الفصل الأوّل

إذن هَل من الممكن أنّنا نَشهد تحوّلاً مفصلياً في نظام الخَوف والمنع في الضفَّة الغربية؟ تحوّلاً، من شأنه أن يعيد إلى الأذهان التَجارب القريبة والبعيدة، تاريخياً وجغرافياً، للنُظُم الفاشيَّة السُلطويَّة؟ من الممكن أن يتمّ طرح الأسئلة شمالاً ويميناً، وأن تبدو الاستنتاجات منطقيَّة ساعةً وساعةً أخرى لا علاقة لها بالمنطق. ومن الممكن، أن تبقى هذه الأسئلة تراوح مكانها دون أيّ إشارة حقيقيّة لأيّ طرف، ودون أي جرأة على مخالفة المنطق العام الذي تقوم بتأسيسه الرّواية الرسميَّة وغير الرسميَّة للقضية. وهل يجب أن تتم مخالفة المنطق العام؟ هل يجب أن يتم اتّهام طَرف دون غيره، دون أي دليل؟ هل يحقَّ لأيّ أحد أن يقوم بتوجيه الاتهامات، هكذا، دون تفكير، دون مراعاة للظروف، دون مراعاة للدلائل المنطقية، دون أن يكون «عَقلانياً»، كَما يجب على المواطن في الدولة الحديثة أن يكون في تعامله مع نظامه الرّسمي والمؤسسات الرسميَّة وعلى رأسها الأمنيّة؟ هذه الأسئلة، ليست أسئلة بقدر ما هي قواعد خاصَّة بطريقة التفكير الشائعة حتَّى اللحظة بخصوص قضيَّة اختفاء الشبَّان الثلاثة. طريقة التفكير التي من خلالها تُحافظ الجهة المَسؤولة عن هذه القضيَّة، على مكانتها ليس كفاعل ومتّهم، إنّما كالجهة الرّسميَّة الوحيدة التي يتمّ اللجوء إليها لحلّ هذه المسألة، ومن خلال هذا اللّجوء تحتفظُ بحصانتها من الاتّهام.
«هَل هم حقاً بهذا الشرَّ؟»، «هل هم حقاً قَادرين على إخفاء شبَّان ثلاثة فجأةً والادَّعاء بعدم المعرفة؟»، «هَل النّظام بهذا العُمق؟ بهذه القَسوة؟ بهذا الدَّهاء؟»، «ومن أجل ماذا؟ ما الذي يحقِّقونه بإخفاء الشبَّان الثلاثة، ولا يستطيعون تحقيقه باعتقالهم على الملأ؟».
فِي واحدة من التعليقات الكثيرة، بخصوص هذه القضيَّة على شبكة الإنترنت، قال أحدهم: «مِش معقول! علَينا أن نخرج جماعات لنبحث عنهم وإلَّا دفعنا ثمن هذا من دمِنا ودم أبنائنا من بعدنا». وعلى الرَّغم ممَّا يبدو عليه الكلام هذا للوهلة الأولى من عدم الواقعيّة، إلّا أنَّه في حقيقته، من الدَّاخل المحاصر بالأسئلة، من بواطن العقل الذي يرفضُ تصديق ما لا يمكن قبوله منطقياً: والمنطق هنا أنّ الإنسان لا بدَّ من التَّعامل معه بوضوح، بشفافيَّة، حتَّى ولو كان هذا التّعامل هو اعتقال، فليكن اعتقالاً علنياً، واضحاً، حتَّى ولو ظالماً لا يهمّ، المهمّ هو أن يكون علنياً وواضحاً ومفهوماً، من حيث الوقت والمكان. وهذا الاعتقال، الظالم غالباً، وعلى الرّغم من كونه غير عقلاني، غير منطقي، غير قانوني، غير إنسانيّ، إلّا أنّه وبشكله العلنيّ المستمر منذُ القدَم في تعامل الدَولة مع المُواطن، والاستعمار مع المُستعمَر، أصبحَ مقبولاً في شكله اللامنطقيَّ على أنَّه واقعي وبالتالي فهو منطقيَّ في حدود ما يسمَّى «لا عدالة العَالم في مقابل اليوتوبيا فتُصبح اليوتوبيا أيّ العدل، غير منطقي واللاعدل هو المنطقيُّ في السِّياق الواقعي». وعودة إلى «مِش معقول»، هنا يُصبح فِعل الإخفاء من قبل النِّظام فعلاً، في سياق الضفَّة الغربيَّة، هُو تحوَّل في أساليب التَخويف والمنع، وهو وإن انتهى إلى نهاية يعودُ فيها الشخص سالماً أو لا يعود، يَبقى على الحالتينِ فعلاً مُؤسساً لأقوى علاقة مبنيَّة على الخَوف والمَنع قد تكون ما بَين نظام ومُواطن: وتكمنُ قوَّتها فِي سلبِ الوُجود، ولَيس حجزهُ أمامَ الآخرين، ولَيس قَتلهُ أمام الآخرين، وليسَ تعذيبهُ أمام الآخرين، وفي هذه الأفعال الثَلاثة يَكونُ الوُجودُ مؤكَّداً ومحسوساً من قبل الشَخص والآخرين. أمّا في إخفائه، في جعلهِ «مَفقوداً»، يَنتفي وُجودُ الإنسان تماماً حينما يُصبحُ الشكُّ في وجوده من عدمه هو السِّياقُ الذي يحكمُ التَّفكير في عقول الآخرين. ولَيس هناك من علاقة يمكن فيها للنّظام، أيِّ نظام، أن يدشّن نظاماً مبنياً على الخوف، المراقبة الصارمة، المَنع التامَّ، ما بينه وبين المواطنين، أكثرَ فعاليَّة وقوَّة وإرهاباً من هذه العلاقة: الإخفاء.
مجموعة دخيلة على القضية الفلسطينية تعذّب المقاومين في وضح النهار
وفِي التَّاريخ، القريب والبعيد جغرافياً وزمانياً، العديدُ من الأمثلة على هذه القضايا، التي كانت فِي بداياتها حَوادث عرضيَّة، حوادث حتَّى لا علاقة للنِّظام بها، ولكنَّها فتحَت شهيَّة النظام على التسلّط وطلب المزيدِ من القدرة على الإرهاب حتَّى صارت هذه الحوادث العرضيَّة أسلوباً مهماً من أساليب الحفاظ على بقاء النِّظام وسطوته. ومن هنا، يأتي هذا الخَوف المعبَّر عنه في كلماتٍ سهلة، بسيطة ومفهومة للقاصي والداني: «علَينا أن نخرج جماعاتٍ لنبحث عنهم وإلَّا دفَعنا ثمن هذا من دمِنا ودمِ أبنائنا من بعدنا»، ولن يكون هذا الثَّمن رخيصاً، بَل سيكون باهظاً.

الفصل الثاني

وللقضيَّة، كَما يَطرحها الكَثيرون عدَّة أوجه، وعدَّة سياقات مختلفة وممكنة ولا ممكنة. إلّا أنَّ القضيَّة في صُلبها، وفي بدايتها ونهايتها: هي قضيَّة مَن يملك القوَّة على الإقدام على هذا الفعل، والنصفُ الثاني منها: ما الذي سيدشِّنهُ من بعد هذا الفعل؟ وفي نظرة عامَّة: هو يملك أن يَقول الحقيقة: الرِّواية الرسميَّة. ويملكُ أن يَملك المعلومات ويحجب منها ما يستطيع أن يحجب: إمَّا ليُخفي حقيقة الفَعل أو لكيَّ يضيف لفعل ليس لهُ علاقة به حقائق أخرى مزيَّفة ولكنَّها فعالة في بثِّ الخوف وخدمة مصالحه في تدشين إرهاب الدَولة ضدَّ المُواطن. وهُو يملكُ أن يقرر متَى أن يفرج عن هذه المعلومات وكَيف ولمن. وهُو يَملك أن يقوم بتسويق نَفسه كالدِّرع الحامية: فِي مُواجهة المَجهول الذي لا يستطيع الإنسانِ العادي، المُواطن، أن يواجهه وحده ولا أن يملك القدرة على مواجهته. هُناك المُراقبة، رام الله فِي شوارعها وعماراتها، هي أشبَه باللُّقمة السائغة في فمِ الكاميرات المنتشرة فِي كلِّ مكان، إنَّنا حينَما نتنفَّس غضباً وقرفاً من المُمكن إدانتنا مِن خلال تَصويرنا الذي لا نعلم من أينَ يأتينا. وهُنا، وعندما يجري الحديث عن التحقيقات الممكنة، في القضيَّة، أو تلكَ التي تبذُلها الجهات المختلفة: السُّؤال الأهمُّ يجب أن يكون: هل علَينا حقاً أن نثق بِما تقول الجهات الرسميَّة، النِّظام، على أنَّه الحقيقة؟ ألا يَكذب النِّظام؟ بَلى، النِّظامُ يكذب، يكذبُ دائماً وأبداً، يكذبُ في الصَّباح والمساء وعلى شاشات التلفاز والرَّاديو وفي كلِّ مكان، ولكنّنا في هذه القضيَّة، غالباً ما نحترس: فالشَّكوك التي تُراودنا حَول القُدرة المُرعبة التي فُوجئنا بها لإمكانيَّة نفي وجودنا من أساسه: تبثّ الخَوف وتَمنعنا من التشكيك بصوتٍ عالٍ في كلِّ ما يقول، كالرِّواية التي انتشرت تقول إنَّ الشباب حزموا أغراضهم وأمتعتهم وخرجوا، وبعثو بالرِّسائل النصّية وغيرها، والتي نفَتها عائلةُ أحد الشّباب وقالت إنَّ الأمتعة ما زالت في مكانها. ولَيست وحدها الشُّكوك هي ما تدفعُنا للسكوت، للانتظار المرِّ، لعدَم التشكيك فِي حقيقة ما يقول النِّظامُ ويفعل: بَل هي طَريقةُ التفكير العقلانيَّة المنطقيَّة التي نعرفها من خلال علاقتنا بالنِّظام، والتي في نقيضها نقول: «مِش معقول!! مِش معقول»، لكنَّنا نقول هذه المش معقول في سرِّنا لأصدقائنا لعائلاتنا، ونسمعُ صوت الخَوف في دواخلنا. «هَل انتَهوا حقاً؟ هكذا وبِلا مقدَّمات؟ يا إله الخَوف الأبديّ!»
والأسئلة لن تنتهي، الأفكارُ لن تنتهي في مواجهة هذا الخَوف الأبديَّ الذي انبهَر أمام هذا المشهد المستمرّ منذُ عشرة أيَّام: الفَقد النهائيّ: تتلوهُ الصَدمة: يتلوه الانتظار. ووحدها الأصوات اللاعقلانيَّة، التي تعبِّر عن ما بداخلها بلا تفكير منطقي، بِلا حساباتٍ مؤجَّلة: مَن تقول بصوتٍ حزينٍ وغاضب: لَو كانوا عندكَم فقط أخبِرونا وحدنا! ولَو أنَّكم تفعلون هذا لمصالحكم فقط أخبرونا أنَّهم أحياء. لأنَّ هذا الصَوت الحزين، لَم يفكِّر سوى بحياة الآخرين. ولَم يقتنع بكلِّ الروايات، ولَن يقتنع بكلِّ الروايات، سينتظر غصباً بيانَ النَّاطق الرسميِّ وسيَعرفُ مُسبقاً أنَّه يسمع كذباً لكنَّ الغَريزة أقوى وتُضعفُ الإنسان.
«يجبُ علَينا أن نخرجَ جماعاتٍ لنبحث عنهم وإلّا دفعنا ثمنَ هذا من دمنا ودم أبنائنا من بعدنا». هذا حقيقي، هذا الشيءُ الوحيدُ الحقيقيُّ في هذه القضيَّة: أنَّ ثمناً أكبر سيُدفع من بعد، ليسَ فقط إن لَم نخرج جماعاتٍ لنبحث عنهم، ولَيس فقط إن لَم نجدهم، بَل إن لَم نرفض هذا المَنطق الأهوج الذي يسودُ في الضفَّة الغربيَّة منذُ سنين، وإن لَم نشكَّك بمنطقيَّة وبلا منطقيَّة، بدلائل وبدون دلائل، بمناسبة وبلا مناسبة: أن نشكَّك في أنَّ الحقيقة هي ما يُخبرهُ النِّظامُ عن الحقيقة.

الفصل الثالث

ولأنَّ «الإنسانُ يَعتاد كلَّ شيء»، كَما وصفه دوستويفسكي في إحدى رواياته، ولأنَّ العادَة هي العدوُّ الحقيقيّ للحريَّة وللحقيقة، ولأنَّ القضيَّة محيّرة ومتعبة للتفكير في تفاصيلها المتناقضة وفي رواياتها المختلفة، ولأنَّ الغياب إذا استمرَّ إلى الأبد قد يصبح مجرَّد التفكير فيه عبئاً على من امتلأت جيُوبهم بالأعباءِ، فإنَّ اعتياد هذا الغياب المفاجئ، هذا الاختفاء غير المفسَّر، هُو العدوُّ في هذه اللحظات. إنَّ نظرةً واحدة من النافذة، أو جلسةً عائليَّة اعتياديَّة، أو الذهاب إلى العمل والالتقاء مع الأصدقاء، بل حتَّى متابعة الأخبار عن جرائم الاستعمار الصهيوني، هذه الأمور كلُّها قد تدفع الإنسان عندما تعود قضية الاختفاء إلى ذهنه مرة واحدة أن يتساءل بدهشة: هل هذا حقيقيَّ حقاً؟
ولأنَّه حقيقي، فهُو متعب، لأنّه مخالف لما نعرفه، ومخالف لما نعرف عن الممكن وعن غير الممكن. وماذا عن الوجه الآخر المحتمل للقضيَّة؟ إذا كان الشباب الثلاثة قد اختاروا الاختفاء واختاروا الغياب؟ ربَّما يكون هذا ممكناً، فإذا كان الوجه الأوَّل ممكناً فالآخر ممكن أيضاً. ولكن، حتَّى هذا الوجه يكشف لنا أموراً أخرى. ففي الغياب يتبدَّى الحاضر ضعيفاً وهشاً، مُعتاداً كأنَّه مكرور بلا نهاية، وعارياً من كلِّ ما قد علَّقناه عليه من ملابس وصور وأوصاف اخترعناها وبرَّرناها مع الوقت. لا بدَّ لهذا الغياب إذن، إن كان اختيارياً أو قسرياً، أن يخبرنا عن حاضرنا أكثر، أن يخبرنا كَم اعتدنا من الأشياء: الاستعمار الصهيوني، الاستبداد السلطوي، والأعباء اليوميَّة الثقيلة التي دخلت حياتنا وتسللت حتَّى قوَّضت أسسها وكبَّلت أيدينا معها. ولنسأل أنفسنا عندها: مَن هو الغائب حقاً؟ هُم الثلاثة أم نحنُ الذين كنَّا غائبين؟ وإذا كان غيابهم قسرياً: فلنسأل عندها: من المفقود حقاً؟ نحنُ أم هُم؟
ولا بدَّ من التعب والإرهاق عند التفكير بهذه الطريقة. ولا بدَّ للعقل أن يقول: فليرجعوا ولتنتهي هذه القضيَّة المرهقة، والمُرهقة لأنَّها كشفَت لنا أسباب النقص في حاضرنا الأعور، وكشفت إمَّا عن إرهابِ دَولةٍ أخطر مما تصوّرنا من قبل، أو عن عجزها. وكشفت لنا أنَّنا مغرقون في عاداتنا الحياتية، مغرقون في اعتيادنا لكوننا مُستعمَرين، فالذي حقاً: «مِش معقول»، هُو الطريقة التي تمَّ تداول الأخبار فيها حَول مشاركة الكيان الصهيوني في البحث عن الشباب الثلاثة المفقودين، والذي «مش معقول» حقيقة، كيف صدَّق الكثيرون الاحتلال عندما قال إنَّهم غير معتقلين في سجونه.
في هذا المشهد الذي يختلط فيه العبث مع الحقيقة، وربَّما تكون الحقيقة أمامنا واضحةً كالشمس لكنَّنا ولنقص في قُدرتنا على توقَّع المُمكن، لا نراها. تبرزُ وجوه الشباب الثلاثة، أينَما كانوا الآن وكيفما كانوا، تبرزُ وجوههم لتحدِّق فينا طَويلاً وتسأل: «هَل نحنُ حقاً مفقودون؟ ولِماذا؟ وهل ستعتادون الغياب؟».

الفصل الرابع

في فصول الجحيم، لا بدَّ إذن من الانتهاء إلى القاع، ولا بدَّ من الانتهاءِ إلى السُّجون فِي وضح النَّهار، وأن يتسلَّم الجلَادُ ضحيَّتهُ الأخيرةُ وأن يكسِرَ عُنق الضحيَّة على الملأ دُون خجل. ربَّما لأنَّه ملّ من الاختفاء، وربَّما لأنَّ له حاجة لا يُخفيها عن أن يشدَّد حُضوره الأبديّ فِينا كسجَّانٍ.
كان الإعلامُ، وما زالَ، القاضِي المُعاون الرئيسيّ في هذه القضيَّة، بقصدٍ أو بدون قصد، بتسييرٍ أو بحريَّة. تلفيقُ التُّهم ليسَ جديداً. لكنَّ: مُتابعة ما تقولهُ السُّلطة الفلسطينيَّة، منذُ بداية القضيَّة وحتَى وُصولها إلى ما يُسمَّى «المحكمة»، ومتابعة هذه الأقوال والتصريحات على أنَّها مرة ثانية: «الحقيقة»! بعدما صدَّق الضحايا جلادهُم مراتٍ عديدةٍ، وحتَّى جلادَهُم الصهيونيَّ في مراتٍ كثيرة. هنا تُصبح الِمش معقول: صراخاً حاداً بحجم السَّماء: هذا جُنون وفقط. الجلَّاد غيَّر جلدهُ مراتٍ عديدة، كالأفعى. وكَما كان لِزاماً علَينا أبداً، فهُو لزامٌ علَينا الآن أيضاً أن نكشِفَ الحقيقة لأنفسُنا ونقول: أنَّ مجموعة دَخيلة على القضيَّة الفلسطينيَّة تعذَّب المقاومين في وضح النَّهار، ولا أحد منَّا يحرِّك ساكناً، وما زِلنا، وما زالَ الكثيرون منَّا، يصدِّقون ويصدِّقون. «كَم كُنتَ وحدكَ!»، ليس تماماً، بَل هي: «ولعلَّك باخعٌ نفسَكَ على آثارِهم»، غَصباً عندما تَدفعُ الثمَنَ الذي سكتَّ عنهُ منذُ بداية فصول الجحيم وحتَّى بِداياتها العلنيَّة حتى الآن.
أولاً: سَلَبوك الضحيَّة في الخفاء، وثَانياً: جَعَلوك أحمق حينما صدَّقتهم، وثالثاً: جلَدُوا ضحيَّتك وعذَّبوها وأنتَ تعرفُ، ورابعاً: يسلِّمونها إلى الصهَاينة كما كانوا يفعلون دائماً. فإذن تَكونُ الكلماتُ الحقيقيَّة: «كَم أنتَ مفقودٌ يا ابنَ أمِّي».
* باحث فلسطيني