الحياة السياسيّة في لبنان مسليّة لباقي العرب؛ لأنّها تحتوي على الكثير من الدراما والفضائح والسير المُتناقضة، ولأن انهيار وحدة الدولة والمؤسّسات يمنع تطبيق القمع والزجر وفرض الحدود. كل النقد مُباح، وهذا يعلمه آل الحريري ومن يأمرهم في الرياض، ولهذا عمد رفيق الحريري إلى شراء أو استئجار كل الصحف اللبنانيّة دون استثناء. لم يكن يريد أن يكون هناك مطبوعة واحدة خارجة عن سيطرته الكليّة. لكنه تربّى في أحضان مدرسة آل سعود الوهّابيّة للقمع والإرهاب. ليس هناك حدود للنقد في لبنان، أو لم يعد هناك حدود، مهما حاولت الحكومات فرض ضوابط وشروط، كما فعل «المثقّف» طارق متري (الصديق الصدوق لجيفري فيلتمان، الذي كافأه بمنصب فخري في ليبيا). وحاول الرئيس اللبناني السائح (والمتأثّر كثيراً هذه الأيّأم بوسائل «الإقناع» السعوديّة) أن يقمع التعبير ضدّه على «فايسبوك»، لكن الشباب اللبناني أفشل محاولته وسخر من شخصيّته. يعلم سليمان أن أحداً لا يأخذه على محمل الجدّ. ابتدع معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» (وهي بدعة كاذبة؛ لأن المقاومة لم تكن يوماً إلا وحدها، يا وحدها) ثم عاد واعترض عليها بعدما أتته الملاحظات من لدن آل سعود.وهذا الجانب من الحياة السياسيّة في لبنان، والمتفلّت من أي عقال، مفيد لكنه غير موزّع بالتساوي على كل الأفرقاء. فـ14 آذار مثلاً _ وأمانتها العامّة أبقت اجتماعاتها «مفتوحة» لأكثر من بضع سنوات؛ لأن فارس سعيد (الذي لم يصل إلى المجلس النيابي إلا بقوّة الجيش السوري في لبنان، وفي هذا مفارقة له خصوصاً وهو يروي بطولاته الدونكيشوتيّة) يهوى اللهجة الدراماتيكيّة في البيان الأسبوعي _ لا تعرف حدوداً في نقدها وشتائمها وفي حملتها على كل من تسوّل له نفسه مقاومة أو حتى معارضة العدوّ الإسرائيلي. أما الفريق الآخر _ باستثناء الفريق العوني _ فهو فاشل في الإعلام والدعاية ويلتزم الصمت في الردّ على الخصوم، أو يكتفي بالإيماء والارتباك غير المُعبّر. يظنّ حزب الله مثلاً منذ اغتيال الحريري أن سياسة الصمت أفعل سلاح ضد الفتنة المذهبيّة والفتنة تكبر يوماً بعد يوم والحزب مُلتزم الصمت غير الحكيم. والصحافة في لبنان مدجّنة بفعل مال النفط والغاز، لكن هناك بعض الوسائل الخارجة عن سطوتها. والإنترنت ينمو من دون رقيب أو حسيب، إلا الحكومات العربيّة وأجهزة استخباراتها.
هذه المقدّمة لا بد منها لوضع قضيّة عقاب صقر في سياقها السياسي. الرجل صعد بسرعة، وقد يهبط بسرعة أكبر. كانت بدايته صحافيّاً، وغيّر في الأهواء السياسيّة أكثر من مرّة إلى أن استقرّ على باب الحريري (الموعود). التقيت بصقر مرّة واحدة في استوديو «الجزيرة» في الدوحة بقطر قبل تسجيل برنامج «الاتجاه المُعاكس» عام 2006. وكان يومها يقترب تدريجيّاً من فريق الحريري، مع أنه كان يزعم انه مستقلّ سياسيّاً. أذكر أنه اشتكى لي من أن وسائل الإعلام السعوديّة والحريريّة تدعوه فقط من أجل أن ينتقد المقاومة كضيف شيعي، وقال إن حشره في هذه الزاوية مزعج له. قلت له: ولماذا تقبل هذا الدور، إذا كان لا يعجبك؟ لا أذكر جوابه. لكن صقر صعد بسرعة في فريق الحريري. والتقرّب والإقصاء في حركة سياسيّة قائمة على العائلة يعتمدان أكثر ما يعتمدان على المزاجيّة. يصعد من يتفق مع مزاج زعيم العائلة، ويُقصى من يتعارض مع مزاجه. هكذا كان الوضع في أيّام السيئ الذكر، رفيق، وهذا هو الأمر في أيّام سعد. قرّبه سعد منه كثيراً ووضع اسمه على قائمة انتخابيّة في منطقة لا يربطها بها صلة غير الكبّة. لكن عقاب _ للأمانة _ خصوصاً عندما تقارنه بسائر الشلّة الحريريّة النيابيّة، ذو موهبة أكيدة في طلاقة اللسان (والفصاحة هي غير البلاغة التي لم يبرز فيها صقر في المقالات الصحافيّة في «البلد» أو في «الشرق الأوسط») وفي المناظرة. هذا لا يعني أن فريق الحريري لا يُبرز شيعيّاً لحاجته للوصول إلى قلب الطائفة بالنيابة عن آل سعود (وقدرات غازي يوسف في الخطابة أو المناظرة تماثل قدرات سعد الحريري في فهم فكرة معقّدة واحدة).
ومنذ بدء الانتفاضة السوريّة كان فريق الحريري يلعب لعبة أكبر منه بكثير، ويفوق حجم تشعّباتها ولاعبيها قدرة سعد الحريري على الاستيعاب. في الأشهر الأولى من الانتفاضة، التزم الفريق الحريري الصمت وخطاب النأي بالنفس، وكانت «المستقبل» (جريدة العائلة) تخلو من أخبار سوريا. وكانت «الأخبار» و«السفير» تواكبان الحدث السوري، فيما كانت «المستقبل» والوسائل الإعلاميّة الحريريّة تلتزم الصمت، ربّما بانتظار الأوامر من آل سعود. لكن عندما أتت الأوامر، انطلقت الحناجر بسرعة واستفاقت الأقلام التي كانت قبل أشهر فقط تكتب مطوّلات في تسويغ رحلة سعد الحريري إلى دمشق وفي تسويغ الاعتذار الحريري الشهير في جريدة الأمير سلمان، «الشرق الأوسط». أتت الأوامر وبات الفريق، الذي يرفض قطعاً أي استعمال لأي سلاح (ولو القوس والنشّاب أو النبلة) في مواجهة العدوّ الإسرائيلي (هل نسينا تصريحات السنيورة وفتفت عن ضرورة الالتزام الصارم بـ«النضال الديبلوماسي» _ والذي من خلاله حرّر السنيورة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر؟)، يهزج لاستعمال السلاح ضد النظام السوري مع أنه أنكر أنه متورّط في العمل المُسلّح في سوريا.
لكن تورّط فريق الحريري في الصراع المُسلّح أتى مبكّراً. حاول الفريق كعادته أن يتذاكى. وعندما بدأت التقارير الإعلاميّة بالحديث عن دور بارز لعقاب صقر في التسليح بسوريا، ظهر صقر على الشاشة وسخر من التقارير وقال إنه في بلاد البلجيك يُشرف على توحيد الأمة الأوروبيّة. لكن الصحافة الغربيّة الناشطة في رصد الوضع السوري من تركيّا ومن غيرها من البلدان وقعت على دور أكيد لصقر قبل أشهر طويلة. وقد تحدّثت مراسلة «تايم»، رانيا أبو زيد، لأشهر خلت عن دور لسياسي لبناني في تسليح المعارضة من تركيّا، لكنها عادت بعد أسابيع وذكرته بالاسم. وبقي الفريق يختبئ كعادته خلف جدار من الأكاذيب والفبركات (بالمناسبة، كلمة «فبرَك» ليست عربيّة وهي من كلمة «فبركاتوس» اللاتينيّة). وإطلاق الأكاذيب وقول الشيء وعكسه وغياب المروءة بتعريف الأصمعي انطبق على مسيرة رفيق الحريري السياسيّة كما ينطبق اليوم على مسيرة ابنه من بعده. كان علينا أن نصدّق أن الشباب في بلدة عرسال كانوا ينطلقون في شاحنات وسيّارات نحو سوريا لصيد الأرانب. وكان علينا أن نصدّق أن الباخرة «لطف الله 2» أبحرت نحو لبنان من دون أن يكون لها مضيفون في لبنان، وأنها كانت تحمل مواد طبيّة، لكن مجموعة من قراصنة الممانعة استولوا على الحمولة ووضعوا فيها الأسلحة. وكان علينا أن نصدّق أن زمر السلفيّة التي تنمو كالفطر في الشمال اللبناني التزمت بإخلاص سياسة النأي بالنفس عن الوضع السوري. طبعاً، لم يختبئ فريق الحريري وراء الأكاذيب من دون سند في الدولة اللبنانيّة؛ إذ إن «فرع المعلومات» بقيادة وسام الحسن كان ضالعاً منذ البداية وبالتنسيق مع الاستخبارات السعوديّة والأميركيّة في تهريب السلاح والمعدّات إلى سوريا، والتغطية على الفرق السلفيّة اللبنانيّة المُشاركة في القتال في سوريا. وقد يكون «الفرع» هو من دبّر عمليّة الباخرة «لطف الله 2»، إلا أن التنافس التقليدي بين جهاز استخباري لبناني و«الفرع» فضح العمليّة. ونجح وسام الحسن في الضغط على أجهزة الدولة للفلفة الموضوع من أساسه بالتنسيق مع نجيب ميقاتي الساعي دوماً وأبداً إلى إسعاد أميركا والسعوديّة (ينتظر نجيب ميقاتي منذ سنوات، مثله مثل الوسطي وليد جنبلاط والوسطي نبيه برّي، تحديد موعد له في الرياض).
قد يكون تعليق نجيب ميقاتي على تسريب مكالمات عقاب صقر من أطرف ما صدر: نجيب ميقاتي قال إن صقر هو حرّ وإن له الحق في أن يفعل ما يشاء. هل كان ميقاتي هذا قد قال الكلام نفسه لو أن نائباً من حزب الله، مثلاً، شارك في عمليّة تهريب السلاح إلى مجموعة من القاعدة في السعوديّة؟ هل كان ميقاتي سيسكت عن الأمر أم يشترط تسليم النائب مقابل عدم الاستقالة؟ ومكالمات صقر، وهي مستمرّة، كشفت بالواضح عن دور كبير وقوي لفريق الحريري (الذي لا يعمل باستقلاليّة أبداً والذي يأتمر بأمر الاستخبارات السعوديّة التي تدير عمليّاته بما فيها الانتخابيّة) في تسليح العصابات المسلّحة في سوريا وفي العمل الدؤوب لقلب النظام في دمشق. وتعالت أصوات في تيّار الحريري تزهو بفعلة الحريري ومساعده النشيط. لكن للعمليّة مدلولات ومضاعفات تتعدّى النظام في سوريا.
إن الخلاف بين سوريا ولبنان (على مرّ الأنظمة والعقود وحتى قبل الحقبة الأسديّة) يعود في جزء منه إلى اتهام الحكومة السوريّة للدولة اللبنانيّة بإيواء معارضة سوريّة على الأراضي اللبنانيّة. وكان النظام السوري على أيّام حافظ الأسد يقتل هؤلاء المعارضين، كذلك فإنه منعهم من دخول لبنان بعدما توطّدت دعائم الحكم السوري في لبنان. وكانت مسألة العلاقة بين الدولتيْن تدخل في نطاق المداولات التي أدّت إلى اتفاق الطائف الذي تنعّم بقابلة قانونيّة سعوديّة وأخرى سوريّة. واعتراض النظام السوري على احتضان النظام اللبناني لمعارضين له اعتراض منافق؛ لأن النظام السوري كان يحتضن بدوره مطلوبين ومعارضين لبنانيّين في سوريا. ولكن لم يحصل أن دخل فريق لبناني سياسي نافذ في عمليّة قلب مسلّحة للنظام في سوريا، على غرار ما يحاول أن يفعل سعد الحريري (من الأكيد أن سعد أغبى مما يبدو: إذ إنه لم يدرك خطورة مشروع قلب النظام من قبل الفريق الثوري الذي يترأسه عقاب «جيفارا» صقر). وهذا التدخّل _ السابقة ستستعمله الحكومات السوريّة المُقبلة _ بعد المرحلة الأسديّة _ لتحقيق مزيد من التنازلات من قبل الدولة اللبنانيّة لمصلحة الحكومة السوريّة في سبيل ضمان عدم التدخّل العسكري اللبناني مستقبلاً. والتدخّل العسكري من قبل فريق الحريري يتعارض مع المعادلة التي أطلقها ورسّخها رفيق الحريري نفسه. قد يأتي يوم يتدخّل فيه الجيش السوري في لبنان بذريعة أن هناك فريقاً لبنانيّاً يقوم بزعزعة الاستقرار في سوريا. كرّس سعد الحريري سابقة ستزيد من التدخّل السوري في الشأن اللبناني مستقبلاً، كذلك فإنها ستسوّغ لتسليح أفرقاء في لبنان من قبل النظام السوري _ وهو أمر دأبت عليه حكومة حافظ الأسد منذ وصولها إلى السلطة.
طبعاً، عاجل الجناح الليبرالي في فريق الحريري إلى تقديم الذرائع تحت عنوان رفض الديكتاتوريّة. ولكن ينسى هؤلاء أنهم يكتبون أسانيدهم وحججهم الليبراليّة في مضارب طغاة النفط والغاز. لكن لليبراليّي الوهابيّة أسلوباً ظريفاً: يعتمد على تجاهل وجود لأنظمة الطغيان الخليجي والحديث عن الطغيان في الشرق الأوسط على أنه ينحصر في إيران وسوريا وحدهما. وهناك من ليبراليّي النفط والغاز من لا يجد حرجاً من الدعوة الملحّة إلى الديموقراطيّة في سوريا فيما هو يدعو _ كما فعل طارق الحميّد في جريدة الأمير سلمان، «الشرق الأوسط» _ الحكومة السعوديّة إلى «تنظيف» الجامعات السعوديّة من المنتقدين والمعارضين على طريقة التطهير الستاليني. ولكن لا يحقّ للنظام السوري أن يعترض على مبدأ تسليح فريق سوري على آخر، فيما هو فعل الأمر نفسه في لبنان. ينسى فريق الحريري أنه في تسليحه يدخل في حرب مباشرة مع النظام السوري _ والحرب صولات وجولات. دخل لبنان عبر فريق الحريري في حرب مع النظام في سوريا، ولو أن لسعد الحريري القليل من بعد النظر لأدرك أن حربه على النظام السوري لن تنتهي حتى لو سقط النظام، وأن لعبة الدم التي دخل فيها وأدخل فيها مساعده ستستمرّ حتى لو لم يبقَ أسدي واحد في السلطة. إن القدرة الانتقاميّة لحزب البعث _ الذي يتمتّع بحاضن لبناني _ لن تنتهي بانتهاء النظام. والفريق اللبناني المُساند للنظام السوري سيزداد شراسة بعد سقوط النظام. إن الحرب في سوريا ستمتدّ إلى لبنان حتماً _ وقد امتدّت _ لكن الحرب ستنتقل بعد سقوط النظام السوري إلى لبنان، وبوحشيّة أكثر.
لم يكن مضمون التسريبات مفاجئاً، ولم يكن التسريب بحد ذاته مفاجئاً. الصراع في سوريا فتح الأبواب مشرّعة أمام تجّار السلاح والدين والنفاق. والخلافات بين عصابات المعارضة أقوى أحياناً من الصراع بين المعارضة والنظام. والأموال ستشتري الكثير من الأسرار ومضاعفات الصراع السوري الإقليميّة وحتى العالميّة تفوق المضاعفات الإقليميّة لسقوط أنظمة أخرى. وعقاب صقر أكّد صحّة التسجيلات ودخل في مهاترات وعنتريّات يألفها المُتابع والمتابعة للسياسة في لبنان، ووضع نفسه في موازاة (كل تلك الأكاذيب التي أطلقها فريق الحريري عن) تدخّل حزب الله في سوريا (لكن من دون نفي التدخّل هذا) _ وقد جاء في دراسة صادرة عن مركز أبحاث تابع للكليّة العسكريّة الأميركيّة في وست بوينت أن فريق الحريري والمعارضة السوريّة أفرطا في المبالغة عن دور حزب الله في الصراع السوري. ولكن، لماذا لم تعثر كل العصابات المسلّحة السوريّة على مقاتل واحد لحزب الله، فيما تتكاثر الأدلّة على انخراط نشط لسلفيّي لبنان في الصراع السوري، مع أن خالد ضاهر وغيره يريدون لنا أن نصدّق أن السلفيّين الذين قضوا قبل أيّام في مكمن داخل الأراضي السوريّة كانوا قد تسرّبوا تحت جنح الظلام إلى سوريا وذلك بغية الإسعاف والإنشاد، ليس إلاّ. لكن تيّار المستقبل اجتمع برئاسة السنيورة وأصدر بياناً قصيراً عن قضيّة صقر تضمّن عدداً قياسيّاً هائلاً من الأكاذيب والادعاءات، وجاء فيه أن حسن نصر الله اعترف بأنه يقاتل في صف الجيش السوري. تعوّد تيّار الحريري والسنيورة والفرقة نفسها على الكذب؛ لأن ليس هناك من يفنّد أكاذيبهم في الإعلام.
شكّل دخول سعد الحريري، الرجل غير المُجرّب وغير والخبير وغير العليم، إلى المعترك السياسي، مهزلة من مهازل التاريخ اللبناني المُعاصر. لكن دور الحريري وطموحه غير المفهوم في إسقاط نظام عربي سيجلب على فريقه، وعلى كل لبنان، المزيد من أسباب الصراع والدم. والطريف أن تدخّل سعد في الحرب السوريّة يتناقض مع اتفاقات سوريّة _ لبنانيّة وقّعها أبوه. لكن لا رفيق الحريري ولا النظام السوري التزما مضمون الاتفاقات: كل كان يغرّد على هوى مصالحه _ أو على هوى مصلحة آل سعود في حالة رفيق الحريري. يتحمّل عقاب صقر مسؤوليّة دوره، لكن دوره كان بالنيابة عن رئيسه، سعد الحريري، والأخير كان يؤدي دوراً ترسمه له الاستخبارات السعوديّة التي تتحرّك وفق أوامر الحلف الإسرائيلي _ الأميركي. يقبع سعد الحريري في الغربة ويغرّد على «تويتر» بين الفينة والأخرى. لكن هناك من أقنعه بأنه يستطيع من طائرته الخاصّة أن يسيطر على لبنان _ بعدما فشل في ذلك وهو مقيم فيه _ وأن يرتّب كذلك أمر تغيير النظام في سوريا. أين عقله؟
تعقيب: تبيّن بعد المؤتمر الصحافي لعقاب صقر أنّ دوره في التهريب إلى سوريا بالنيابة عن الاستخبارات السعوديّة اقتصر على إرسال حليب الأطفال والبطانيات، فاقتضى التنويه. لكن من الملاحظ أنّ صقر لم يهدّد كل المراسلين الأجانب، بمن فيهم مراسلة «تايم» رانية أبو زيد، الذين واللواتي فضحوا دوره في تهريب السلاح إلى سوريا قبل أشهر طويلة.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)