أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفضه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقترحة «للسلام في الشرق الأوسط»، على اعتبارها «هدية للعدو الإسرائيلي»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن».وفي كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، قال عباس وهو يلوّح بنسخة من خريطة تتصورها «خطة ترامب» لحدود إسرائيل وفلسطين، إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة «جبن سويسري» مفتّتة.
وأضاف أنه «يكفي أن نرفض هذه الصفقة لأنها تخرج القدس من السيادة الفلسطينية وتحول شعبنا ووطننا إلى دولة ممزقة»، موجهاً السؤال إلى الحاضرين: «من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟».
وطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام، بمشاركة «الرباعية الدولية وأميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن» وذلك بهدف «تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 2334».
ودعا عباس ترامب إلى التخلي عن هذه الخطة والعودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الأممية التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناءً على حدود ما قبل 1967، مؤكداً استعداد الفلسطينيين للتفاوض «إذا وجد شريك مستعد وتحت رعاية الرباعية الدولية».
وبينما أكد أنه «لن يتم اللجوء إلى العنف والإرهاب مهما كان الاعتداء علينا»، أضاف القول: «سنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية... مئات الآلاف في الضفة الغربية وغزة خرجوا اليوم ليقولوا لا للصفقة».
وجاءت كلمة عباس أمام مجلس الأمن، في الوقت الذي يجري فيه توزيع مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية، إذ قامت تونس وإندونيسيا العضوان في مجلس الأمن بتوزيع مسودة القرار الذي ينتظر أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده؛ ولكنه رغم ذلك يعكس رأي بعض الأعضاء الرافض لخطة ترامب.

مندوب إسرائيل: لإزاحة عباس
في المقابل، دعا المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، إلى ضرورة إزاحة محمود عباس، عن منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية.
وزعم دانون، أمام الصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين طالما بقي عباس في منصبه».
هذه التصريحات جاءت قبيل دقائق من بدء الجلسة، ليكررها دان أثناءها أيضاً. وادّعى الأخير أن «عباس، لو كان صادقاً في دعوته إلى السلام، لذهب إلى إسرائيل مفاوضاً، كما فعل الرئيس المصري أنور السادات، حين تحدث أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)».

غانتس: ندعم الخطة لا مبادلة الأراضي
بالتزامن مع الجلسة، نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية أن زعيم حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، وهو منافس رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الرئيس، قال إنه يوافق على «تنفيذ خطة ترامب للسلام»، لكنه يعارض «تبادل الأراضي المقترح في الخطة».
من جهتها، أعلنت دول أوروبية على لسان وزير الشؤون الخارجية والدفاع البلجيكي فيليب جوفين، الذي تحدث وحوله سفراء كل من فرنسا وألمانيا واستونيا وبولندا، اليوم، أن الخطة الأميركية «لا تتفق مع المعايير الدولية»، معربة عن استعدادها للعب دور في استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال الوزير البلجيكي: «نحن ملتزمون بحل الدولتين عن طريق التفاوض، على أساس خطوط عام 1967، مع تبادل للأراضي».
ودعا لإقامة «دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة، وذات سيادة وقابلة للحياة، تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل (مع إسرائيل)».
وأضاف أن مبادرة واشنطن «تبتعد عن هذه المعايير المتفق عليها دولياً»، معرباً عن «القلق العميق إزاء الخطوات الإسرائيلية المحتملة نحو الضم بعد دعوات متكررة لضم مناطق في الضفة الغربية».