لا قائد لجيش السنّة
دأبت «الأخبار» على نشر مقالات تتناولني من دون تبيان الحقيقة إلى أن أجرى الصحافي رضوان مرتضى مقابلة معي (25 تشرين الأول 2012) كنت آمل من خلالها إزالة الالتباس حول مقالات سابقة كتبها في الجريدة. وبياناً للحقيقة وتوضيحاً لمضمون المقابلة أوضح ما يلي:
1) لا جناح عسكرياً لتيار المستقبل لكي أكون مسؤولاً عنه كما أنه ليس هناك قائد لجيش السنة إلا في جريدة «الأخبار».
2) إن عبارة القوى المسلحة التابعة لتيار المستقبل لم يتم التداول بها بتاتاً.
3) أما عن علاقتي بلجان المحاور في باب التبانة والمناطق الأخرى فليس لها طابع تنظيمي والتواصل معهم يتم عبر اللقاء الوطني والإسلامي الذي يؤدي دوراً مهماً في وقف الاشتباكات التي تحصل بين الحين والآخر وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.
عميد حمود

من المحرر:
الرد أعلاه لا ينفي صحة ما ورد في المقابلة، بل يعترض على مسألتين: الأولى، العنوان الذي ورد على الصفحة الأولى لعدد أمس، والذي لنا كل الحق المهني باختياره. أما المسألة الثانية، فاعتراضه على عبارة «القوى المسلحة التابعة لتيار المستقبل»، والتي أوردها الزميل رضوان مرتضى ضمن هلالين، وهو ما يكفي عادة للإيضاح بأن المحرر هو من أوردها لإيضاح عبارة ما. وعدا ذلك، فإن «الأخبار» تؤكد على كل ما ورد في المقابلة.

■ ■ ■

«كلنا عالوطن»

منذ الصغر وعلى مقاعد الدراسة كنا نقف متراصين لننشد «كلنا للوطن». وفي كل مناسبة نكرر النشيد الوطني. ولكن لو راقبنا حالة الوطن الرديئة لرأينا الفعل الحقيقي بعكس النشيد. فمن يرمي النفايات في الشوارع وعلى شاطئ البحر وضفاف الأنهار، ماذا يقال عنه؟ والموظف الذي لا ينهي معاملة مواطن إلا بعد قبض المعلوم هل يكون للوطن؟ والمواطن الذي يتجسس على قيادات الوطن ومراكزه وعلى المقاومة ورجالها كيف يكون للوطن؟ وكذلك أصحاب المراكز والمقامات ومنهم مَن يأمر بتقديم الشاي لجنود العدو في خضمّ المعركة ثم يعترض على أداء المقاومة كيف يكون مسؤولاً عن أمور الوطن؟ وماذا عمن يدعي القومية العربية ولم يرفّ له جفن على مدى سنوات بإقفال الساحات، ثم يعترض على طائرة «أيوب» ولا يسمع أزيز طائرات العدو، فهل هذه مواطنية أم أبواق إسرائيلية وإملاءات أميركية للتربّع على الكرسي. لماذا هم وأزلامهم ومرتزقتهم كلما دق الكوز بالجرة ينزلون إلى الشارع، فإما أن يعودوا الى حكم البلد وقيادته إلى الهاوية وإما فليخرب البلد إن لم يكن خرابه على يدهم، وما يسمى الدولة تقف كشاهد زور.
محمود عاصي

■ ■ ■

التعليم حضارة الأمة

التعليم زينة في الرخاء وملاذ في الشدة، ووراء كل حضارة عظيمة تعليم أعظم. فالتعليم له أهمية كبيرة لا يمكننا إنكارها، لا سيما في عالمنا اليوم، إذ غدا دوره حيوياً للغاية، ولا شك في أنه ضروري من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والنهوض بالمجتمع وتحسين مستوى ثقافته. وعملية التعلّم تلازم الكائن الحي ما دام على قيد الحياة، أما عن علاقة التعليم بالتعلّم فكلاهما يمدّ الآخر بالأفكار. والتعليم ليس وظيفة لكنه رسالة، والواجب ألا ينال شرف العمل بها إلا مَن لديه الاستعداد الكامل للتضحية وبذل الوقت والجهد من أجل رفعة الأمة ورقيّها وتقدمها. فالمعلم يحمل أفضل وأهم وأشرف مهنة، فهو يتعامل مع، ويبني العقول. التعليم هو بناء الفرد ومحو الأمية في المجتمع وهو المحرك الأساسي في تطور الحضارات ونهضة أيّ أمة، ومستقبل الأبناء والأمم يبدأ من المدرسة والتعليم والتطور، خصوصاً أن التعليم من أهم وسائل التنمية التي تؤسس قاعدة قوية لتحقيق أي تقدم اقتصادي وفكري. ومن اللافت أن التعليم يؤثر على الفرد تأثيراً اقتصادياً، سواء من حيث كونه ذا شخصية متميزة لها اهتماماتها الاقتصادية، أو كونه عضواً في مجتمع معيّن وله علاقاته الاقتصادية مع الآخرين، أو كونه عاملاً يشترك في الإنتاج الاقتصادي بالمجتمع. وهذا ما يؤكد أن بين التعليم والاقتصاد علاقات وثيقة، فللتعليم دور مهم في عمليات الإنتاج وفي التنمية الاقتصادية وخاصة أثره في مستوى الفرد من خلال زيادة دخل الفرد والعوائد الاقتصادية للعمال من خلال تعليمهم، وهو بمثابة جواز السفر إلى المستقبل. وهذا كله يشير إلى أن يكون الطالب إنساناً آمناً وسعيداً وفخوراً وقادراً على خدمة جمهوره في المجتمع العربي، ولا بد من توفير بيئة تربوية تعليمية جاذبة وآمنة وممتعة للتلميذ لمساعدته على تنمية واستكشاف قدراته واهتماماته وميوله ومهاراته وذلك بغية تهيئة إنسان حر ومثقف ومبدع ومنتج، وهذا لا يتحقق إلا بوضع خطة بنّاءة لترسيخ المناهج التي تساعد النشء على بناء بلدان متطورة متقدمة حضارية بعيدة عن التعليم التقليدي المملّ الذي لا يساعد في تطور العقلية البشرية، ولا بد أن يعمل المجتمع على إكثار العائد من التربية وزيادة كفاءة العمليات التربوية والاستخدام الفعال لأوقات المعلمين والتلاميذ والعناية بالطرق الأكثر كفاءة لتنمية القدرات التي يحتاج إليها المجتمع.
كل هذه العوامل مع غيرها تستطيع أن تكثر بشكل سريع من العائد الاقتصادي للاستثمار في التعليم. صدق هنري فورد حين قال: «أيّ شخص يتوقف عن التعلّم عجوز، سواء أكان في العشرين أم الثمانين. أيّ شخص يستمر في التعلّم يبقى شاباً. أعظم ما في الحياة أن تبقي عقلك شابّاً».
رنا عمر زين