عاد معسكر اليمين الإسرائيلي إلى تصدّر المشهد الانتخابي، بما يتيح له، بناءً على نتائج آخر استطلاع للرأي، تأليف الحكومة المقبلة. ومع أن المسافة الفاصلة عن التاسع من نيسان/ أبريل المقبل طويلة نسبياً، وأن الأرقام قابلة للتغير في هذا الاتجاه أو ذاك، إلا أن الواضح حتى الآن أن الفروق بين ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو ومنافسيه قليلة، ما يسمح بحدوث مفاجآت، أو الفوز بفارق بسيط. وبعد احتواء مفاعيل إعلان لائحة الاتهام ـــ غير النهائية ـــ بحق نتنياهو، أظهر أحد استطلاعات الرأي أن تكتل «أزرق أبيض»، برئاسة بيني غانتس، سيحصل على 31 مقعداً، بينما يُفترض أن يحصل حزب «الليكود» على 28، و«العمل» على 10، بينما سيحصل تحالف أحزاب اليمين المتطرف على 8 مقاعد. في المقابل، يُفترض أن يحصل كلّ من «اليمين الجديد» و«يهدوت هتوراة» على 7 مقاعد، وحركة «شاس» على 5، فيما يحصل كلّ من تحالف «الموحدة والتجمع» و«ميرتس» و«كولانو» على 4. أما حركة «موشيه فيغلين» فستتمكّن من تجاوز نسبة الحسم والحصول على 4 مقاعد. واللافت أن الاستطلاع نفسه ذكر أن حزب «إسرائيل بيتنا»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، لن يتمكّن من تجاوز نسبة الحسم، والأمر نفسه ينسحب على حركة «جيشير».
هامش مناورة نتنياهو عشية الانتخابات «ضيّق للغاية»


وعلى افتراض تحقق هذه النتائج، فسيتمكن «الليكود» من إعادة تشكيل الائتلاف الحالي الذي قد يصل إلى 63 مقعداً، بل سيكون من الصعب عدم تكليف نتنياهو بتأليف الحكومة. أما السيناريو الأصعب، فهو ألّا يتمكن الائتلاف الحالي من تحقيق الغالبية، وفي الوقت نفسه ألّا يتمكن غانتس ـــ عبر تحالفاته بعيداً من الأحزاب العربية ــــ من تأليف حكومة، وهذا هو المرجّح. وفي هذه الحالة، سيضطر الطرفان إلى تأليف حكومة وحدة، لكن محور التجاذب سيتركز حينئذ على رئاسة الحكومة.
على خط موازٍ، ارتفعت درجة التوتر على الحدود مع قطاع غزة. وفي ضوء تواصل الرسائل المتبادلة، وجّه نتنياهو تهديداً إلى حركة «حماس»، قال فيه إنه رغم الحديث عن أن «الإرهاب ينفذه مارقون، لكن ذلك لا يعفي حماس»، مضيفاً: «سمعت أقوالاً عن أن عملية واسعة ليست في الحسبان، (لكنني) أقول: لا تختبرونا». مع ذلك، تسود تقديرات في إسرائيل مفادها أن هامش مناورة نتنياهو عشية الانتخابات «ضيّق للغاية»، خصوصاً في ما يتعلّق بإعادة جثث جنوده الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.
في هذه الأجواء، يسعى الوفد المصري للتوصل إلى تفاهمات أساسية تسهم في تهدئة الطرفين: «حماس التي تريد الحصول على تسهيلات في الحصار الخانق بعد عام على إطلاق مسيرات العودة، ونتنياهو الذي تشكل غزة نقطة ضعفه الانتخابية، ويتعرّض للانتقاد بسببها من اليمين واليسار». في ضوء ذلك، هو معني بالحفاظ على الوضع القائم، على الأقلّ حتى الانتخابات، من دون قرارات كبيرة أو تخفيف للحصار، وأيضاً من دون تورّط عسكري.
من جهة أخرى، حذّر رئيس جهاز «الشاباك»، نداف أرغمان، من انهيار السلطة في أعقاب اقتطاع رواتب الأسرى والشهداء من أموال الضرائب (المقاصّة). وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تزايد الانتقادات في «الشاباك» والجيش للمستوى السياسي، على خلفية قرار «المجلس الوزاري المصغر» (الكابينت) اقتطاع الرواتب.