كيف ينال موقع «المصدر» ثقة متصفحيه؟ وكيف يقنع متصفحاً عربياً بأن النقر على خبر من إعداد إسرائيلي هو تصرف واعٍ؟ وفي النهاية، هل نال حقاً ثقة الجمهور ويمكننا القول بخوف إنه نجح في ذلك؟ يعتمد «المصدر» بالأساس على العناوين المغرية والمناورة (مثل: الزوجان المسلم واليهودية اللذان اجتازا الحدود، أو عملية أتينبي الأجرأ على الإطلاق، أو إسرائيليون يتذوقون وجبات رمضانية للمرة الأولى، أو إسرائيل تموّل سفريات الأقصى للمسلمين فقط... الخ)، كما يستخدم إعلانات القوائم (مثل: 68 حقيقة لم تعرفوها عن إسرائيل، خمس حقائق لم تعرفوها عن الصلوات، 5 أسباب جعلت الإسرائيليين يقعون في حب رياض محرز... الخ). أيضا يستعمل الموقع العناوين الاستفهامية (هل يتعارض بوكيمون جو مع قوانين الشريعة؟ هل يحاول نتنياهو القضاء على الصحافة الحرة؟ هل تربي إسرائيل جيلاً جاهداً من الحريديم...الخ). وبالطبع، لا يغفل العناوين ذات الاستمالة العاطفية (إسرائيلية طُعنت قبل يوم من زفاف ابنتها، أو الطفلة التي قتلت في سريرها على يد فلسطيني...)!عموماً، الأساليب التي يعتمد عليها «المصدر» للاستمالة العقلية والعاطفية للقراء العرب كثيرة، وربما هي بحاجة إلى دراسة بحثية مفصلة، لذلك، بات السؤال عن مدى نجاحه في تحقيق أهدافه ستجيب عنه، مبدئيا، قناة التفاعل على صفحته في موقع «فايسبوك» (تحظى بمليونين ومئة ألف إعجاب). برغم الإعجابات المليونية، فإن تعليقات المتابعين العرب على الصفحة تنحصر في الشتائم، واتهام إسرائيل بالكذب وتزوير الحقائق، ما يعني أن «المصدر» لم يستطع برغم مرور ثلاثة أعوام تحقيق كل أهدافه، رغم أنه وصل إلى كثيرين.
لكن، هل لدى القارئ العربي، والأجيال المقبلة، حصانة عامة لحمايته من «طاعون» الإعلام الإسرائيلية، وخصوصاً مع وقوع «مثقفين» وسياسيين عرب في وكر التطبيع والتبرير له؟ والأهم: من يضمن ألا تترك كل هذه الأخبار والتحشيد والنشاط المتواصل أثراً لو بعد حين؟
بيروت...