فوق المؤتمر ودعوات العشاء والاستضافة والترحيب، شرّعت البحرين أبواب كنيس قديم فيها يُفتح لمناسبات خاصة، أمام رجال أعمال وصحافيين وخمسة حاخامات يهود ومسؤول كبير في البيت الأبيض، لإقامة «صلاة صباحية نادرة» في الكنيس الوحيد المعلَن عنه رسمياً في الخليج، على هامش «ورشة البحرين الاقتصادية» أمس، كما نقل موقع «تايمز أوف إسرائيل».بعد انتهاء الصلاة، التي نُظِّمَت مراسمها بموافقة السلطات، وبتنسيق من الدبلوماسية البحرينية اليهودية، هدى نونو، بدأ المشاركون، الذين وضعوا عليهم شالات خاصة و«التيفيلين» [صندوق مصنوع من جلد الكوشير يوضع على الجبهة، ويُلفّ خيطه على اليد اليسرى لأنها أقرب إلى القلب]، ترديد نشيد «عام يسرائيل حاي» [شعب إسرائيل حيّ]، والسير حول المنصة وهم يهتفون به.

الصلاة ترأسها أحد المشاركين في مؤتمر البحرين، وهو الحاخام مارفين هاير من مركز «سيمون فيزنتال»، وشارك فيها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لـ«السلام» في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي نشر صورة لذلك على حسابه في «تويتر». وشارك في المراسم الحاخام مارك شناير، وباحث مختص في شؤون الشرق الأوسط اسمه ديفيد ماكوفسكي، وأيضاً رئيس مكتب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في القدس المحتلة ديفيد هالبفينغر، وآخرون.
وفق الموقع الإسرائيلي، لا تُقام الصلوات بانتظام في هذا الكنيس الذي يكون عادة مغلقاً في الأعياد، لكنه يُفتح في المناسبات الخاصة، كما لا يحمل المبنى الذي يضمّه أي علامات مميزة. وكتب غرينبلات أنه صلى من أجل عائلته ومن أجل السلام، مضيفاً: «هذا مثال على المستقبل الذي يمكننا بناؤه معاً». أما الحاخام كوبر، فقال: «هذا هو سرّ الشعب اليهودي: في كل مرة تضع على نفسك الشال، أينما كنت في العالم، تشعر كأنك في الوطن».
غرينبلات عن الصلاة: هذا مثال على المستقبل الذي يمكننا بناؤه معاً


والكنيس المذكور بُني في المنامة في الثلاثينيات، وقيل إنه في 1947 نُهب في أعقاب خطة التقسيم التي تبنّتها الأمم المتحدة، ثم رُمِّم عام 1997، علماً بأنّ عدد أعضاء طائفته 34، غالبيتهم من يهود البحرين الـ1500، وهؤلاء معظمهم من أصول عراقية.
أما المنسقة الأساسية للصلاة، أي نونو، التي شغلت منصب سفيرة البحرين لدى الولايات المتحدة قبل نحو عشر سنوات، فقالت إن «مراسم الصلاة شكلت لها مناسبة مشحونة بالعواطف»، مضيفة: «تأثرت كثيراً. هذه لحظة تاريخية. للمرة الأولى في حياتي أرى شعائر صلاة مع "منيان" [النصاب المكون من 10 رجال بالغين، والمطلوب لإقامة واجبات دينية يهودية] في كنيس بلدي».