بلد العجايب ... يا بلدنا
من المُعيب جداً أن يواصل القيّمون على التنظيم المدني والأمن في لبنان، التعاطي مع الواقع بالذهنية نفسها التي اعتادوها منذ أيام الحرب والفوضى، فالمسؤولون في وزارة الأشغال وفي البلديات يواصلون تجاهل الحُفر والعوائق في الشوارع الرئيسية، فلا يراقبون أعمال المتعهدين في تغطية «ريغارات» مجاري المياه أو الهواتف أو مجاري الصرف الصحي، بطريقة تتلاءم مع انسيابية الإسفلت. ويلاحظ المسافر بين مدينتين كثرة هذه المطبات التي تفاجئ السيارات، وقد يتعرض بعضها للخراب بسبب هذه المفاجأة التي ترجّ العربة رجاً، علماً بأن هذه الشوارع ليست شوارع فرعية، بل هي شوارع رئيسية وأجزاء من أوتوسترادات واسعة، تصل بيروت بطرابلس وبيروت بصيدا وصور وبعلبك والمصنع الخ... أما القيّمون على الأمن فلا يأبهون إلا بمحاسبة الفقراء والمساكين وإخضاعهم لغرامة عدم وضع الحزام أو السرعة الزائدة عن حدّها. أما أصحاب السيارات «الُمفيّمة» وسيارات الدفع الرباعي التي تحمل صور سياسيين ودينيين، فالاقتراب منها «حرام»، ومحاسبتها «فيها وجع راس». وعند إشارات السير لا يأبه الشرطي إلا لمخالفة بعض السيارات، فيما «يطنّش» عن سيارات أخرى، حسب ما يظهر عليها وعلى سائقها من «دعم». أما الدراجات النارية والمُشاة فهم مستثنون من المحاسبة، رغم أن هؤلاء عرضة للخطر أكثر من غيرهم.
عادل شحادة

■ ■ ■

كهرباء لبنان ... والله «اشتقنالك»

في كل توزيع رسمي شهده لبنان، منذ قيامه في بدايات القرن الماضي، كان المسؤولون يحافظون على صيغة (6 و6 مكرر)، بمعنى التوزيع على أساس طائفي في الوظائف والمناصب والمسؤوليات. إلا في موضوع الكهرباء، بقي التوزيع (2 و6 مكرر أو (1 و6 مكرر). ففي مناطق الجبل السياحية، تنخفض ساعات التقنين من أجل تنوير دروب السياح العرب والأجانب، الى ساعات قليلة على عكس بقية المناطق، باستثناء بيروت وبعض المدن الأخرى، أو أجزاء من مدن. فالتقنين في بيروت لا يتجاوز الساعات الثلاث، بينما في بقية المناطق غير السياحية، تصل ساعات الانقطاع الى 14 ساعة في اليوم أو ما يزيد. وفي الفترة الأخيرة، أصبحت شركة الكهرباء تسرق من ساعات التغذية في هذه المناطق لتعطيها الى مناطق السياح والبورجوازيين، مع العلم بأن معظم المشتركين يساهمون برسوم الطاقة على نحو منتظم. تُرى، على أساس أي معيار تتم التغذية بالطاقة للمناطق، على أساس طبقي أو سياحي أو أن ما وراء الأكمة ما وراءها؟ والله «اشتقنالك يا كهربا لبنان».
ربيع المخلوف