خارطة طريق لمعضلة العراق
اطلعت، ببالغ التقدير والفرح، على مؤلَّف جديد صدر مع بداية هذا العام 2012، «علي الأديب – خارطة طريق لمعضلة العراق»، وقد حصلت على نسخة منه، مع إهداءٍ لطيفٍ جداً، من أخي وصديقي الأستاذ الدكتور محسن عبد علي الفريجي، مستشار وزارة التعليم العالي في دولة العراق الشقيق، إذ تجمعنا علاقة الودّ التربوي من خلال المؤتمرات وورش العمل، وتبادل المؤلفات والأبحاث التربوية.
في ضوء قراءتي المعمّقة لما جاء في مضمون هذا الكتاب اللافت للانتباه، وجدت فيه ضالّتي، فلقد تمكن الكاتب القدير من وضع اليد على الجرح، لينتقل مع خبراته الوطنية والاجتماعية والتربوية الواسعة، الى إيقاظ الإنسان المغيَّب في قلوب وضمائر كلِّ العراقيين والغيورين على العراق وأهله، مؤكداً ومنبهاً في آنٍ معاً، الى أن خارطة الطريق الحقيقية والعقلانية لكل المسألة العراقية، تبدأ بإعادة بناء الإنسان في العراق والاستثمار في العقل البشري.
وهكذا، وجدْت الآصرة القوية أولاً، بين عنوان الكتاب ومضمونه، وثانياً، بين الفكر المتطور لدى الكاتب حيث نلتقي معاً، على أن التربية هي الطريق الأسلم لبناء المواطن الإنسان.
وقد غمرتني السعادة عندما عرفت بأنَّ المؤلف الأستاذ علي الأديب، هو وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة العراقية، وأنه تولّى هذا المنصب عن جدارة فائقة لسببين رئيسيين، الأول، تربوي، كيف لا وهو سليل عائلة تربوية عريقة واسعة الشهرة في كلّ أنحاء العراق، نمت وترعرعت في مدينة كربلاء المقدسة، ولهذا عرف بالمربي الفاضل وله تاريخ مشرف في الميدان التربوي، والثاني، سياسي، وهو متميز بصدقه واستقامته وبياض كفِّه، على ما تشهد به الأوساط السياسية والاجتماعية كافةً.
معالي الوزير الكاتب والأديب، فخرٌ لنا وقدوة، رجلٌ مثلكم لا كبقية الرجال، وشخصية سياسية وتربوية عقلانية معتدلة، ترفض التطرف بكلّ أشكاله، ومن دواعي سرورنا كتربويين عرب، أن نعاصر شخصيّة كهذه نادرة، ترسم خارطة طريق لبلد عربي شقيق عانى كل أنواع الحروب والمشاكل وعواقبها، وفق رؤية تربوية ونفسية واجتماعية وسياسية معمّقة، وبهدي رسالة واضحة الخطوط للباحثين عن السلام في العالم.
في الخلاصة، فإنَّ هذا المؤلف سيسهم وبشكل فعَّال، في إثراء المكتبتين العراقية والعربية، آملين أن يتحقق ما ورد فيه من أفكار، مع خالص شكرنا وتقديرنا لمعالي الوزير المحترم.
بيروت ــــ مركز البحوث التربوية
المستشار التربوي
د. نبيل قسطنطين