غزة | مع استمرار الغضب المصري من عقد مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت ورام الله، وما تبعه من جلسات تفاهم بين «حماس» و«فتح» في إسطنبول (راجع عدد الجمعة 2 تشرين الأول)، قرّرت الحركتان استرضاء مصر برسائل تؤكدان فيها استمرار دور الأخيرة "المركزي" في القضية الفلسطينية، وتعلنان نيّتهما استكمال جهود المصالحة في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة. وبعد مداولات بينهما، اتفقت «حماس» و«فتح» على تجنّب إغضاب مصر «لِما لها من دور سياسي وجغرافي»، وهو ما تمخّضت عنه سلسلة خطوات لإرضائها، أبرزها إعلان أن الاجتماع المزمع عقده خلال أسابيع للأمناء العامين سيكون في عاصمتها.وسبق لأمين سرّ «اللجنة المركزية لفتح»، جبريل الرجوب، الذي قاد وفداً من حركته إلى القاهرة أخيراً، أن أعلن أن الحوار "الفتحاوي" - "الحمساوي" انعقد في القنصلية الفلسطينية في إسطنبول، ما يعني عرفاً أرضاً فلسطينية، مضيفاً أن الاجتماعات سارت «بلا رعاية أيّ دولة أو جهة... لن نكون إلا في المحور العربي، وفي مقدّمة المواقف التي لها علاقة بالانتماء والإجماع العربي». وذكر الرجوب أن الدعوة إلى اجتماع للأمناء في القاهرة «ستكون تحت رعاية الرئيس محمود عباس لإعلان خريطة طريق... أخبرَنا المصريون أنهم جاهزون في المبدأ لتقديم التسهيلات كافة لإنجاح المؤتمر». من جهتها، أشارت «حماس» إلى أنها تُطلِع المصريين دائماً على مجريات الحوارات، لافتة إلى أنهم أبدوا دعمهم للمصالحة وترتيب البيت الفلسطيني، وأنها أيضاً أجرت سلسلة من الاتصالات مع عدد من الدول «لوضعها في صورة الحراك الوطني» الجاري.
ستعقد «فتح» و«حماس» لقاءات تشاورية جديدة لتحديد مواعيد التنفيذ


وعلمت «الأخبار»، من مصادر في «حماس»، أن الحركة تدرس الإشكالات التي قد تواجه المؤتمر في حال عقده في القاهرة، خاصة أن رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، لم ينهِ بعد أعماله الخارجية، ويخشى أن تُعوّقه السلطات المصرية من مغادرة أراضيها، ولذلك تجري مباحثات حالية مع المصريين للحصول على ضمانات. لكن الرجوب استبق هواجس «حماس» بالقول إن «القاهرة جاهزة لتقديم التسهيلات كافة». وقبيل لقاء الأمناء المرتقب، توافقت الحركتان على عقد «لقاء تشاوري جديد» خلال الأسبوع المقبل لبحث «قضايا تمهيدية لخريطة الطريق الداخلية، ولا سيما في ما يتعلّق بالمرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات، إضافة إلى بحث تأليف حكومة ائتلاف وطني تُمهّد للانتخابات وتنهي الانقسام، والاتفاق على موعد عقد لقاء الأمناء بعد استكمال المشاورات مع مختلف الفصائل»، كما تنقل المصادر.
بالتوازي، أنهت «فتح» مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق حتى أول من أمس، وحصلت على تأييد تلك الفصائل للتفاهمات التي تَوصّلت إليها مع «حماس» بخصوص الانتخابات، فيما أعلنت الأخيرة أنها أجرت مشاورات موسّعة مع القوى الفلسطينية للوصول إلى «خريطة طريق للقاء الأمناء العامين، وترتيب كامل للحالة الفلسطينية». وشملت هذه المباحثات، وفق المتحدّث باسم الحركة حازم قاسم، الحديث عن «منظمة التحرير ومؤسساتها وتفعيل المقاومة الشعبية». وتأكيداً لما كانت نشرته «الأخبار» في عدد الإثنين الماضي، كشف الرجوب عن تعرّض السلطة لإغراءات وضغوط من أطراف إقليميين، لم يُسمّهم، لإفشال الانتخابات بدفع أميركي، لكنه قال: «ليس كلّ ما يُعرف يقال». وواجهت السلطة ضغطاً عربياً من مصر والأردن، ومن خلفهما السعودية والإمارات، لعرقلة التفاهمات "الحمساوية" - "الفتحاوية" الأخيرة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا