تكليف بلا تأليف
مِن غير المنطقيّ أن يطولَ تأليفُ الحكومة بسبب رغبات أيِّ إنسان مهما علا شأنُه السّياسي.
فالبلدُ لا يجوز أن يُعطِّلَه طلبُ شخصٍ ما لحقيبةٍ وزارية أو نزاعٌ عليها من أكثر من طرف، ومن واجب الرئيس المُكلَّف أن يُطلِعَ اللبنانيين على المسؤول الرئيسي عن تأخير تأليف الحكومة بعد أكثر من شهرين على تكليفه. فهذا من أبسطِ حقوق الشعب؛ لأنّ هناك الكثير من القضايا العالقة التي تُلاحقُ الحكومةَ وتنتظر إيجاد حل لها، ليست أوّلى هذه القضايا المحكمة الدولية، ولا آخرها هموم المواطن اللبناني بكلّ تشعُّباتِها. ونجدُ أنّ القيّمين على التأليف لا يزالون يُماطلون وينتظرون الرِّضى من هنا وهناك، ويسترئفون بالفريق الأوّل أن يُخففَ طلباتِه ويتمنّون على الفريق الآخر أن يُشاركَ، فيما الفريق الآخر لم يتوانَ يوماً عن الطعن بالحكومة منذ لحظةِ تكليفِ رئيسِها وحتى وقتنا هذا. بالنسبة إلى الشعب، إنّ الشراكةَ بالحكم بين كلّ السياسيين تساوي صفراً وتكون بلا قيمة إذا لم تسبقْها حياةٌ جيّدة يعيشُها كلُّ اللبنانيين. فكلُّ ما يهمُّ الشعب هو حقُّه في العيش الكريم واللائق، ورغبتُه الأساسيّة في أن لا يُدركُه الغلاءُ فيقضي عليه، وأن لا يكون الفقرُ حاجزاً بينه وبين لقمته. فاللبنانيّون شعبٌ واحد، همومُهم المعيشيّة مُشتركة، نظرتُهم إلى الغلاء هي واحدة، يتشاطرون المشاعرَ نفسَها عندما تنقطع الكهرباء، يعبّرون بالطريقة ذاتها يومَ الأربعاء عندما ترتفعُ أسعارُ المحروقات، ويتأففون معاً لارتفاع سعرِ قارورة الغاز، ومعاً أيضاً يسكتون وينسون الموضوع!

مصطفى كلاكش

■ ■ ■

تحيّة للشهداء

إذا كان شعار التحرير لفلسطين سيُتَّخَذ نافذة لقتل الشعوب، فلسنا بحاجة إليه. ودماء المسلمين والعرب أغلى من أن تدخل في لعبة رخيصة. أعجبني من قال لماذا لم يؤيّد غسان بن جدّو ثورة سوريا وانتقد تغطية قناته لأحداث البحرين؟
جميع القنوات العربية موجهة، وإن اختلف الأسلوب. ويجب ألّا نقع في زاوية الدفاع عن أي منها؛ فالجزيرة في بداية أحداث ليبيا، وحتى سوريا، كان موقفها مثيراً للغرابة والتساؤل، ولا سيما أنها أعطت ما أعطت في ثورة مصر. لكنها حين رأت أنها ستفقد صدقيتها، ركبت الموجة، بل كانت لها الصدارة، ثم وقعت في خطأ فاضح في ثورة اليمن حين عرضت صوراً من العراق على أنّها من اليمن. ورغم اعتذارها، فإنّها غلطة لا يمكن تبريرها من قناة بحجمها. وهنا أذكر القنوات التي فقدت صدقيتها من خلال تناولها المتناقض لأحداث الثورات العربية كقناة القدس والمنار وغيرهما ممّا لا تكتفي بتهميش أحداث سوريا الدامية، بل وتتبنى رأي الإعلام السوري الرسمي.

سائدة العمري