غزة | في ظل ممارسة «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، لعبة كشف المصير في ما يخص الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، كشفت مصادر قريبة من المقاومة أنه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، تركت إسرائيل جثثاً لجنود آخرين غير الأربعة الذين تطالب بهم. وتوضح المصادر أن هذه الجثث «غير مكتملة الأجزاء»، وقد عثر عليها بعد العدوان، علماً بأن العدو أعلن أن بعضهم في عداد القتلى، بل أجرى لهم جنازات عسكرية بعدما أعاد إلى ذويهم أجزاء هي أقل من 20% من أجسادهم.يأتي حديث المصادر تعقيباً على التصريحات التي نشرها نيري أرائيل، وهو ضابط كبير في شعبة المفقودين في الجيش الإسرائيلي، عن أعداد الجنود المفقودين في غزة منذ عام 1948، عندما قال أول من أمس: «الأعداد الإسرائيلية ليست دقيقة للجنود المفقودين في غزة... هذا الأمر قد يُكشف خلال مفاوضات تبادل الجنود الأسرى مستقبلاً». وأضافت المصادر نفسها أن الجيش الإسرائيلي «كان في ظل المعارك الضارية يبحث عن أي قطعة من أي جندي اختفت جثته، حتى إن كانت صغيرة مثل ذراع أو جزء من الجثة لإعادتها إلى عائلته والقول لهم إن هذه جثة ابنكم الذي قتل خلال المعركة».
كذلك، قال أرائيل، في حفل بمناسبة الذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال، إن الجنود المفقودين في غزة تسع جثث، مشيراً إلى أن «حماس تعلم حقيقة هذه الجثث وتعرف أماكن وجود عدد منها، فيما يعرف شهود عيان آخرون أماكن دفن أخرى»، وكما يبدو أنهم دلّوا الحركة عليها. ورداً على سؤال حول احتجاز «حماس» هذه الجثث لغاية التفاوض، قال: «لدينا الآن في غزة 9 جنود... كان من الصعب على الجيش البحث عن الجثث إبان احتلال (القطاع)، والأمر لم يكن من الأولويات». واختتم أرائيل بالقول: «لدى حماس معلومات عن مجموعة من جنودنا، وهنالك مجموعة أخرى لدينا اعتقاد بإمكانية إيجاد روايات حولها في غزة».
ووفق المصادر، ترك الجيش الإسرائيلي جثثاً شبه مكتملة إبان حرب عام 2014 في مناطق بيت حانون والشجاعية وشرق خان يونس، وتحتفظ المقاومة بهذه الجثث التي تعرفت إلى أسماء بعض أصحابها في أوقات لاحقة. ويذكر أن «القسام» أعلنت مطلع نيسان 2016 أنها تحتجز أربعة جنود إسرائيليين أسرى هم: شاؤول آرون وهادار جولدن وأباراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، رافضة الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم «من دون ثمن».
ويعتقد أن واحدة من الجثث التسع تعود إلى جندي إسرائيلي من لواء المظليين 101 يدعى ميكي أرون، احتجزته المقاومة في منطقة خزاعة شرق خان يونس خلال حرب 2014، بعدما أجبره أحد رجال المقاومة على دخول المبنى واحتجزه داخله، لكن قوات الاحتلال قصفت المنزل، ما أدى إلى استشهاد المقاوم ومقتل الجندي الإسرائيلي. كما لمح موقع «المجد الأمني» المقرّب من المقاومة في نيسان 2016 إلى إمكانية أن يكون هذا الجندي هو الخامس الذي وقع بيد المقاومة.
أيضاً، كان متحدث باسم «القسام» قد كشف في فيديو بثته «فضائية الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، في الحادي عشر من آب 2014، بعنوان «تفاصيل عملية نوعية في بيت حانون»، أن مقاتلي «القسام» بعد المعركة التي جرت خلال الحرب جاؤوا لمعاينة المكان فوجدوا أغراضاً تخص الجيش الإسرائيلي بما فيها أشلاء لجنود. ومن ضمن القتلى الذين عثر على أجزاء منهم وعلى بطاقاتهم في معركة بيت حانون: نوعم ملول ولورن يتح والملازم الأول مائور دوبليل والعسكري أوري ليفي.