الساكت عن الحق شيطان أخرس
قرأنا باهتمام التحقيق الذي نشرته «الأخبار» عن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية (20 حزيران)، كما قرأنا التعليقات على التحقيق في الموقع الإلكتروني. وانتظرنا أن تصدر إدارة الجمعية توضيحاً لما فهمه بعض القراء بصورة مغلوطة، من أن المقصود مديرة محددة في مدارس المقاصد، لكنّ شيئاً من هذا القبيل لم يصدر، إذ اكتفى رئيس الجمعية المهندس أمين الداعوق ببيان أكد فيه أن الأزمة ستمر، من دون أن يتطرق الى التجريح المؤذي بحق إحدى مديرات مدارس الجمعية، والتي نعتقد أنه يدين لها بهذا التوضيح.
ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، لا بد بداية من التوضيح أنني لم أكن يوماً مقاصدياً، إلا أنني أقدّر تاريخ هذه الجمعية في خدمة أبناء الفقراء وتعليمهم في مختلف بقاع الوطن. ومن المؤسف أن تصل هذه الجمعية في أزمتها إلى حد يضع بعض مدارسها أمام خطر الإقفال. وإذ لا أزعم امتلاك معطيات عن كثير من الأمور في الجمعية، لكن علاقاتي الوطيدة مع عدد من مسؤوليها تمكنني من الجزم بأن بعض التعليقات التي نشرت على الموقع الإلكتروني لـ«الأخبار» صدمتني لجهلها بتفاصيل الأمور ولتعرضها بالتجريح لمديرة محددة في الجمعية، ظناً منهم أنها هي من تطرق التحقيق إلى أنها تتقاضى مرتّب مديرين شهرياً بقيمة تقارب عشرة آلاف دولار. وللأمانة، لا بد من القول إنه ليس بين كل مديري المدارس في جمعية المقاصد من يتقاضى هذا المرتب، وأعتقد أن المقصودة في التحقيق هي مديرة في إدارة الجمعية لا في إدارة أي من المدارس.
أما المديرة التي طاولها التجريح فتتقاضى مرتّباً هو الأدنى على الإطلاق بين مرتبات مديري المدارس، ومع دخول الجمعية في الأزمة الى حدّ اقتطاع رواتب الأساتذة والموظفين، فإن المرتب الذي تقاضته لم يتجاوز مليوناً وثلاثمئة ألف ليرة لبنانية، فيما بقي الباقي في خانة «الذمم»، شأنها شأن كل موظفي الجمعية، واقتطع منها في أحد الأشهر بدل أيام غياب كانت خلالها تمثّل الجمعية في أحد المؤتمرات في الخارج، فوصل مرتبها إلى سبعمئة وخمسين ألف ليرة.
إن المدرسة التي تديرها هذه المديرة هي بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً، ولكن ليس لشخصها بل لجمعية المقاصد التي بيد إدارتها كل واردات هذه المدرسة، شأنها في ذلك شأن كل مدارس الجمعية. ومعرفتي الشخصية بهذه المديرة وبمن حولها من فريق عمل متفان يضع مصلحة المقاصد ومدارسها فوق مصلحته الخاصة، دفعني إلى أن أوضح هذا الأمر وفق قاعدة الشاعر:
لا خيل عندي أهديها ولا مال
فليشفع النطق إن لم تشفع الحال
ماهر أبي نادر