بالتزامن مع الذكرى الـ25 لاتفاق أوسلو، وفي أعقاب القرار الأميركي بإغلاق مكتب «منظمة التحرير» الفلسطينية في واشنطن، مطلع الأسبوع الحالي، أوقفت البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في الولايات المتحدة أعمالها، اليوم.وفي شريط نُشر على موقع «فايسبوك»، موجه إلى الشعب الأميركي، قال ممثل بعثة «منظمة التحرير» في الولايات المتحدة، حسام زملط: «اليوم هو الموعد الذي حددوه لنا لإنهاء عمل البعثة في واشنطن»، معتبراً أن القرار «مؤسف وعقابيّ».
يأتي ذلك، بعدما أعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي، رسمياً، قرارها إغلاق مكتب المنظمة، متهمةً «القيادة الفلسطينية بالتعنت ورفض التحدث مع الإدارة الاميركية، والقبول بشروط الأخيرة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية».
زملط أشار، أيضاً، إلى أن «إدارة ترامب لم تُعطنا سوى خيارين فقط: أن نفقد علاقتنا معها، أو نفقد حقوقنا كأمّة. إنّ رئيسنا وقادتنا والشعب الفلسطيني قد اختاروا حقوقنا»، مبدياً «أسفه وحزنه الشديدين بسبب الوضع الحالي». ورأى أن «ملايين الأميركيين كانوا ولا يزالون أصدقاء فلسطين»، آملاً في أن «تكون هذه اللحظة الحزينة قصيرة الأجل، لكي نعود مجدّداً في وقت قريب لنكون رمزاً وانعكاساً للعلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والأميركي».

وفي سياق متصل، زعم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أن «إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تستعد لانتقادات إسرائيلية لعناصر في خطة السلام في الشرق الأوسط»، مؤكداً في مقابلة له مع وكالة «رويترز» أنه «لن تكون هناك أيّة تنازلات بشأن الاحتياجات والمصالح الأمنية لإسرائيل»
وقال من وصفته «رويترز» بـ«كبير مهندسي صفقة القرن»، إن «المفاوضين الأميركيين دخلوا مرحلة ما قبل تدشين الخطة رغم مقاطعة القادة الفلسطينيين لها». مع ذلك، لم يحدد غرينبلات إطاراً زمنيّاً للإعلان، مكتفياً بالقول إن «الخطة لن يُعلن عنها في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستجتمع في نيويورك هذا الشهر». وعن التصورات المسبقة عن الخطة بأنها منحازة لإسرائيل، ادعى المبعوث الخاص أن «الجانبين (الإسرائليين والسلطة الفلسطينية) سيجدان ما سيعجبهما وما لن يعجبهما في الخطة».
وبرغم كل الإجراءات العقابية والضاغطة التي اتخذتها الإدارة الأميركية، منذ السنة الماضية، ضد الشعب الفلسطيني، والتي بدأت بإعلانها الاعتراف بـ«القدس عاصمة لإسرائيل»، ونقل سفارتها من تل أبيب إلى الأخيرة، ثم إيقاف المساعدات الماليّة الممنوحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقطع المنح والمساعدات الماليّة المقدمة للسلطة الفلسطينية، ادعى غرينبلات أن «الولايات المتحدة ستوصي بتقديم تنازلات فقط، لكنها لن تسعى لفرض اتفاق».
وأضاف أنه «على الطرفين أن يقررا ما إذا كانت الخطة تناسبهما وستجعل حياتهما أفضل. الطرفان فحسب لديهما القدرة على تقديم هذه التنازلات، لكن لا تنازلات بشأن احتياجات إسرائيل الأمنية».

«الفلسطينيون يستحقون العقاب»
اعتبر كبير مساعدي الرئيس الأميركي، جارد كوشنر، أن الفلسطينيين «يستحقون قرار الإدارة الأميركية قطع المساعدات المالية عنهم». أمّا السبب بحسبه، فهو «قيامهم بتشويه هذه الإدارة».
وفي مقابلة له مع صحيفة «نيويورك تايمز» نُشرت، اليوم، قال إن «القادة الفلسطينيين استحقوا خسارة المساعدة بعدما شوهوا الإدارة الأميركية». وأضاف أنه «يجب استخدام المساعدات لتعزيز المصالح الوطنية ومساعدة المحتاجين، ولكن في الحالة الفلسطينية فإن برنامج المساعدات سار لعقود من دون خطة تجعلهم يعتمدون على أنفسهم».
كلام كوشنر جاء بعد أسابيع قليلة على قرار إدارة بلاده وقف مساعداتها للفلسطينيين، بما فيها تلك المقدمة لمستشفيات القدس والمشاريع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد زعم في مقابلته أن هذه القرارات العقابية «لن تقلّل فرص التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين (السلطة الفلسطينية)»، معتبراً أن «الرئيس الأميركي نجح في تحسين فرص السلام».
وتعليقاً على «قطع الاتصالات» بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركة، قال صهر الرئيس الأميركي إن «الخلاف بين الفلسطينيين وواشنطن قابل للحل»، منوهاً إلى أنه «في كل مفاوضات دخلت فيها فإنه قبل أن يصل أحدهم إلى كلمة نعم يكون جوابه لا»، في إشارة إلى تقديره أن الفلسطينيين سيوافقون بعد رفضهم.
وعن خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يعكف منذ أشهر على وضعها، قال كوشنر إنه «إذا كان السيد (محمود) عباس (الرئيس الفلسطيني) قائداً جاداً فإنه سيدرس خطة الإدارة الأميركية للسلام بعناية بعد إطلاقها»، من دون أن يحدد موعد الإعلان عنها.