البعث والقومي
إن علاقة حزب البعث العربي الاشتراكي بالحزب السوري القومي الاجتماعي علاقة نضالية راسخة جسّدتها وحدة الموقف والمصير والدم المشترك في سوح النضال، وما نشر في التقرير الصحافي للإعلامية غدي فرنسيس ينطوي على التباس واجتهاد في آن: الالتباس في نقل المعلومة والاجتهاد في التحليل في غير موضعه الطبيعي، ما أعطى فكرة مغلوطة عن أن مسؤول حزب البعث صرّح بما ورد، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق ويجافي حقيقة الحوار الذي جرى بين مندوبتكم ومسؤول حزب البعث، لذا اقتضى التوضيح.
حزب البعث العربي الاشتراكي
البقاع الغربي


■ ■ ■

إلى لجنة نوبل

ممّا لا شك فيه ولا ريب أن لجنة جائزة نوبل هي من أهم ولربما أهم إنجاز إنساني وحضاري قد تحقق في القرن العشرين. اليوم قامت ثورات وانتفاضات عدة في الدول العربية، والتي بدأت بحق السيد الثائر المرحوم محمد بو عزيزي نفسه، وهو بائع عربة خضر في تونس، ما أدى إلى خلع الرئيس التونسي عن حكمه، ومن ثم خلع الرئيس المصري ومحاكمته، وما زال وضع «الفوضى الخلاقة» في ليبيا وسوريا واليمن والعراق يغلي ويُنذر بمواقف وخيمة لا تُحمد عقباها، كذلك فإن هناك حركات واحتجاجات في معظم الدول العربية، وفي إيران وتركيا وأفغانستان. وفي الوقت نفسه يطالب ممثّلو الشعب الفلسطيني بمقعد لهم في الأمم المتحدة ابتداءً من هذا الشهر، أيلول 2011، وهذا حقهم المشروع، وتؤيّدهم فيه حركة الاحتجاج الإسرائيلية التي تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية في إسرائيل.
ومما لا شك ولا ريب فيه أيضاً، أن العقل الغربي لم يفهم ذهنيّة البدو عند العرب. كذلك فإن العقل الشرقي لم يعتقد بإنجازات الغرب سوى في ما يتعلق بالاستهلاك. ما عدا قلّة من الشرقيين والعرب الذين يعيشون في الغرب مع محافظتهم ولو بنسبة ما من البداوة (من البدو) في نمط عيشهم وحياتهم. ولكني أشير إلى الغُبن التاريخي والنفسي الذي يمسّ وجدان العرب، وخاصة البدو منهم، وهم الأكثرية في المجتمع العربي والشرقي، بفعل اغتصاب فلسطين. وهنا تكمن المشكلة الأساسية والرئيسية التي تزيد من تعقيد العلاقة وعدم التفاعل ما بين الشرق والغرب. لذا، على لجنة نوبل للسلام أن تسهم في إحلال السلام عبر مؤتمر سلام دولي يؤدي إلى إقامة دولتي إسرائيل وفلسطين، ووقف الحرب وتسوية مسبّباتها وتحقيق ما أمكن من العدالة الاجتماعية.

فيصل فرحات