متى تنصح الدولة اللبنانية رعاياها
انها المعزوفة نفسها. ما أن ينسى اللبنانيون، حتى تعود عند اطلالة كل صيف، معتدلاً كان أو ساخناً، معزوفة الحوادث الامنية المتنقلة الأشبه بنشيد الموت يُعزف على وقع أزيز الرصاص في مناطق باتت حصرية لانطلاق الشرارة: جبل محسن، باب التبانة، الطريق الجديدة، محيط الجامعة العربية، محيط المدينة الرياضية، كلها مناطق ساخنة تشكل المطلع اللازمة أو الـ(Refrain) لمسلسل من الاهتزازت الامنية. تحقق هذه الاحداث غايتها بعد سقوط القتلى والجرحى وتبدأ بالانحسار بعد أن تلغى معظم رحلات الوافدين الى لبنان من عرب وأجانب نتيجة نصح الدول العربية والغربية رعاياها بعدم التوجه الى لبنان، بلد الاصطياف عن كثب أو كذب.
وللحد من الخسائر وكبح جماح معزوفة الاحداث الأليمة، لا بد للمايسترو الاقليمي أو الدولي من أن يُدخل عنصر طاولة الحوار في الـ(couple) متجنباً بذلك قفلة لا تحمد (بن جاسم) عقباها. ولله الحمد ان هذه الطاولة وبجهود جبارة ستعقد في بيروت وليس خارج الوطن، فتاريخ اللبنانيين مع «طاولات الحوار» يعود الى زمن بعيد قبل نشوء «سلاح الحزب».
فقد غزت طاولاتهم الحوارية معظم عواصم العالم التي كانت تستضيفهم «فول بورد» من لوزان الى القاهرة، فالطائف، قطر، ودمشق... اذاً، طاولة الحوار هذه يجب ان تكون مدعاة فخر وأمل للجميع، خصوصاً اذا ما اضيفت اليها من جهة أزهار الـorchide التي لا تعزّي قلب أم فقدت غالياً، ومن جهة أخرى ازدانت بأباريق المياه الفضية التي لا تبلّ ريق شعب فحمت حناجره من حرق الدواليب والصراخ من أجل الكهرباء والماء ولكن من دون جدوى.
أمام دولة كهذه تؤمن بتكرار الأشياء العبثية ولا تؤمن أخذ العبر، حبذا لو يأتي اليوم الذي تنصح فيه الدولة اللبنانية رعاياها بمغادرة لبنان!
شوقي أحوش

■ ■ ■

تصحيح

تعليقاً على موضوع «لبنان بطل المناظرات ... ع السكت» (العدد ١٧٢٨، ٩ حزيران ٢٠١٢)، نشكركم على الالتفاتة المتأخرة، ونرجو تصحيح المعلومة الآتية: الطالبة نور الهدى محمود هي من ثانوية الغبيري الثانية الرسمية في بيروت، لذا اقتضى التنويه.
محمد ماجد
منسق اللغة العربية في ثانوية الغبيري الثانية الرسمية