برسالة عبر الهواتف الجوالة، أعلنت الأونروا في لبنان، تعليق بدل الإيواء (150000 ل.ل =100$) ابتداءً من الشهر القادم للاجئين الفلسطينيين من سوريا.الرسالة التي وصلت إلى نحو 44 ألف فلسطيني سوري في لبنان (حسب الأونروا)، ابتدأت بكلمة "اضطرت الأونروا"، وصولاً إلى أن اضطرارها لتعليق بدل الإيواء "لن يؤثر على المساعدة النقدية لبدل الغذاء، البالغة 40000 ل.ل).

المبلغ أساساً ليس كبيراً، مقارنة بغلاء المعيشة في لبنان، حتى أن مئة دولار بدل إيواء كلمة مضحكة في هذا البلد، إذ من غير الممكن ايجاد غرفة واحدة صالحة للسكن البشري بهذا المبلغ المتواضع.
رغم تواضع المبلغ، الأونروا، الشاهد الوحيد الباقي على نكبة الفلسطينيين وحقهم بالمعنى الدولي، بدأت تتنصل من مسؤولياتها بذريعة الإفلاس، وبالفعل أعلنت عبر موقعها الرسمي حاجتها لمبلغ 415.4 مليون دولار أميركي، ضمن ما سمّته "نداء سوريا العاجل 2015". والغريب أن أياً من الدول الداعمة لم يستجب، ولم تدفع ما تلتزمه أمام المجتمع الدولي لمصلحة هذه المنظمة المعنية منذ 65 عاماً باللاجئين الفلسطينيين من الناحية الإنسانية والتشغيلية، دون السياسية، ولكن بالتحليل هذه الأيام يرى البعض أنه يراد إفلاس الأونروا، ويراد أن تعلن ذلك، لحلها، ونقل اللاجئين الفلسطينيين لوصاية مفوضية اللاجئين التي بمقدورها توطين اللاجئين بالمكان الذي هم إليه لاجئون، أو إلى أي مكان آخر، كما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، إبان العدوان الأميركي 2003، نظراً إلى عدم عمل الأونروا بالعراق في عهد صدام حسين.
الأونروا تؤكد في نداء استغاثتها أنها في سنة 2014 لم تحصل إلا على 50% من التمويل اللازم، وفي تمهيد المفوض العام للوكالة بيير كرينبول، للنداء يدعو إلى "توفير دعم نشط في سنة 2015، في ظل العلامات المقلقة التي تشير إلى وجود اتجاه لانخفاض التمويل المقدم لعملياتنا في سوريا".
كل هذه المقدمات تفيد ـ بحسب متابعين ـ بأن الأونروا تكاد تعلن إفلاسها حقاً، ومن اللافت أن ما حصل للاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان وسوريا، هو ما قد يحصل قريباً مع الفلسطينيين اللبنانيين، خاصة خطة الطوارئ المتعلقة بمخيم نهر البارد.
طبعاً كالعادة الفصائل الفلسطينية اكتفت بالاستنكار، وتنفيذ بعض الاعتصامات، والاجتماعات، وكان الله بالسر عليماً.
وخلال جولة في أحد مخيمات بيروت، سألت بعض الفلسطينيين السوريين: ما رأيك بالقرار الجديد للأونروا؟ فأجاب، أرى السفن واقفة في ميناء بيروت لأخذنا إلى أوروبا "ببلاش".