أصبح اسم وليد جنبلاط في التداول السياسي والشعبي اللبناني متلازماً مع صفات الانتهازيّة والتقلّب والزئبقيّة وعدم المبدئيّة والتلوّن والتملّق لسلاطين النفط والغاز. أي إنّ اسم الرجل تحوّل إلى سبّة في التداول الشعبي والسياسي. تنتقل إلى خالد مشعل وترى ظاهرة تستحق الدرس من حيث قدرة حركة إسلاميّة بدأت بشعارات دينيّة جذريّة (ومُتعصّبة) وتحوّلت عبر السنوات إلى نموذج متديّن لحركة «فتح» في ظل ياسر عرفات. نقلت «القدس العربي» قبل أشهر أنّ خالد مشعل، وهو يدور ويجول في الدول العربيّة (وبحريّة كاملة ومن دون المخاوف الأمنيّة السابقة، نلاحظ)، جهد (هو وإسماعيل هنيّة) كي يحظى بلقاء ولو وجيزاً، مع الملك السعودي وأنّ الأخير رفض استقباله بحزم، وأصرّ على قطع كامل للعلاقة مع إيران من قبل الحركة. «القدس العربي» زادت أنّ مشعل أخبر الأمراء بأنه مستعدّ لأن يقطع صلاته بإيران في حال توافر المال البديل. هذا مسار حركة «فتح». أصبحت تستطيع التنبؤ: مستقبل حركة «حماس» مُستقى من تاريخ حركة «فتح».تاريخ حركة «حماس» تاريخ غير قصير ويحتاج لدراسة. وهناك أكثر من دراسة (بلغات مختلفة) رصدت تطوّر الحركة وانبلاجها من رحم حركة «الإخوان المسلمين». لكن «حماس» كانت في جانب منها انتفاضة على جمود الأخوان ومُحافظتهم، وعلى شللهم وسكوتهم عن الاحتلال الصهيوني. كانت الحركة مشروعاً لثورنة عقيدة الإخوان، وتحوّلت إلى تنظيم مستقل لا يخضع لإرادة التنظيم العالمي.
لكن هناك ما كان بادياً في سلوك حركة «حماس» عبر السنوات. لم توضّح الحركة إذا كانت قابلة أو رافضة لمسيرة أوسلو. كانت رافضة بكلام صريح، ثم عادت وقبلت أن تخوض الانتخابات التي بُنيت على أساس مسيرة أوسلو وتفصيلها وإخراجها. وهل الانتخابات في ظلّ الاحتلال إلا صراع أو منافسة لخدمة الاحتلال؟ إن كل سلطات _ وهي ليست سلطات _ أوسلو قيست على مقاس مصالح الاحتلال، وكانت من إعداد المُحتلّ نفسه. حتى منصب رئيس الوزراء في سلطة أوسلو اختلقه رئيس سابق لـ«الموساد» (باعترافه في مذكّراته) كي يُضعف سلطة ياسر عرفات ويقوّضها، مع انّ السلطات المكتوبة لم تكن تلحظ وجود لرئيس الوزراء. ولم تقطع «حماس» مع أوسلو حتى بعد انكشاف خطة إسرائيليّة _ فتحاويّة _ أميركيّة للانقلاب على «حماس» في غزة. واحتفظت «حماس» بشرف التمتّع بسلطة متفرّعة من الاحتلال.
وموقف «حماس» من التعددية الدينيّة غير واضح هو أيضاً. بدأت بخطاب معاد لليهود (كيهود) وميثاقها استشهد بـ«بروتوكولات حكماء صهيون» المزوّرة (ما أدخل السعادة إلى قلوب الصهاينة في الغرب الذين ينتظرون سقطات من هذا النوع عند العرب)، ثم أصدرت كلاماً يفتقر إلى الاحترام نحو المسيحيّين على أرض فلسطين، وهناك اليوم بوادر لخطاب مذهبي في جسم الحركة. إنّ استطلاع مؤسّسة «بيو» عن تنامي الحقد المذهبي بين الفلسطينيّين (أكثر من 40% لا يعدّون الشيعة مسلمين) تتحمّل مسؤوليّته «حماس» و«فتح» على حدّ سواء.
وبعد تسلّم غزة، بدأت «حماس» بمسار الخداع والرياء والضبابيّة. يبدو أنّ خالد مشعل حفظ كل مسرحيّات ياسر عرفات عن ظهر قلب. طلع معهم خيار «الهدنة» مع العدوّ الإسرائيلي. هذه طبعاً كانت بدعة. كيف تعلن حركة مقاومة هدنة مع المُحتلّ؟ كانت المقاومة الفييتناميّة تمارس أشدّ أنواع المقاومة ضد قوات الاحتلال الأميركي، فيما كان ممثّلوها يفاوضون المحتلّ في باريس (والمقاومة في تلك الحالة أجبرت المُحتل على الهروع للتفاوض في باريس، لا العكس). وبدأ خالد مشعل و«حماس» بالرقص البهلواني في مسألة الاعتراف بالعدوّ: ضد الاعتراف قبل الظهر، ومعه بعد الظهر. لم تعد تعرف إذا كانت الحركة قد تحوّلت إلى فصيل مُنشقّ عن حركة «فتح».
والتشابه _ وهو «للرمال» _ بين «فتح» و«حماس» يجري على اكثر من صعيد. هناك مسألة التبجّح في البيانات العسكريّة: تذكّر البيانات العسكريّة لحركة «حماس» وظهور مقنّعيها كل مرّة مهدّدين بأن يجعلوا «الأرض تزلزل» تحت وقع ضرباتهم الموجعة للعدوّ ببيانات فارغة كان ياسر عرفات يتقن صياغتها من خياله الخصب في الستينيات والسبعينيات عن الأعمال العسكريّة لحركة «فتح». لم نجد مرّة واحدة أنّ بيانات الحركة كانت متناسبة مع أفعالها. ولماذا لا تفعل «حماس» فعلها، من دون تهديدات، على طريقة «حزب الله» الذي أبدع في إنتاج أفضل مقاومة ضد إسرائيل منذ 1948؟ من الممكن الحكم على أداء حركة «حماس» العسكري بالقول إنّها أبدعت خطابات التبجّح والمبالغة والتهديد الفارغ، أكثر من أي شيء آخر. لم تنجح الحركة في أدائها العسكري (رغم صمودها في عدوان غزة) ولم تتميّز، وجل إنتاجها كمن في عمليات انتحاريّة طاولت مدنيّين ومدنيّات (طبعاً، كل أعمال العنف على أرض فلسطين ومن مختلف الأطراف يتحمّل مسؤوليّتها بالكامل العدوّ الإسرائيلي الذي كان رائداً في استعمال الإرهاب ضد المدنيّين والمدنيّات منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي).
لكن الانتهازيّة وغياب المبدئيّة في أداء حركة «حماس» برزا في موقفها من النظام السوري في أزمته الحاليّة. تقف الحركة ويقف خالد مشعل في موقف المُترقّب والمُنتظر لحسم الموقف في سوريا. ويظهر نفاق بعض المعارضة السوريّة، لا بل طائفيّتها الصارخة وتنفيذها لأوامر حكّام النفط والغاز، في حيادها من موقف «حماس» مع تنديدها اليومي بموقف «حزب الله» المؤيّد للنظام السوري. حتى عندما ظهر مشعل في مقابلة تفلزيونيّة ودافع عن النظام السوري (وكان ذلك قبل انتشار العنف المسلّح من قبل عصابات الجيش السوري الحرّ)، لم تصدر كلمة استنكار واحدة عن بعض المعارضة (أو أي منها) لأنّ أوامر قطر لا تسمح بذلك. وعندما أصدر إسماعيل هنيّة (الذي عاد من جولته الخليجيّة التي لم تشمل الرياض رغم استجدائه) تحيّة عامّة للشعب السوري من القاهرة، هبّ الإعلام السعودي والقطري وأثنى على الموقف «الشجاع» لهنيّة، مع أنّ كلامه لا يتعارض أبداً مع موقف الانتظار والترقّب الذي يسم موقف الحركة من الوضع السوري.
لكن يجب مناقشة «حماس» في الأمر. على كل الحركات السياسيّة والتنظيمات ان تتخذ موقفاً واضحاً وجليّاً من التطوّرات في سوريا. «حزب الله»، مثلاً، أصدر موقفاً صريحاً وجليّاً من دون لف ودوران في تأييد النظام السوري. طبعاً، يستحق الحزب النقد على موقفه هذا، وخصوصاً أنّه لم تصدر عنه إشارات أو تعبيرات احترام أو إجلال لضحايا النظام السوري، لكن الحزب تحمّل مسؤوليّة موقفه وما جرّه عليه من انتقادات. لم يناور ولم يتذبذب، وإن كان المرء يريد منه أن ينأى بنفسه عن مناصرة النظام السوري القمعي في غمرة القتل. أما «حماس»، فهي تنتظر: لو سيطر النظام على الوضع، لقالت «حماس» إنّ صمتها كان معبّراً وإنّها كانت تنتظر اللحظة المناسبة لمناصرة النظام. أما لو سقط النظام، فإنّ «حماس» ستقول إنها لم تؤيّده وإن صمتها كان تعبيراً عن استنكارها ومعارضتها لأفعال النظام. لجأت «حماس» إلى خدعة «الالتباس المقصود» الذي أتقنه الاستعمار البريطاني في بياناته ووعوده عبر العقود.
لكن، إذا كانت «حماس» ترى أنّ انتفاضة الشعب السوري وفصائله وقواه المتعدّدة هي حركة مباركة، كما يقول سرّاً و«فايسبوكيّاً» الكثير من عناصر الحركة وقيّادييها، فإنّ القيادة ملزمة التعبير عن هذا الخيار بوضوح يستحقه جمهورها. وكيف تكون «حماس» متضامنة مع الشعب السوري وتبقى صامتة لأسباب انتهازيّة؟ والطريف أنّ الحركة تسرّب أخباراً عنها لوسائل إعلام النفط والغاز _ مثل أخبار هجرة قادتها من دمشق _ ثم نكتشف بعد اغتيال لواحد من قادتها في دمشق أنّ الخبر المُسرّب كان كاذباً من أساسه.
ظاهرة خالد مشعل ليست جديدة. لم يسلم زعيم للحركة الوطنيّة الفلسطينيّة منذ 1936 من تدخّلات الأنظمة العربيّة، وآل سعود بصورة خاصّة، وذلك لخدمة المشروع الصهيونيّ. لقد خضع الحاج أمين الحسيني لضغط من الملك سعود (الذي كان عميلاً _ بالمعنى الحرفي للكلمة _ للاستعمار البريطاني، أي إنّه كان يتلقّى مبالغ بالعملة الصعبة لقاء خدماته وولائه مثله مثل الهاشميّين) وسائر الحكّام العرب في 1937 لوقف الثورة الفلسطينيّة وإعطاء بريطانيا مزيداً من الوقت كي تفرض وعد بلفور. وكان وقف الثورة قاتلاً لها؛ لأن المرحلة الثانية منها حوّلتها إلى صراع أهلي بين الفلسطينيّين، وذلك عبر القادة (النشاشيبي) الذين كانوا مدفوعين (مع الهاشميّين) من الصهاينة. ومعروف أنّ أحمد الشقيري بدأ حياته الديبلوماسيّة في خدمة أنظمة النفط والغاز، لكنّه عاد وتحوّل إلى ناصري. أما ياسر عرفات، فقد كان مطواعاً بيد أنظمة الخليج مقابل مبالغ ماليّة كبيرة أحكم من خلالها سيطرته على مقدّرات حركة «فتح» ومن خلالها على منظمة التحرير الفلسطينيّة.
أما محمود عبّاس، فهو لم يعد حتى أداة بيد أنظمة الخليج: هو أداة بيد الاحتلال الإسرائيلي كما كان أنطوان لحد. حتى إنّ العدوّ الإسرائيلي يتوسّط له لدى الحكومة الأميركيّة وأنظمة الخليج لإنقاذه من ورطته الماليّة، التي ساهم فيها فساد عائلته والمحيطين المتنفّذين في حركة «فتح». وفي حقبة بوش عندما حاربت الإدارة الأميركيّة حركة «حماس» ولاحقت ممولّيها حول العالم، وفرضت حصاراً ماليّاً عليها من قبل الأنظمة العربيّة التي منعت أي جمع تبرّعات لمصلحتها، لم تصدر كلمة نقد واحدة من خالد مشعل ضد الأنظمة الخليجيّة. على العكس، ظلّت «حماس» تتملّق النظام السعودي وتسعى وراء وساطته، رغم وضوح الموقف السعودي إلى جانب الميليشيات الفلسطينيّة التي جنّدها الاحتلال. وقبلت «حماس» بوساطة آل سعود في «اتفاق مكة» مع أن أدوات آل سعود هم الذين نقضوه.
دار خالد مشعل في الفلك الإيراني _ السوري وصدح بخطب مملّة عن الممانعة وفوائدها للصحّة. ولكن يبدو أنّ مصدر المال القطري أمر الحركة ومشعل بتغيير وجهة السير بالاتفاق مع الحكم السعودي. يريد مشعل أن ينتقل إلى محور النفط والغاز، فيما يبقي قدماً له في محوره السابق _ لعلّ وعسى.
تتغيّر حركة «حماس» باستمرار مقلق، وتدخل _ على طريقة «فتح» _ في مفاوضات سريّة مع الأقربين والأبعدين من أجل التوصّل إلى سلام تحت مسميات مختلفة مع العدوّ الإسرائيلي. وتضمن «حماس» في غزة عدم إطلاق الصواريخ والنار على قوّات الاحتلال، كما يضمن محمود عباس عدم إطلاق الرصاص من الضفّة على قوات الأحتلال. حركة «حماس» باتت النموذج الملتحي لحركة «فتح»: لماذا لا يُعلَن ذلك رسميّاً على الملأ؟
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
15 تعليق
التعليقات
-
وجل إنتاجها كمن في عملياتوجل إنتاجها كمن في عمليات انتحاريّة طاولت مدنيّين ومدنيّات (طبعاً، كل أعمال العنف على أرض فلسطين ومن مختلف الأطراف يتحمّل مسؤوليّتها بالكامل العدوّ الإسرائيلي الذي كان رائداً في استعمال الإرهاب ضد المدنيّين والمدنيّات منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي). أريد ان أعقب على هذه الجملة فقط أولا لا يوجد في اسرائيل مدنيون ومدنيات (ولا أدري هل احترام الأستاذ أسعد للمرأة جعله يسقط احترامه حتى على الاسرائيليات كعادته في عدم إغفال حق المرأة في المخاطبة أو التوصيف ) هم جميعا محتلون (ومحتلات ) وقتالهم واجب حتى دحرهم أو قتلهم ثانبا كأن الأستاذ أسعد يريد إيجاد تبرير للأفعال المرتكب’ بحق المدنيين والمدنيات (الأبرياء) فلا يجد مبررا أفضل من أن يحمل إسرائيل مسؤولية (الإجرام ) وأن الرد على الإجرام يكون بمثله ( والقضية هنا ليست بالفعل ورد الفعل هناك شعب سلبت أرضه ومن حقه استرجاعها بكل الوسائل الممكنة ) ذكرني هذا التبرير بما يقوله جهابذة المعارضة السورية لجهة التدخل الخارجي (نحن ضد التدخل ولكن إن حصل فإن النظام يتحمل المسؤولية ) أخيرا استاذ أسعد ليش حاظرني عن صفحتك عالفيسبوك بظن انو تعليقي كان أخف بكتير من تعليقات آخرين لم تحظرهم
-
ولو قليلا من أدبيات الاسلامأكثر مالفت انتباهي في هذا المقال الرائع من جميع جوانبه هو عبارة تنامي الحقد المذهبي عند الفلسطينيين وأن أربعين بالمائة منهم لايرون أن الشيعة من المسلمين. وأغلب ظني أن هذا الفصيل معظمه ممن ينتمي أو يتعاطف مع حماس والاصوليين لأن الجناح الآخر من الفلسطينيين يعتبر نفسه جناحا قوميا وطنيا أكثر منه اسلاميا، وهذا مايذكرني أيضا بالفلسطينيين الذين كانوا بالأمس القريب يؤازرون الشيخ الأسير في ترويعه مدينة صيدا وينادون معه بشعارات مناوئة لحزب الله ويطالبون بتسليم سلاحه للدولة ..ويذكرني كذلك بالشعارات التي رفعت على مدخل احد المخيمات الفلسطينية في الجنوب وكتب عليها نبايع الزرقاوي أميرا للمؤمين في الوقت الذي كان هو وعصابته يولغون في دماء الشيعة في العراق وينتهكون منهم جميع المحرمات. كل هذا في الوقت الذي لم يكن هناك أخلص وأوفى للقضية الفلسطينية من الشيعةالذين يعتبرونهم كفرة ومارقين عن الاسلام..فهنيئا لفلسطين وألف مرحى لمسجد الأقصى وللقدس الشريف اذا كان أصحاب القضية ينظرون للشيعة هذه النظرة العجيبة الغريبة وأف لك يازمن العجائب والغرائب.
-
انا لبناني وكل ما نطلبه هوانا لبناني وكل ما نطلبه هو ترحيل الفلسطينيين عن ارض وطننا ونزع الجنسيات التي اكتسبها بعضهم بظل تخاذل المقاومة وسكوتها وكلنا نعرف خطورة بقاء هؤلاء على ارضنا وبين شعبنا واي فريق سياسي يتقاعس عن هذا المطلب فهو مسؤول ومحاسب امام الشعب ولا نقبل تبريرات بعد الان بحجة مقاومة وصراع وغيره فالتجربة تثبت ضعف هذا المنطق والحجة
-
من اللطيف أن يطالب أسعد أبومن اللطيف أن يطالب أسعد أبو خليل مشعل بأن يتوقف عن التذبذب وأن يحسم الانحياز إما إلى الشعب أو النظام السوري، مع أنّه نفسه لم يتخذ مثل هذا الموقف، وبقي (بيْنَ بيْن)، هذا مع أنَّ تذبذب مشعل متفهم لأسبابٍ نعرفها جميعا، بينما ما هو غير مفهوم هو تذبذب أبو خليل الذي لا وظيفة له إلا الغضب كما يلقب نفسه في مدونته على الإنترنت.
-
نصيحة وأجري على اللهإلى الأستاذ أسعد : يما نك بروفسور في أميركا فأنت بالتأكيد تعرف أن أي نظرية أو أختبار لا يتم القطع بصحته قبل تجربته عملياً على أرض الواقع , لذا أناشدك لترك مكتبك والنزول إلى الشارع الذي تريد الكتابه عنه لتتعرف عليه واقعياً قبل مدحه أو ذمه , أقول هذا رداً على لومك حزب الله لتأييده النظام السوري الذي يقتل شعبه . بالله عليك النظام السوري ( حسب تسميتك ) يواجه حرب عالمية تشنها ضده 103 دول ( يدخل ضمن المجموع منظمات وهيئات دولية ) فكيف تريد أن يرد النظام على هذه الدول ومؤيدوها السوريون برش الرز والورد أم بالموعظه الحسنة , قليلاً من الواقعية يا دكتور وخاصة إذا عرفت أن أغلب القتلى في سورية هم ضحايا المجموعات المسلحة وليس الجيش . صدقني يادكتور أسعد سورية أكبر بكثير وأعمق بكثير من المعلومات والأخبار التي تكتب حولها في الصحافة ( التي نعرف كلنا مصدر تمويلها ) فلا تظن أن قرائتك لبضعة صحف أو سماعك لبضعة أخبار من مغتربين سوريين أو لبنانيين لم يروا سورية من سنوات ستعطيك صورة حقيقية تؤهلك للحكم على سوريةو......نظامها
-
ولماذا لا تفعل «حماس» فعلها، ولماذا لا تفعل «حماس» فعلها، من دون تهديدات، على طريقة «حزب الله» الذي أبدع في إنتاج أفضل مقاومة ضد إسرائيل منذ 1948؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!11
-
الدكتور ونصف البئر - 2أن فكرتنا الأساسية تتمحور حول هذا الأمر بالذات. وقد أصاب الدكتور حين مدح الحزب، لأن إنجازاته ضد العدو الصهيوني تستحق التقدير والإعجاب، ولكنه وقع في التناقض حين انتقده. وذلك لسببين على الأقل: الأول، ان السيد حسن نصرالله ذكر أكثر من مرة ان سوريا دعمت المقاومة سياسيا وعسكريا وإنسانيا بشكل واضح وصريح، ولولا هذا الدعم لما حصل الانتصار. وبالتالي فعلى المقاومة ان تدعم سوريا وتؤيدها من باب المصلحة ومن باب الوفاء. والثاني، لأن الدكتور تحدث من جهة عن "انتشار العنف المسلح من قبل عصابات الجيش السوري الحر" ومن جهة أخرى عن "النظام القمعي السوري" وقال ان "الحزب يستحق النقد على موقفه المؤيد للنظام، وخصوصاً أنّه لم تصدر عنه إشارات أو تعبيرات احترام أو إجلال لضحايا النظام السوري". والحال انه من الصعب ان يجد الإنسان مثل هذه الكمية من التناقضات في شأن واحد. هل يعقل ان تقف المقاومة التي حققت، بفضل الدعم السوري السياسي والعسكري والاجتماعي، إنجازا عجزت عنه الدول العربية مجتمعة، ضد النظام عندما يواجه "عصابات مسلحة"؟ واذا كانت تلك العصابات قد "نشرت العنف المسلح"، فهل يعقل ان يقف النظام مكتوف اليدين أمامها؟ وهل يعقل ان يستحق حزب الله النقد لأنه ساند النظام في هذه الحرب بالذات؟ أما بالنسبة الى "ضحايا النظام السوري" فنقول ان للموت حرمته في جميع الحالات، ولكن ماذا عن ضحايا العصابات المسلحة من الجنود النظاميين ومن المواطنين العُزّل، وخصوصا الذين قضوا ذبحا بالسكاكين؟ وماذا أيضا عن الذين لم يذكرهم الدكتور أسعد من تونسيين وليبيين وشيشانيين وسعوديين ولبنانيين وسائر الجنسيات الذين تجمعوا بالآلاف وقاموا ويقومون بأبشع أنواع عمليات التعذيب والتشنيع والقتل والذبح؟؟
-
الدكتور ونصف البئر - 1ما كدنا نفرح بالحدث السعيد الذي ليس له مثيل ولا سابقة في مقالات الدكتور أسعد، ونظن أننا دخلنا "الربيع الأسعدي" حتى تبين لنا لاحقا ان الدكتور أوصلنا الى نصف البئر وقطع الحبل بنا!! فالمعلوم ان الدكتور، مثل كثيرين من الكتّاب، يعتقد ان وظيفة الكاتب السياسي الوحيدة هي البحث عن الأخطاء وسردها وتكرارها الى حد الملل (مثلا: كيف كانت زوجة بشير الجميل تطبخ لشارون!!). وهؤلاء الكتّاب نوعان: الكتاب الثوريون، الذين يعتقدون ان مديح أي شخص أو أي إنجاز "مش شغلتهم" لأنه يقلل من قدرهم وقيمتهم ومن "ثوريتهم". أما النوع الثاني غير الثوري فانه – في هذا الزمن الرديء الذي يلعب فيه المال السياسي أدوارا أقل ما يقال فيها انها دنيئة – يخشى اذا مدح شخصا او انجازا ان يتهم بأنه "قابض"، لذلك يكتفي بالبحث عن الأخطاء والعيوب ولا يهتم بالانجازات. أما "القابضون" الذين يستطيع القارىء اللبيب ان يكتشف بسهولة تامة مقدار المبلغ الذي قبضوه مقابل كل مقال شتم وسب وقدح وذم أو مدح وتبخير وتعظيم وتبجيل فليسوا في مجال البحث هنا. وفي كلتا الحالتين (غير القابضين) ثمة انتقاص من ذكاء القارىء الذي يُفترض انه قادر على التمييز بين الثوري وغير الثوري وبين القابض وغير القابض. مناسبة هذا الكلام ما ورد في مقال الدكتور هذا الأسبوع من إعجاب بـ "حزب الله" الذي على حد تعبير الدكتور "أبدع في إنتاج أفضل مقاومة ضد إسرائيل منذ 1948". ولكن الدكتور سارع الى توجيه نقد لاذع للحزب بسبب موقفه من الأحداث في سوريا. من حيث المبدأ لسنا ضد مدح حزب الله حيث يجب المدح وانتقاده حيث يجب الانتقاد، بل على العكس تماما.
-
!! 1أولاً يجب أن ندين وصف العمليات الإستشهادية التي نفذتها حركات المقاومة بـ"عمليات إنتحارية", ولست أدري إن كان السيد أبو خليل سيدين تهديد سماحة السيد حسن نصر الله بتحويل حياة ملايين الصهاينة إلى جحيم, علينا أن لا ننسى أن ما يسمون بـ"مدنيين ومدنيات" هم مجرد محتلين وهم يشاركون بنحو مباشر وغير مباشر في دعم عنصرية وإجرام الجيش الصهيوني, طبعاً الموقف الأصح هو توجيه القوة النارية تجاه الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي, لكن عندما يهدد الخطر أبناء العرب والمسلمين ولم يكن هناك وسيلة لردعهم سوى بقتل "المدنيين والمدنيات" إذاً فليذهبوا إلى الجحيم.. أما في موضوع حركة "حماس" فأفضّل التريث قبل الحكم بشكل نهائي, صحيح أن التحركات الحالية مريبة جداً جداً ولكن علينا أن لا ننسى أن في الحركة مقاومون وشرفاء وأن التضحيات التي بذلت من قبل كثير من أبناء حركات المقاومة ومنها حماس يجب أن تكون حصن وقاية من أي إنحراف, وأن هؤلاء الشرفاء قد يكونوا على إستعداد للإنشقاق في أسوأ الأحوال, بالإضافة إلى أننا نعتقد أنه لا يجوز مقارنة "فتح" و "حماس" بسبب الفروقات من نواح عدة.
-
!! 2أيضاً يجب التنبيه إلى أن السيد أبو خليل يرتكب خطأ كبير عندما يقلل من أهمية الإنجاز في غزة 2008\2009 ونحن الذين نجلس هنا في الضاحية نعلم قدر الصعوبة والمشقة التي يحتاجها نقل صاروخ أو قطعة سلاح في ظل الأخطار الشديدة, بالإضافة إلى صعوبة العمل في بيئة مكشوفة وضيقة كما في غزة.. أما ما أشار إليه السيد أبو خليل حول المذهبية وغيرها من الأمور فهي _بصراحة_ ليست بجديدة, ولكن ولله الحمد كثير من جمهور المقاومة والمقاومة يستطيعون التمييز بين القضايا المهمة والخطيرة كدعم المقاومة وبين أراء سلبية مغلوطة قد تكون موجودة هنا وهناك..
-
ارحموا الشعب الفلسطينيو ما الفائدة اللتي سيجنيها أي من طرفي الصراع في حال اعلان حماس لموقفها؟ هل سينتصر النظام السوري أو المعارضة السورية؟ لماذا دائما الاصرار على حشر الفلسطينيين قي الصراعات الداخلية للدول العربية ثم حين تنتهي تلك الصراعات يكتشف أهل تلك الدولة أنهم لطالما أحبوا بعضهم بعضا لكن المشكلة باولاد الحرام الغرباء اللذين دخلوا بينهم وخربوا اوضاعهم الداخلية بعد ان أكرموهم واستضافوهم؟ بعد حرب الكويت والحرب الأهلية في لبنان موقف كل الفلسطينيين واضح: لا دخل لنا بأي احتراب داخلي في أي دولة عربية ولا دخل لنا باي نزاع عربي عربي سوى الدعاء و العمل على انهاء هذه النزاعات. مواقف الفلسطينيين من النزاع في سوريا تختلف من دولة الى دولة وتختلف حتى داخل البيت الواحد (بيتي أحدهم) ولكن الفلسطينيين بشكل عام مصرين أن مواقفهم فردية وليست جماعية وهم ضد أن تعلن أي حركة فلسطينية أي موقف مع أو ضد النظام أو المعارضة. في النهاية معلومة صغيرة للكاتب القيادة السياسية لحماس غادرت سورية لأنها رفضت التصديق على رواية النظام و القول أن المتظاهرين في سوريا هم أدوات للغرب كما فعل حزب الله منذ اليوم الاول. لو كانت أموال قطر تنفع لرأيت قادة حماس كل يوم على الجزيرة بتحدثون عن مثالب النظام السوري و استغلاله للمقاومة والممانعة. حماس وكل الشعب الفلسطبني لا يترقب من سيفوز لأن هذا شأن السوريين وحدهم. كل ما نريده الا يذبح الشعب الفلسطبني على يد من سيفوز هذا ان فاز احد. حفظ الله سورياوفلسطين وحفظ دماء أبناء الشعبين السوري والفلسطيني. سلام.
-
ماذا عن حسن نصرالله؟ أليس هوماذا عن حسن نصرالله؟ أليس هو أيضاً "وليد جنبلاط" عندما يأتي الأمر إلى مظلومية الشعب السوري؟
-
رائع إستاز أسعدكل كلامك بحق مشعل ومواقف حماس الملتبسة والمعروضة في المزاد والمرتهنة لمال النفط مزبوطة، لكن كل أتوقع أن يكون مقالك مليء بالشواهد والأدلة والقرائن والبراهيم والحجج إلا أنه كان متواضع جداً ومليء بالإنشاء أكثر مما هو تحليل سياسي جيد رغم براعتك وإجادتك لهذا الأمر أكثر من الجميع إلا أنه يبدوا أنك تحافظ على إبقاء حبل للود بينك وبين حماس كحركة خوفاً من أن تقع قريباً في مواجهة مع العدو أو ما شابه ذلك .