مُحاور لا مَحاور...
جاءنا من الإعلامي والشاعر زاهي وهبي:
تعليقاً على مقالة الناقد الموسيقي المحترم بشير صفير (الذي نتابعه باستمرار مستفيدين من ثقافته ومطالعاته النقدية العميقة) التي تناول فيها تجربة الفنان التونسي ظافر يوسف (الذي أقدّره وتجربته المتميزة)، مُقحماً اسمي فيها بلا مسوّغ، معتبراً أنني قدمته إلى «محور الممانعة» من خلال استضافته في برنامج «بيت القصيد» على قناة «الميادين» بعد أن دعمته في المحور المقابل ــــ حسب تعبيره ــــ يوم استضفته قبل سنوات في برنامج «خليك بالبيت» على شاشة «المستقبل».
أود التأكيد للأستاذ صفير ولقراء «الأخبار» الكرام أنني أقدم ضيوفي للمشاهدين كافة على اختلاف توجهاتهم وآرائهم وشرائحهم، وأنني أعمل كإعلامي مستقل أنّى وحيث كنت، ولا شأن لي بالمَحاور السياسية التي أرفض ما ينتج منها من تشظّيات وانقسامات في المجتمعات العربية. فما أنا سوى مجرد وسيط بين المشاهدين، وضيوفي الذين أحاورهم بناءً على نتاجهم الإبداعي، لا من منطلق انتماءاتهم السياسية والإيديولوجية. أما آرائي الخاصة، فيمكنني التعبير عنها من خلال مقالاتي ونصوصي وقصائدي التي تحمل توقيعي جهاراً نهاراً.
إنني إذ أستغرب أن يقسّم الأستاذ صفير مشاهديّ بحسب توجهاتهم السياسية، أود الإيضاح له ولسواه أنني حريص على استقلاليتي ومهنيتي وحريتي حيث كنت وأياً كانت المؤسسة التي أعمل بها. أتعلّم من تجربتي بصوابها وبخطئها، كذلك أتعلم من ضيوفي ومن ملاحظات المشاهدين والقراء والنقاد، وسأظل على الدوام تلميذاً مؤمناً بقول الإمام الشافعي: رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، متمنياً على الناقد الموقّر وسواه التعامل مع برامجي وما أقدمه من مادة تلفزيونية بوصفي مجرد مُحاور (بضم الميم وكسر الواو) لا أنتمي إلى أية مَحاور (بفتح الميم) سوى المحور الإعلامي المهني المجرد البحت.
زاهي وهبي

■ ■ ■

الوطن ليس فندقاً

تعليقاً على ما نشرته «الأخبار» (الثلاثاء ١٦ تشرين الأول ٢٠١٢) تحت عنوان «غربة السوريين لم تعد مسرحية»، أؤكّد أن الوطن ليس فندقاً تغادره عندما تسوء الخدمة. أنا سورية، ولديّ جواز سفر ومعارف في الخارج، وأستطيع السفر متى شئت. لكن بحكم كبريائي السورية، أرفض أن يقال لي لاجئة. الوضع صعب، نعم، لكنني أحلم بأن أربّي أطفالي يوماً ما على أرض وطني، لا أن يصبحوا بلا هوية بلا طعمة ولون. حماهم الله في المخيمات، لكنني أفضل الموت على درج بيتي. أنا أمارس عملي يومياً كالمعتاد؛ لأن البلد بحاجة إلينا بانتظار أن تهدأ الأمور، وبعدها سنحاسب كل من أسهم في خراب ياسمين الشام.
عليا أحمد