شربل نحّاس، حسناً فعلت
قيل الكثير وسيقال الكثير في توصيف مسيرة الوزير شربل نحاس، من وصفه بالحالم والواهم أو العنيد وغير الواقعي، وأنه أتى في غير زمانه.. و أنه يمثّل طرحاً عفا الزمان عليه... إلخ. وسيقال الكثير أيضاً، عن النظام الطائفي السياسي، والنظام الاقتصادي المتفلّت من كل قيد، حيث لا يكفي وصفه بعبارة «اقتصاد ليبرالي حر، متوحش أو غير متوحش»، لأنه اقتصاد المحاصصة والنهب والمافيات، ولأن هذا النظام لا يحتمل بعض الإصلاح مهما بلغ حجمه الصغير، فكيف له أن يقبل تغييرات أساسية في سياسة الأجور والرعاية الصحية والاجتماعية، والعقد الاجتماعي والعقلانية... إلخ.
ما نود أن نسجّله في مناسبة ما أقدم عليه الوزير نحاس هو الآتي:
- نقول لك معالي الوزير، حسناً فعلت بتقديم الاستقالة، كي تبقى تعرف نفسك ويعرفك الآخرون، وإلّا فستخسر مبدئيتك وصدقيتك.
- حسناً فعلت بتقديمك الاستقالة، لأنك عبر تجربتك وخطوة الاستقالة، كشفت لنفسك وللكثير من الواهمين، حدود الإصلاح ووهم الإصلاح في تيار التغيير والإصلاح، حيث هو طرف من أطراف الانقسام الأهلي، وتجلّى ذلك في موقف زملائك الوزراء في التيار ضد طرحك، وصولاً الى الاتفاق بين ممثلي 8 و14 آذار في اللجنة الاقتصادية البرلمانية، ولقد حسمت بخطوتك هذه التناقض الذي كنّا نراه بين خطابك وموقعك السياسي في تيار لا علاقة له بخطابك.
- حسناً فعلت ما فعلته بتقديمك الاستقالة، لأن السؤال سيطرح وبشدة اليوم على من يُفترض بهم أنهم «أهل النضال المطلبي» من أجل «العمال والموظفين وسائر أصحاب الدخل المحدود» من نقابات بكل تلاوينها، وخصوصاً المعارضة المعترضة على نهج وتركيبة الاتحاد العام، اتحاد الطوائف والمذاهب وأرباب العمل، وعلى الأحزاب، ولا سيّما يسارها.. الذين وجدوا فيك وفي دعمك والتحلّق حولك، معركة بدل عن ضائع.
ختاماً، نشدد على دعوتنا الدائمة، التي سنبقى نكررها من أجل بناء حركة نقابية ديموقراطية مستقلة، ومستقلة أولاً عن اتحاد الطوائف والمذاهب، ودعوة كل الجادين من النقابات، الذين يقولون هذا القول، إلى أن يبادروا فعلاً لا قولاً الى الخروج العلني والصريح من اتحاد الطوائف والمذاهب، وإعلان وجودهم النقابي المستقل، وإكمال خوض معركة الأجور المستمرة، والضمان الصحي لجميع اللبنانيين، وسائر مطالب العمال والموظفين.
د. أحمد الديراني ـــــ منسق المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين