أسئلة
تعليقاً على ما ورد في «الأخبار» أمس في المقال بعنوان «مولانا النصّاب»، نسأل: هل يوجد نصب داخل الأحزاب أم لا، أم أن الأمر يقتصر على المستقلين؟ ولماذا دائماً تحاربون الضعيف؟ فإذا كنتم تريدون العدالة، فلا بد من أن تتحقق على الجميع، وأؤكد أن الشيخ حسن م. لم يثبت لدينا أنه عميل بعد، وقد تبيّن أنه بريء كما حكمت المحكمة السورية، وأقول لكم: مَن لم يكن عليه ذنب فليرجمها، ولكن للأسف دائماً تحاكمون الضعيف. كما نسأل: هل يحق لصحافي أن يقوّم رجال الدين؟ هؤلاء لا يسرقون ــــ على فرض السرقة ــــ إلا لأنهم مضطرون، أما الذين يسرقون الملايين فلا حسيب ولا رقيب. كذلك نسأل: مَن عيّن الأمناء على الحوزات الذين لدينا إشكال كبير عليهم شخصاً شخصاً لأنهم عيّنوا أنفسهم من دون حسيب ودون رقيب؟ وهل يعطون شهرية للعلماء لكي يحاكموهم، أم يريدون أن يتحكموا بالناس من دون أي شيء؟
المرجع الديني الشيعي في جبل لبنان
الشيخ يوسف كنج

■ ■ ■

المجلس الشيعي يوضح

حذرت هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان من أن شخصاً «ينتحل صفة مرجعية» في الاجتهاد الديني، ما يسبب «التباسات لدى الرأي العام والمسؤولين». ودعت المرجعيات الدينية والسياسية ووسائل الإعلام إلى التنبه لذلك. وأفادت الهيئة في بيان تلقت «الأخبار» نسخة منه «بأن المدعو (الشيخ) يوسف كنج يصدر فتاوى وبيانات وتصريحات لوسائل الإعلام يدعي من خلالها الاجتهاد ويعطي نفسه صفة مرجع ديني للطائفة الإسلامية الشيعية. وتتجاوب معه في ذلك بعض وسائل الإعلام، ما أدى إلى التباسات لدى الرأي العام والمسؤولين الروحيين والزمنيين. وبما أن هذه العناوين تختص بالمقامات العلمية الدينية العليا عند الطائفة الإسلامية الشيعية، وبما أن المذكور لا يتمتع بهذه الصفة، يمثل ادعاءه انتحالاً لصفة المرجعية واستهانة بأبناء الطائفة. والسكوت عنه إعانة له على التغرير بالناس وإيقاعهم في الوهم».
هيئة التبليغ الديني
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان

■ ■ ■

خيارات واحدة

ردّاً على «المغالطات» التي تضمّنتها مقالة الأستاذ غسّان سعود بعنوان «المسيحيون بين خيارات الراعي وجرأة جعجع» (26/9/2011)، يهمّنا توضيح الآتي:
يفتتح الأستاذ سعود مقالته بتخيير المسيحيين بين «خيارات الفاتيكان وخيارات جعجع»، واضعاً الأمر في سياق وجود اختلافاتٍ جذرية بين الطرفين، لكن فاته أن خيارات الفاتيكان هي نفسها خيارات وثوابت الدكتور جعجع، حتى مع بروز تباينات سياسية في أحيان قليلة. ومن الضروري تذكيره بما أورده هو، نقلاً عن عميد مجمع الكنائس الشرقية ليوناردو ساندري، («الأخبار»، 13/2/2011) وفيها رأى ساندري «أن المطلوب من الموارنة السهر على حماية كرامة الشخص البشري، وحريته»... فأين التناقض بين هذا الخيار الفاتيكاني المبدئي، وما تنادي به القوات، لجهة الموقف من الربيع العربي؟!
ينتقل الأستاذ سعود بعدها إلى تأكيد «ثبات الدكتور جعجع في القوات اللبنانية منذ انتسابه إليها من دون تغيير»، محاولاً بذلك «إدانة» جعجع، فيما الحقيقة أنه أصاب فعلاً؛ إذ لعلّ أهمّ ما يميّز جعجع والقوات هو الثبات في المواقف الوطنية والتزام الثوابت التاريخية. ثم يدعي سعود أن الدكتور جعجع أوقع نفسه في تناقض عندما قدّم تصوُّرَ القوات للقانون الانتخابي الأمثل، والقاضي بأن تنتخب كل طائفة ممثليها، بموازاة دعوته المسيحيين إلى عدم التقوقع. فأين التناقض بين ما التصور وبين طرحٍ انتخابي ينبع أساساً من روحية الميثاق الوطني. فالدعوة الى عدم التقوقع، تفترض أولاً أن يتمتّع المسيحيون بحقوقهم السياسية والاجتماعية كاملةً، وأن يُجاهروا بآرائهم السياسية ويُعبّروا عن بُعدهم الإنساني والروحي، بما يؤدي إلى تحسين واقعهم السياسي والاجتماعي داخل مجتمعاتهم.
سعى الأستاذ سعود جاهداً إلى إظهار واقعٍ انقسامي يتحكّم في العلاقة بين القوات من جهة، والبطريركية المارونية والفاتيكان من جهةٍ أخرى. ولو سلمنا جدلاً بوجود بعض التمايزات، فهذا «لا يُفسد في الودّ قضية» ما دامت القضية التي تُحرّك الطرفين نبيلة وتؤدي في النهاية إلى تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، والحفاظ على الحضور المسيحي الفاعل فيه. ومهما يكن من أمر، فإن بروز تمايزات آنية غير جوهرية مع بكركي ليس حِكراً على القوات أو الجبهة اللبنانية من قبلها، فالمؤسسة الكنسية ذاتها كانت عُرضةً لبعض الاختلافات الداخلية، بحسب مذكرات الرئيس الأسبق للرهبانية اللبنانية الأباتي بولس نعمان. وعلى افتراض أن الفاتيكان كان مُعارضاً للتوجّه التاريخي للمسيحيين في لبنان (ممثلين بالجبهة اللبنانية سابقاً، والقوات اللبنانية ومسيحيي 14 آذار حالياً)، كما يدّعي الأستاذ سعود، فهذا يؤكد أن هذا التوجّه التاريخي يتمتّع باستقلالية تامّة لناحية الخيارات السياسية والوطنية، وإن الارتباط بالفاتيكان لا يعدو كونه ارتباطاً دينياً روحياً معنوياً.
إذا كانت خيارات جعجع انتحاراً وتهجيراً وإقصاءً للمسيحيين، فلماذا لم ينجح المناهضون له والموالون لقوى الوصاية داخل الخندق المسيحي في منع حصول كل ذلك، أو أقلّه في تصحيح هذا الخلل، ولا سيما خلال الخمس عشرة سنة التي تلت اتفاق الطائف عندما كانت هذه القوى تسيطر على كل مقدّرات البلاد والعباد؟ واستطراداً، لماذا أخفق كل هؤلاء في إثبات فشل هذه الخيارات؟
في الواقع، إن جعجع كان يتبنّى أصلاً قضية الغالبية الساحقة من المسيحيين. لذلك، جاءت عقوبة الاحتلال جماعية وطاولت كل الشعب المسيحي الذي يؤمن بحرية لبنان وسيادته، ولم يشذّ عن هذه العقوبة سوى من رضخ لذمّية الاحتلال وباع قضيته بثلاثين من الفضّة...
العميد الركن (م) وهبي قاطيشه