نيويورك تايمز: الجرأة على الاستفزاز


روبرت وورث*
يصف إبراهيم الأمين، رئيس مجلس إدارة جريدة «الأخبار»، الذي تشبه عيناه عينَيْ الصقر، طموحات جريدته عند تأسيسها على الشكل الآتي: «أردنا أن يستيقظ السفير الأميركي في الصباح، يقرأها فيغضب».

لقد نجح في ذلك. أوائل الشهر الماضي، أصبحت «الأخبار» الجريدة العربية الوحيدة التي حصلت على رزمتها المهمّة من وثائق ويكيليكس، وحققت، بابتهاج، عدداً من الإحراجات لملوك المنطقة وأمرائها وسياسيّيها. بعد ذلك، تعرّض موقع الصحيفة الإلكتروني، ذو الإقبال الشعبي لهجوم أصبح بحد ذاته قصة، وأمّن المزيد من الدعاية المجانية.
كانت هذه الخبطة الأخيرة للصحيفة ذات السنوات الخمس، التي أصبحت أكثر الصحف دينامية وجرأةً في لبنان، وربما في العالم العربي. في منطقة لا يزال الإعلام فيها مليئاً بالبروباغاندا المتزلّفة، أصبحت «الأخبار» مطلوبة للقراءة حتى من قبل من يكرهون سياستها.
فيها خليط مميّز: تدافع الصحيفة عن حقوق المثليين، النسوية، وقضايا يسارية أخرى، ولو أنّها تساند بإخلاص حزب الله، المجموعة الشيعية المدعومة من إيران. يسمح منفذ «الأخبار» على حزب الله للصحيفة بأن تسبق الصحف اللبنانية الأخرى في أكبر قضية مستمرة. كما أنّها تنشر تحقيقات مهمّة عن التعسف اللاحق بعمّال وعاملات المنازل، ازدحام السجون، وغيرها من المسائل الحساسة. أضف إلى ذلك صوراً ملوّنة على طول الصفحات، وعناوين جذابة، لتحصل على منتج مغرٍ.
«مشروعنا في الأساس مناهض للإمبريالية»، يقول خالد صاغية، مدير تحرير «الأخبار»، اللطيف والمنطقي، الذي ترك رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة ماساشوستس في أمهرست، ليسهم في تأسيس الجريدة. يقول إنّ هذا العنوان التمرّدي يربط بين مقاومة الجريدة للسياسات الاقتصادية النيوليبرالية، ومساندتها لصراع حزب الله ضد إسرائيل. هناك العديد من الخلافات مع حزب الله، الذي يتصل أفراد منه مراراً للشكوى بشأن بعض المقالات، وإن بشكل غير رسمي. لكن يبدو أنّ قادة المجموعة الشيعية يعون أهمية الحفاظ على تحالفات عبر خارطة لبنان الطائفية والسياسية المعقّدة.
انتقدت «الأخبار» أحياناً حزب الله على صفحاتها (ولو بشكل قليل). وصاغيّة نفسه، الذي يكتب عموداً يومياً، كتب انتقادات لحليف حزب الله المسيحي الرئيسي، أي تيار ميشال عون، وهو جنرال سابق.
تعاني الصحيفة العيوب نفسها التي يعانيها الإعلام العربي: الاعتماد الكبير على المصادر الواحدة، وصفحات أخبار غالباً ما تظهر اختلاطاً فضفاضاً للحقائق، الشائعات والرأي.
لكن رغم ذلك، فإنّ «الأخبار» خالية، بشكل منعش، من العناوين الرئيسية الوضيعة المشتركة في الشرق الأوسط: زيارة الملك إلى المطار، رحلة الرئيس الى المسجد. حتى الصّحف ذات الانتشار العربي، التي تملك السعودية معظمها، مقيّدة جداً في ما تستطيع قوله.
كان لبنان لفترة طويلة المكان الذي تتمتع فيه الصحافة بالحرية في المنطقة، لكن وسائله غالباً ما كانت تعبّر عمّن يملكها، وهم عادةً سياسيون أو رجال أعمال ببرنامج عمل طائفي. الصحافيون هم في أحيان عدّة بيادق في هذه اللعبة: رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق والملياردير الذي اغتيل في 2005، كان معتاداً إرسال مغلفات من المال للمفضَّلين لديه. أرادت «الأخبار» أن تكسر هذه المعادلة. وجد رئيس تحريرها المؤسّس، جوزف سماحة، وهو صحافي يساري محترم من الجميع، وجد مصرفياً في لندن (يعمل في مجال المصارف الاستثمارية) للاستثمار في المشروع في 2006 مع وعد بعدم التدخّل في المضمون التحريري. تخيّل سماحة صحيفة ذات التزام سياسي قويّ لكن دون الارتباط بأيّ حزب، ورفض أن تكون مقيّدة من أحد.
«سنبرهن للجميع أنّه يمكن أن يكون لديك صحيفة رابحة دون الانحناء أمام أيّ حكومة»، يقول حسن خليل، المصرفي، وهو أبرز مالكي الجريدة، في مكالمة هاتفية من لندن. ويضيف «أردنا أن نفعل أمراً جديداً: صحيفة مستقلة بشكل حقيقي». وقال إنّ الجريدة توقفت عن الوقوع في عجز مالي ابتداءً من العام الماضي.
تضم المجموعة الصغيرة من المستثمرين الآخرين بعضاً من العاملين في الجريدة. لا تتلقى الصحيفة أيّ دعم من إيران أو حزب الله، رغم الاتهامات التي وُجّهت إليها بهذا الخصوص، حتى قبل إصدارها، من جانب خصومها الأيديولوجيين، كما يقول خليل.
تطبع الصحيفة وتوزّع عدداً قليلاً نسبياً من الأعداد، يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف نسخة. لكنّ هذا الرقم يماثل ما تطبعه الصحف اللبنانية الرائدة. صناعة الصحافة المطبوعة تتلاشى في لبنان كما في كل مكان. إلا أنّ موقع «الأخبار» الإلكتروني هو الأكثر شعبيةً من بين الصحف اللبنانية كلها، ويتطلع محرروها إلى جمهور أوسع في المستقبل، وهم بدأوا الإعداد لإصدار نسخة إلكترونية إنكليزية، ليبدأ العمل بها مطلع عام 2011.
يقول منتقدو الصحيفة إنّ كلامها عن الحرية التحريرية فارغ، لأنّها تعمل تحت حماية حزب الله، القوة العسكرية الأكبر في لبنان. ويقول بعض اللبنانيين إنّ صحافيين، من المقلب الآخر، هم من جازفوا من أجل آرائهم في السنوات الأخيرة، ودفعوا الثمن. قُتل سمير قصير وجبران التويني، وهما من منتقدي سوريا، وعملا في أقدم صحيفة، «النهار»، المؤيدة للسياسات الأميركية، بواسطة سيارات مفخّخة في 2005.
لكن هناك طاقة شبابية والتزام في «الأخبار»، تفتقر إليهما الكثير من الصحف اللبنانية الأخرى. مكاتبها الواقعة في الطابق السادس من مبنى في المنطقة الغربية من بيروت، فوق متجر كبير، توحي بأنها أقرب إلى صحيفة مدرسية منها إلى صحيفة يومية كبرى. محرّروها في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، ويبدو أنّهم يعدّون المكان نوعاً من أسرة بديلة. وفي كل مكان، هناك صور جوزف سماحة الذي كان موته عام 2007 متأثراً بنوبة قلبية، بعد أقل من ستة أشهر على انطلاقة الصحيفة، بمثابة ضربة قوية.
«كان جوزف والدنا وصديقنا وشريكنا في الشرب»، يقول عمر نشّابة، مسؤول صفحة العدل الرائدة في الجريدة.
وعلى غرار العديد من محرري الصحيفة، يُعدّ نشابة من الملمّين إلماماً كبيراً بالثقافة الأميركية. حصل على الدكتوراه في العدالة الجنائية من جامعة ولاية نيويورك، في ألباني، قبل التحاقه بالصحيفة. وهو مسؤول عن بعض المقالات الأكثر ليبرالية في الصحيفة، ويتحدث بحماسة عن الحاجة إلى قوانين جديدة للدفاع عن العمال الأجانب والحقوق الجنسية للمرأة. يتجاهل نشّابة الرسائل والمكالمات الهاتفية الغاضبة التي يتلقاها من المحافظين اجتماعياً، وبعضهم من حزب الله.
لكن لا أحد يجد حرجاً في الدعم القوي الذي تقدمه «الأخبار» إلى «المقاومة»، كما يطلَق على القوات المسلحة التابعة لحزب الله. وصورة عماد مغنية، القائد الأسطوري لقوات حزب الله الذي اغتيل في 2008، معلقة في مكتب رئيس مجلس إدارة الصحيفة إبراهيم الأمين.
«إنّه تشي (غيفارا) الخاص بنا»، يقول الأمين بينما يرشد زائره إلى مكتبه وهو يشير بفخر إلى الصورة. بعد اغتيال مغنية في دمشق نشرت «الأخبار» سبقاً صحفياً مدهشاً: مقابلة مع السيد مغنية، أجراها الأمين نفسه، صديق مغنية قبل اغتيال هذا الأخير ببضعة أشهر.
إذا كان صاغيّة ونشابة الوجهين الصديقين للغرب في الصحيفة، فإنّ إبراهيم الأمين حارسها الماركسي، الذي ينظر البعض إلى مقالاته كما لو أنّها برقيات من قيادة حزب الله (أو بعض منها). يقدّم الأمين الشاي إلى زوّاره، ثم يتحدث عن بعض الآمال الأعزّ على قلبه: استبدال الحكومات القمعية في العالم العربي، وإعادة رسم الحدود المخلّفة من الحقبة الاستعمارية وإزالة إسرائيل عن الخارطة وإعادة يهودها إلى أوروبا. هناك، يستطيعون أن يكونوا مرتاحين أكثر في بيئة رأسمالية.
«آمل ألا أكون قد استفزَزْتك»، يقول في النهاية، متجنّباً بطريقة ما، ابتسامة متكلّفة.
* عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيّة


جيروزاليم بوست: الأغبياء



باري روبن*
لقد كتبت أخيراً عن السهولة التي يمكن من خلالها الضحك على السياسيين والمسؤولين والصحافيين والأكاديميين الغربيين من جانب الراديكاليين في الشرق الأوسط، وسأعطي الآن بعض الأمثلة البارزة.
في لبنان، في الوقت الذي تجد فيه الصحف نفسها في حال تراجع وبحاجة الى تمويل، هناك صحيفة تدعى «الأخبار» تتوسع بطريقة مريبة. لقد وقع مراسل صحيفة «نيويورك تايمز»، الذي كتب أخيراً عن الصحيفة، ضحية الفكرة السخيفة بأنّ «الأخبار» مثال على الاستقلالية.
في الحقيقة، ليس سراً في لبنان أنّها جريدة متشدّدة، تدعمها سوريا، وأنّها تسيء دوماً إلى القوى المعتدلة وتتحدث باسم حزب الله. وتأتي الأموال تحديداً من هناك.
إذاً، الـ«تايمز» تشجع وسيلة بروباغاندا سورية. تماماً كما فعلت، منذ وقت قصير، صحيفة «غارديان» البريطانية، التي كتبت ملاحم عن مطبوعة تركية قالت إنّها عظيمة. مطبوعة هي واجهة للإسلاميين، نشرت معلومات خاطئة سمحت للنظام هناك بسجن أشخاص أبرياء وفق اتهامات مفبركة بالتآمر لإطاحة الحكومة.
أيّ تحقيق جدي كان يجب أن يُظهر الطبيعة الحقيقية لـ«الأخبار». لكنّ المراسل لم يستطع أن يجد شخصاً واحداً للاقتباس منه بشأن هذه النقطة. ومن الواضح أنّه لم يحاول كتابة مقال متوازن، فضلاً عن توخّي الدقّة.
في المقابل، حصلنا على هذا: «كانت هذه الخبطة الأخيرة للصحيفة ذات السنوات الخمس التي أصبحت أكثر الصحف ديناميةً وجرأةً في لبنان، وربما في العالم العربي. في منطقة حيث الإعلام لا يزال مليئاً بالبروباغاندا المتزلفة، أصبحت «الأخبار» مطلوبة للقراءة حتى من قبل من يكرهون سياستها».
لكن ربما يمكن تفسير الدعاية المجانية لببغاء حزب الله وسوريا من خلال أحد مقاطع المقال: «إبراهيم الأمين، رئيس مجلس إدارة جريدة «الأخبار»، ذو العينين اللتين تشبهان عينَيْ الصقر، يصف طموحات جريدته على الشكل الآتي: أردنا أن يستيقظ السفير الأميركي في الصباح، يقرأها ويغضب». إذاً، هي مناهضة للأميركيين، أليس ذلك توصية كافية؟ لكن لا أظن أنّ الأمين يريد أن يغضب السفير السوري أو الإيراني. لو غضبا فقد يقطعان التمويل عنه (ويقطعان بعض أعضائه ربما).
يشبه ذلك نكتة الحرب الباردة بشأن الإصرار الأميركي على أنّ الولايات المتحدة الأميركية تتمتّع بحرية التعبير على عكس الاتحاد السوفياتي. يقول الأميركي «أنا أستطيع أن أقف أمام البيت الأبيض في أيّ وقت وأصرخ: فليسقط ريغان». يردّ عليه الشيوعي «لدينا الحرية نفسها. أنا أستطيع أن أقف أمام الكرملين في أيّ وقت وأصرخ: فليسقط ريغان».
وبالعودة إلى الدعاية المجانية، تحتاج «الأخبار» الى إعلانات. إذ يبدو أنّها تزدهر رغم أنّها لا تنشر أيّ إعلان. دعوني أقترح مصرف XXX، وهو مؤسسة تبيّض أموال حزب الله، وتموّل محطة تلفزيونية تناصره، ويديرها أحد المعلّقين في «الأخبار» (جان عزيز). ساعد المصرف أيضاً على دفع فواتير الجريدة. لم يلاحظ مراسل «نيويورك تايمز» هذه التفاصيل. يمكن المرء أن يجمع لائحة طويلة من الأدلّة العلنية التي تربط «الأخبار» بحزب الله وسوريا، وكذلك من الكتّاب الذين يتبعون الخطوط التي يضعها هذان الاثنان.
إنّ تقديم مؤسسة مماثلة على أنهّا رائعة لهو أمر مخجل، وخصوصاً أنّ عدداً من الصحافيين النزيهين في لبنان قتلوا أو هربوا، فيما تنهار صحف أفضل أو تحتاج الى تمويل.
لكنّ التوتاليتاريين هم الذين ينالون التشجيع من «نيويورك تايمز». وقد أدلت لورا بوزن من صحيفة «بوليتيكو» بدلوها بشأن وجوب أن تكون هذه الصحيفة العظيمة مثالاً للإعلام العربي كلّه! أعتقد أنّ المثال المطروح هو التالي: ناصر مجموعات إسلامية إرهابية ثورية، احصل على مساندة من سوريا وانتقد فقط أميركا والمعتدلين الآخرين المعارضين لإيران والإسلاميين. لو كان هناك جائزة بوليتزر للإرهاب، فستكون «الأخبار» من المتنافسين عليها.
في هذا الوقت، يبدو بطريقة متزايدة أنّ تحقيقاً دولياً سيُظهر أنّ حزب الله متورط في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. أظنّ أنّ هذه قصة لن تغطّيها «الأخبار».
أمّا في ما يخصّ سوريا، ففي الوقت الذي يبدو فيه السعوديون شديدي القلق من كون الولايات المتحدة ليّنة جداً تجاه سوريا وإيران لدرجة أنهم يحاولون عقد صفقتهم الخاصة بشأن تسليم لبنان للسوريين، ماذا يفعل الرئيس باراك أوباما؟ بالطبع هو في عجلة من أمره لتسمية سفير أميركي في سوريا لدرجة أنّه تخطى الكونغرس وعيّنه خلال العطلة، رغم أنّه لم يحصل على أيّ شيء من سوريا بعد سنتين من «الالتزام». هذه التقنية تحمي الديكتاتورية السورية من انتقادات الكونغرس، لأنّه لو كان هناك جلسة في المجلس للموافقة على التعيين، فستُطرح أسئلة كثيرة عن دعم سوريا للإرهاب، وخصوصاً ضد القوات الأميركية في العراق. لو كان لدى الإدارة المزيد من المنطق، لاستخدمت الموقف المتشدد من الكونغرس كي تضغط على سوريا، لكن على عكس استخدام مقاربة «شرطي جيد/ شرطي سيّئ»، حصلنا على شرطة فيلم «كيستون كوب» (فيلم صامت عن مجموعة من عناصر الشرطة غير الكفوئين).
لكن هناك أيضاً اقتباس مميز وذو دلالات كبرى من أحد مسؤولي الإدارة في هذا الخصوص: «لقد نفّذنا التزاماتنا، ونتوقع الآن من سوريا أن تقوم بالأمر نفسه. الكرة الآن في ملعب السوريين».
سيكون هذا التصريح تعبيراً واضحاً عن السياسة الخارجية للإدارة (ومن ضمنها تلك الخاصة بعملية السلام): لقد فعلنا كل شيء من أجلكم، وحان الوقت كي تفعلوا أمراً ما من أجلنا.
لا، لا يمكنكم أن تعطوا كل التنازلات أولاً، ثم تأملوا أن يفعل عدوكم شيئاً. هذه غباوة. تستخدم تفوقك وتهديداتك وصدقيتك وأحياناً القوة. تستغل، لدرجة معينة، أنك أقوى. تجبر الطرف الآخر على أن يعطي شيئاً أيضاً.
لقد قالت الإدارة إنّ إرسال سفير الى سوريا ليس هدية لهذه الديكتاتورية (التي تساعد على قتل الأميركيين في العراق، تساند حماس وحزب الله، وتساعد إيران بأيّ طريقة ممكنة)، لكنه ضرورة للتواصل مع دمشق، لكن بما أنّ الحكومة الأميركية تريد فقط إيصال المديح والتنازلات، فإنّ الموضوع بالكاد جدير بالاهتمام.
بالفعل، لا تشكّوا في أنّ الجميع في العالم العربي سيفسر ذلك على أنّه نصر لسوريا. لذلك، فإنّ هذه الأفعال جديرة بجائزة «غبي اليوم».
يجب أن ترتجفوا، أنتم الذين تعتمدون على الولايات المتحدة كحليف وحامٍ. وارتجفوا أيضاً إذا كنتم تعتمدون على «نيويورك تايمز» من أجل فهمكم للعالم.
* عن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيليّة