معركة وجود
تعليقاً على ما ورد في جريدة «الأخبار» الصادرة الثلاثاء ٢٤ أيار ٢٠١١ من تصريحٍ نسب إليّ:
أوّلاً: كان الحديث مع الصحافية شهيرة سلّوم في صورة سرد وتوصيف، ولم أكن في وارد التصريح أو إجراء مقابلة صحفية، وهذا ما جعلني أُفاجأ كثيراً بما نُشر من حديث لم أكن على علم به ولا أتوافق معه.
ثانياً: لا أتفق مع من يقول إنّ الثورة أخمدت البتّة، فما أراه هو أنّ جيوش أربع دول مدعومة من الولايات المتحدة، إضافة إلى التآمر الإعلامي على شعب البحرين، عجزت كلّها وفشلت في إسكات الثوّار.
ثالثاًً: كَوْني ابن إحدى القيادات البارزة في التحالف من أجل الجمهورية لا يعطيني الحق أبداً في التحدّث نيابة عن التحالف. والحال أنّي تكلّمت بحكم معرفتي الإجماليّة بالأمور عن التوقيت والظروف التي نشأت فيها فكرة التحالف. وردّاً على التساؤل عما إذا كانت المعارضة قد خطّطت قبل الثورة للدعوة لإسقاط النظام وتبنّي هذا الخيار تحت مسمّى التحالف، فإن الحقيقة التي أكدها المؤتمر الصحفي بعد إعلان التحالف توضح الأسباب التي أدت إلى تبلور الفكرة ورفع سقف المطالب، وهذا لا يعني «التكتيك» الذي فُهم بأنه مزايدة لدغدغة عواطف الناس ومن أجل الضغط على النظام فقط، بل كان خياراً وقراراً تمخّض من اقتناع باستحالة إصلاح النظام الخليفي.
رابعاً: ما ذكرته عن دور المعارضة التي تعرف في البحرين بـ«الممانعة» في التحشيد والترويج للثورة في 14 شباط/ فبراير ودور الأستاذ عبد الوهاب حسين، لا يعني التقليل من شأن الآخرين، وليس تجاوزاً على سبيل المثال للخطاب التاريخي للشيخ عيسى قاسم قبل الثورة، الذي عكس ارتياحاً شعبياً وأخرس كل الأصوات الناشزة والمثبطة للعزائم.
خامساً: قد نختلف مع جمعية الوفاق في تقويم المشهد السياسي، لكن الاختلاف لا يجعلني أقف ضد الوفاق. ولا أعتقد أن الوفاق تقف ضدنا. وبعد عودة الأستاذ حسن مشيمع إلى البحرين، جمعت قيادات التحالف من أجل الجمهورية وقيادات جمعية الوفاق عدة فعاليات وجلسات معلنة وطيبة.
سادساً: ذكرت الاختلاف في تحديد سقف المطالب، وهي حقيقة لم أُبدِ فيها رأياً أو موقفاً، بل سردتها كما هي، وهذا السرد لا يضعف ولا يستنقص من أي طرف صغير أو كبير في الساحة البحرينية.
سابعاً: على المستوى الشخصي، إنّ اقتناعي أن شعب البحرين وكل القوى السياسية في المعارضة هي اليوم أقرب بعضها إلى بعض من أي وقت مضى، وكلّنا ضحايا احتلال سعودي غاشم ونعيش همّاً مشتركاً، ولسنا في وارد تقاسم الغنائم، بل في معركة وجود واسترداد كرامة.

علي حسن مشيمع