كلمة واحدة
تلوح في الأفق وصايات جديدة، لكنها ليست أميركية. فقد قرأت أن الفرنسيين مستميتون ليكون لهم موطئ قدم في مصر، وحتى الألمان والطليان والسويسريون. أوروبا استيقظت لتتمثّل بالولايات المتحدة الأميركية في فرض شروطها وتصدير قرارات وأحكام: «بعد ناقص يحددوا للعرب أيمتين بيعيّدوا الفصح وأيمتين بيهل هلال رمضان». ولعلي أشم من زيارة فيلتمان المشؤومة خوف الأميركيين على وضعهم في لبنان والشرق الأوسط، فـ«شرّف الأخ» ليقول إننا ما زلنا موجودين، وليقول أيضاً للإسرائيليين ما زال أمنكم في أول سلّم اهتماماتنا حتى لو لم تنجح محاولات فك الارتباط بين الجمهوريتين الإسلامية والسورية، وترك المقاومة بين حبال الهوى. فقط كلمة واحدة: يا سيد فيلتمان إلى الخلف در، و«من محل ما جيت يالله».
حسين ظاهر

■ ■ ■

قبل الطوفان

هناك أزمة حقيقية تتحكم في كل مفاصل وأساسيات الوضع الاقتصادي اللبناني، الذي بات يعاني شللاً في أدائه، ولا سيما في ظل التصريحات السياسية المتشنجة، علماً أنّ هذه التصريحات غير المدروسة في أبعادها الاقتصادية أثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على قطاعات عدّة، عُنونت جميعاً بديون، وتراكمات ديون، وخدمة ديون ومنها:
ـــــ القطاع الصناعي: ركود وإقفالات لمعامل عدة.
ـــــ القطاع التجاري: ضعف في القدرة الشرائية.
ـــــ القطاع الفندقي: الحجوزات غير متوافرة والموسم السياحي يبدأ ميتاً.
وبوضعنا الحالة تحت المجهر، يتسنّى للجميع الرؤية بوضوح أن بنية الاقتصاد الوطني العام لم تعد تواكب مرحلة التقلبات والتغيرات التي طرأت على اقتصادات العالم، وعلى خلفية أن العطّار لا يصلح ما أفسده الدهر، فالأمر برمّته بات يتطلب إعادة تأهيل من ذوي الدراسات والاختصاص.
وعلى كل المسؤولين والمعنيين إعلان حالة طوارئ اقتصادية ضمن خطة شاملة علمية وعملية، تكون الوسيلة الأساس للخروج من عنق زجاجة الأزمة. فالترقيع لم يعد يجدي، كما أنّ المشاريع الإنمائية قد غُيّبت بعدم إقرار مشروع الموازنة العامة، علماً أن المشاريع الإنمائية تعطي دفعاً للحركة الاقتصادية، وتسهم في عملية الاستمرار والاستقرار لقطاعات عدة.
أتمنّى على كل القيّمين الإسراع في تأليف الحكومة، فالاستثمارات لا تنمو في ظل حكومة تصريف الأعمال التي أصابها الاهتراء، وتعيش حالة الاسترخاء بعيداً عن القيام بواجباتها تجاه الوضع المعيشي الذي يعانيه المواطن. ثمّة هموم مدمّرة ومشاكل هالكة، لذا علينا جميعاً التدارك قبل الطوفان.
بسام فرشوخ