الملك وجحا والحمار
إنها ليست قصة من حكايات كليلة ودمنة، بل هو واقع غابة الشرق الأوسط الذي تحكمه ثلّة من الثعالب التي تنهش في مقدرات شعوبه ومواردها وتقمعها وترهبها إلى حد إفقارها وتحويلها إلى فئران تجارب لمشاريع غربية تحمل قناع ديموقراطية الفوضى الخلاقة لكنها تهدف إلى مصادرة ثروات المنطقة النفطية. هذه الثعالب استغلت ورُعاتها فرصة انتفاضة الشعوب لإمرار تنفيذ مشاريعهم الهادفة إلى إعدام إرادة المقاومة، فكان الضغط على عاصمة الأمويين من أجل فكّ ارتباطها بأركان المقاومة، متناسين دروس التاريخ والجغرافيا التي تثبت أنه منذ عام 1970 وعاصمة الأمويين تحتضن وتدعم وتؤيّد خيار المقاومة، رغم الإغراءات والتهديدات التي تعرّضت لها منذ أربعة عقود. فحتى لو تخلّى الرئيس بشار الأسد عن كل شيء قرباناً للإصلاح لما قبلوه، لأن كل ما يُضمرونه هو استثارة العصبيات الطائفية إلى أن تحصل الفتن بين أبناء الدين الواحد. لذلك، عند حصول أي ضربة كف واحدة داخل أي مجتمع مقاوم بين أبناء الجلدة الواحدة، يجب الاستدارة إلى الكيان الصهيوني وتوجيه ضربتين! حتى ذلك الحين، إما أن يموت الملك، أو يموت جحا أو يموت الحمار!
علي محيدله

■ ■ ■

الجامعة اللبنانية

نحن الذين أبعدوا عن قرار التفرّغ عام 2008 بحجج واهية كان أقبحها تقاسم الحصص الطائفي والمذهبي... وأين يا سعادة الرئيس؟ في الجامعة اللبنانية ــــ في المكان المخصص لمكافحة تلك الآفة العصبية البغيظة ــــ. لقد مضى على تعاقد العديد منّا أكثر من عشر سنوات بعدما بلغ أحدنا سن التقاعد وسافر اثنان.... وعلى رغم إيجابيات كل المواقف والكلام الرخيص لأكثرية مَن جلسنا معهم بشأن قضيتنا، فإننا ما زلنا نراوح مكاننا وصمدنا لسنوات بين مَن يقول: «لن أرفع الملف إلا إذا طلبه الوزير» ومَن يقول: «على الرئيس أن يرسله دون طلب». وظننا وقتها... وليتّسع صدرك يا سعادة الرئيس، أن هذا الملف مرهون بقضية الشرق الأوسط، وساعة ذلك فلنُعدّ لذكرى أربعين الخجل في لبنان. وقد سبق لي أن تمنيت على سعادة الرئيس الدكتور شكر أن يترك الجامعة دون أن يكون هناك صفحة قاتمة، كان ـــ على الأقل ـــ شاهداً فيها على ظلمنا. وقد قابلنا الوزير السابق وصارحته بأنه كان أحد عرّابي التفرغ الذي تعمّد شطب أسمائنا، وصارحته أيضاً بأنك المسؤول عن أكل حقنا فكيف تقبل ذلك؟ أما اليوم: وكلنا أمل وثقة بكم وبمقامكم ونزاهتكم وتفهّمكم لقضيتنا: نأمل من سعادتكم وضع نهاية لها، مع العلم بأن قرار التفرغ 2008 قد لحظ حقنا في التفرغ.
د. سليمان سليمان