في 15 آذار الماضي، أرسل مستشار الرئيس الأميركي جارد كوشنر ومبعوث السلام للشرق الأوسط جايسون غرينبلات، رسالة إلى مدير «المخابرات العامة» الفلسطينية اللواء ماجد فرج، أبلغاه فيها عن شعورهما «بقلقٍ بالغ حين علمنا بهجوم 13 آذار على موكبكم». «شعرنا بالارتياح أنك لم تتعرّض للأذى، ونتمنّى شفاءً سريعاً للجرحى من طاقمكم»، قال المسؤولان. حملت الرسالة الأميركية، أكثر من تمنٍّ بالشفاء العاجل لفرج وطاقمه تحديداً، بل تضمّنت تلميحاً قوياً إلى سياسة إدراة الرئيس دونالد ترامب تجاه قطاع غزة وحركة «حماس»، وود يكنّه الرجلان لرجل الأمن الأول في رام الله. بحسب نص الرسالة، فإن «غزة بحاجة لحكومة مسؤولة، وليس إلى ميليشيات وجماعات مسلّحة ومتطرّفة تسعى للنزاع بالإضافة إلى أنها غير مؤهّلة للحكم. وتدل حادثة أمس (13 آذار) على أن حماس غير مؤهّلة لحكم غزة».
بالنسبة إلى كوشنر وغرينبلات، إن «هذا الاعتداء يؤكّد أن السلطة الفلسطينية، هي الوحيدة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، التي يمكنها تأمين مستقبل أكثر ازدهاراً وحريةً لغزة، بحيث يستطيع أهالي القطاع الاستفادة من إمكاناتهم».
الرسالة وجهت إلى فرج، تحديداً، فهو بحسب الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي، على حد سواء، أكثر المرشحين حظوظاً لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكثر رجال السلطة قرباً من الإدارة الأميركية. وهو أول رجال عباس الذين زاروا واشنطن، بعد تسلّم دونالد ترامب منصبه لتقديم «فروض الطاعة» للأميركي.

رسالة كوشنير وغرينبلات إلى فرج


في شباط الماضي، التقى فرج بمدير «وكالة الاستخبارات المركزية»، مايك بومبيو (عيّنه ترامب منذ أيام وزيراً للخارجية بعد طرد ريكس تيلرسون)، وأبلغه بحسب ما كتب الصحافي الإسرائيلي شلومو إيلدر، في موقع «المونيتور» في 13 آذار الماضي، بأنه «يمكن السلطة الفلسطينية المساهمة في استقرار المنطقة، وفي الجهود لمحاربة التطرف الإسلامي». وبحسب ما قاله قيادي في حركة «حماس» لـ«الأخبار»، حمل فرج رسالة من عباس للإدارة الأميركية، وهي أن «السلطة مستعدة لتقديم ما تريد واشنطن طلبه من القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان». في تلك الفترة، روّجت مصر لدحلان، ما بدا كأن الأميركيين يريدون استبداله بعباس. وبحسب إيلدر، «استطاع فرج إقناع نظيره الأميركي بأن قوات الأمن الفلسطينية يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في المنطقة بالتنسيق مع إسرائيل، بشرط إبقاء عباس الذي يلعب دوراً مهماً في مكافحة العنف والتطرف الإسلامي في مناطق السلطة، في الحكم». وبالعودة إلى رسالة كوشنير وغرينبلات، اعتبر المسؤولان الأميركيان أنه «من خلال عملنا معاً، يمكننا أن نؤمّن مستقبلاً أفضل للفلسطينيين».
بدوره، ذكر موقع «المصدر» الإسرائيلي أن «الإدارة الأميركية تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع السلطة الفلسطينية، ولا سيّما مع رئيس الحكومة الحمدالله، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج». وقالت قيادات فلسطينية للموقع الإسرائيلي، إن «رئيس الحكومة الحمدالله تلقى، أيضاً، الذي نجا من محاولة الاغتيال في غزة، رسالة شبيهة من مبعوثي الإدارة الأميركية».
وبحسب الموقع، المقرّب من «الشاباك» الإسرائيلي، فإن «جهات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن ماجد فرج هو مرشح رائد ليرث عباس، رغم عمره المتقدم، لأنه يحافظ على الاستقرار في المنطقة».