«قبضايات» فرع المعلومات
ما إن سرب خبر إلقاء القبض على الوزير سماحة، حتى تسربت المعلومات عن تورطه بكذا وكذا وكذا. المفارقة في هذا الموضوع هي معرفة الإعلام بالتهم قبل أن يعلم المتهم بالتهم الموجهة إليه. فهل نحن أمام مؤامرة تستهدف الوزير سماحة، أم أنه في لبنان ينفرد الإعلام بالتعامل مع فرع المعلومات ويحصل على كل سؤال وجواب من التحقيق؟
هل هذه مهنية، وكيف يعمل هذا الجهاز، وتحت إمرة من ليدخل البيوت بالخلع والكسر في مشهد بوليسي؟ كم هم قبضايات جماعة فرع المعلومات الذي يكشف الجرائم قبل حدوثها. ماذا عن سرقة البنوك الظاهرة في لبنان؟ وماذا عن الجثث التي تلقى في الأنهر والطرقات؟ وماذا عن تهريب السلاح الى سوريا؟ وماذا عن شهود الزور؟ وماذا عن بواخر السلاح؟ وألف لماذا نطرحها على الحكومة وعن طريقة توقيف السيد سماحة، بغض النظر إذا كان المتهم بريئاً أو لا، فهناك أصول وقوانين تحفظ حق المواطن، وكذلك واجب فرع المعلومات أن يكون قانونياً من دون زعبرات وتلفيق واستدراج. إنه فرع المعلومات وما أدراك ماذا أخرج فرع المعلومات من وثائق من منزل سماحة تدين فريق ١٤ الشهر، وهنا بيت القصيد.
فيصل باشا ــ برلين

■ ■ ■

«إرهابي» برتبة وزير

إذا صحّت المعلومات المتعلقة بوزير الإعلام الأسبق ميشال سماحة، لجهة تورطه بنقل متفجرات من سوريا الى لبنان بسيارته الخاصة بهدف إحداث فتنة، فإننا بلا شك أمام إرهابي من نوع آخر يجوز وصفه بمعالي المجرم، أو إرهابي برتبة وزير.
والحديث عن افتعال فتنة بين السنة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين في هذا البلد الملتهب بالغرائز، أصبح حديثاً واقعياً بامتياز. إذ إن فوهة البركان تكاد تطلق حممها عند أول انفجار أو اهتزاز. لكن السؤال يبقى عن مدى اقتناع سماحة بفعل كهذا، وما إذا كان واثقاً في قرارة نفسه بأن عملاً كهذا يخدم مشروع المقاومة والممانعة الذي يدافع عنه مراراً وتكراراً وبشدة؟ وهل الكلام الذي تناقلته وسائل الإعلام حول تعبير الوزير الأسبق عن راحة ضمير أمام القاضي لأنه لم ينفذ المخطط، تشير الى عملية جبر استخباري مورست بحقه من قبل المسؤولين السوريين الذين أوكلوا إليه هذه المهمة؟
في أي حال، إذا وصلت دمشق ونظامها، الذي يعاني الأمرّين اليوم نتيجة سياساته الخاطئة بحق الديموقراطية وكرامة مواطنيه ولقمة عيشهم، الى اقتناع بأن هذا العمل ذو جدوى، فإن هذا يؤكد حجم المأزق الذي وصل إليه النظام السوري، والذي يبدو أنه يضرب يميناً وشمالاً في لحظات احتضاره الأخيرة.
أيمن عطوي