّطوه لنا وللاجيال من بعدنا ؟ ولقد اصبحت الاجيال الصاعدة تلهث واراء الهجرة الى الغرب سعيا وراء لقمة العيش والحياة الكريمه والعداله الاجتماعيه ولقد قتلتم كل معاني الوطنيه والمواطنه لدى هذه الاجيال بسياساتكم البائسة اليائسة واللاهثة وراء اي حل . فاذا بقيتم على هذا المنوال فلن يرحمكم شعبكم ولا التاريخ !!!!!!!!!!!!!!!!!