وستشهد كارولاينا الجنوبية الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين عن الحزب في 20 شباط/فبراير الجاري، في حين سينظم الحزب «الديموقراطي» انتخاباته التمهيدية في هذه الولاية بعد أسبوع من ذلك.
وخلال المناظرة التلفزيونية التاسعة بين المرشحين الجمهوريين، قال دونالد ترامب «لو كنت رئيساً اليوم، لرغبت حتماً بتعيين قاضٍ في المحكمة العليا، وبصراحة أنا واثق من أن (الرئيس الأميركي) باراك أوباما سيحاول فعل ذلك»، آملاً أن يتمكن مجلس الشيوخ، خاصاً بالذكر زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس، ميتش ماكونيل، والمجموعة بكاملها «من القيام بفعلٍ ما لتأخير هذا الأمر».
بدوره، قال السيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، إن «هذه المسألة تذكرنا إلى أي درجة هذه الانتخابات مهمة»، مضيفاً أن «واحداً منا، نحن الموجودين على هذه المنصة، ستكون مهمته إكمال المحكمة العليا، وهذا الأمر سيبدأ بتعيين قاضٍ في هذا المقعد الشاغر، وعلينا أن نعين شخصاً يدرك جيداً أن الدستور ليس وثيقة تتغير».
وفي هذا الإطار، قال السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز: «نحن أمام محكمة عليا ينقص عضو في هيئتها، وهي على وشك إلغاء كل القيود المفروضة من قبل الولايات على الإجهاض»، معتبراً أن على «مجلس الشيوخ أن يقف ويقول إننا لن نتخلى عن المحكمة العليا لجيل بكامله، عبر السماح لأوباما بتعيين قاضٍ آخر يساري فيها»، وذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي تحمل مسؤولياته الدستورية «بتعيين خلف للقاضي سكاليا في الوقت المحدد».
يشار إلى أن الدستور الأميركي ينص على أن مهمة اختيار أعضاء المحكمة العليا تقع على عاتق الرئيس، في حين تعود لمجلس الشيوخ صلاحية المصادقة على هذا التعيين أو رفضه. إلا أنه بإمكان زعيم الغالبية في المجلس أن يختار عدم إجراء التصويت وإبقاء أمر التعيين معلّقاً، ما يبقي المقعد شاغراً، وهو خيار يفضله الجمهوريون على خيار ترك أوباما يعين بنفسه القاضي المقبل.
وخلال المناظرة نفسها، وقعت ملاسنات حادة بين ترامب، الذي يتقدم الساعين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، وكل من الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش، وكروز. واصطدم ترامب وبوش حول غزو العراق واحتلاله، والدور الذي لعبه الرئيس السابق جورج بوش الابن (شقيق جيب) خلال هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، فما كان من جيب بوش إلا أن رد بحدة على الهجمات التي شنها عليه ترامب.
وقال ترامب: «ما كان علينا أن نذهب للعراق»، مضيفاً: «لقد كذبوا علينا. قالوا إن هناك أسلحة دمار شامل، ولكن لم تكن هناك أي أسلحة، وكانوا يعرفون ذلك جيداً». ولكن بوش دافع عن شقيقه قائلاً: «لقد ضقت ذرعاً من قيام أوباما بتحميل شقيقي مسؤولية كل المشاكل التي واجهها، وبصراحة إني غير آبه بالإهانات التي يوجهها إلي دونالد ترامب».

(الأخبار، أ ف ب، بي بي سي)