أكروم والجيش
في معرض حديثه عن المفاضلة في عكار بين الدين والجيش ولقمة العيش، خصوصاً بلدات جبل أكروم، وقع الاستاذ روبير عبد الله (الاربعاء 6 حزيران العدد 1725 الصفحة 6) في العديد من المغالطات والتناقضات عن قصد او غير قصد. لسنا في معرض الرد على نظرة كاتب المقال السياسية أو الأمنية لمجريات الاحداث في عكار بشكل خاص ولبنان بشكل عام، وخصوصاً لجهة تصوير عكار كمنطقة نفوذ لمشروع سياسي سني، على اعتبار ان كل اللبنانيين مجمعون على مقولة أن «لبنان أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبتلع». ولكننا نحاول رفع الظلم الذي لحق بنا جراء هذا المقال.
فكيف يمكن للدخل المحدود أن ينقل بلدات أكروم من الفقر المدقع الى مصاف اكثر البلدات نهوضاً وعمراناً وتربوياً؟ هذه معادلة لا تستقيم نظرياً، إذ لم يعد خافياًَ على أحد ان معاش الموظف في لبنان لا يكفيه حاجات العيش الاساسية. لقد عمل اهالي أكروم من الزراعة والتجارة ومختلف المهن الحرة ويكاد لا يخلو بيت في أكروم من مغترب. معتمدين على أنفسهم في مواجهة حرمان الدولة وتهميشها لمناطقهم متسلحين بالعلم والكد وإرادة الحياة...
ولم يشغل ابن أكروم الوظائف الأمنية وغير الأمنية إلا بكفاءته، غير أن فساد النظام السياسي في لبنان قد يكون حتم عليهم الاستعانة بـ«الواسطة» لا سيما في زمن المارونية السياسية. كذلك في فترة الوجود السوري في لبنان لم يكن ابن أكروم وحده الذي كان ينتظر إشارة الضابط السوري. والمعروف عن ابن أكروم التزامه أعلى درجات الانضباط واحترام القانون وهو أبداً لم يتلق «أمر اليوم» بخوف ممزوج بتهكم ضمني» وهو المؤمن بسيادة الدولة والقانون إيماناً ترجم عملياً طوال فترة الحرب الاهلية البغيضة، ما أبعده عن المساهمة بأي شكل من الأشكال فيها. وهو الذي لم ينتسب الى أي من الأحزاب المتقاتلة، بل ظل على ولائه للدولة محافظاً على أطيب علاقات حسن الجوار مع مختلف المناطق المحيطة به والمتنوعة طائفياً ومذهبياً.
ونحن نطمئن الكاتب بأن احداً لا يستطيع احداث وقيعة بين اهل أكروم وجيشهم الذي هو ضمانة الاستقرار في لبنان والمؤسسة التي يجب ان نلتف حولها، وهم الذين لم يبخلوا بتقديم التضحيات، لا سيما في معارك الجيش ضد الارهاب في نهر البارد فسقط لهم شهداء وجرحى ومعوقون، خصوصاً في وقت تمر فيه المنطقة العربية بتحولات نأمل ان يسلم لبنان من آثارها وانعكاساتها، وان لا يتحول الجيش اللبناني قوات فصل بين المناطق اللبنانية.
أحمد الزين ـ كفرتون (عكار)

رد المحرر
يبدو أن صاحب الرد لم يحسن قراءة الموضوع، فجاء نصف رده تأكيداً وتتمة لما ورد فيه. ويا ليته راجع أهله وأبناء كفرتون وسألهم عن موقف الكاتب من المارونية السياسية ومن «الواسطة» وغيرها.