فخامة رئيس الجمهورية الأستاذ ميشال سليمان المحترمتحية طيبة وبعد،
فإننا، في حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، ولثقتنا بمواقفكم الوطنيّة، وبحرصِكم على القضايا العربية العادلة، نتقدّم إليكم بشكوى واحتجاج كبيرين على استضافة كازينو لبنان للفنّانة لارا فابيان، الإيطالية – البلجيكية، في 14 و15 شباط 2012. وكلّنا أمل أنّ الدولة اللبنانية، وبرئاستكم، لن تقبل أن يكون لبنان مسرحاً لداعمي العدو الإسرائيليّ.
فخامة الرئيس،
لا شكّ في أنّكم على درايةٍ بما فضحتْه حملتُنا من معلوماتٍ حول هذه المغنّية. فقد شاركت في احتفال الذكرى الستين لتأسيس «إسرائيل» في الخامس والعشرين من أيّار 2008، في باريس (تروكاديرو)، حيث غنّت بالعبريّة قصيدة «هورشات هايكاليبتوس» للشاعرة الصهيونيّة نعومي شيمر. وعند نهاية الأغنية (التي تُعتبر من الموروث الصهيونيّ لأنها تمجّد خمسين عاماً من الاستيطان)، صرّحتْ فابيان بالعبرية: «إسرائيل، أنا أحبّكِ!». كذلك أحيت حفلةً في تل ابيب في 28 آذار 2010 وغنت الأغنية ذاتها. ثم إنها كُرِمت في احتفال «نجمة داوود الذهبية» السنوي الذي ينظمه مركزُ «سركل بن غوريون» في بروكسل (وهو مركز اجتماعي - ثقافي صهيوني) عام
2011.
قبل أسبوع وجّهتْ حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان رسالة إلى فابيان تتضمّن شرحاً لواقع المعاناة العربية من العدو الصهيوني، وفضحاً بالصور والوثائق لصهيونية فابيان ودعمها لـ«إسرائيل»، وتعبيراً عن استيائنا من قدومها إلى بلادنا المكتوية بجرائم «حبيبتها». فقررتْ فابيان إلغاءَ حفليها في كازينو لبنان، مدّعية (زوراً ودونما أدنى دليل) أننا هدّدناها. لكننا اليوم نفاجأ بأنّ الأمن العامّ اللبنانيّ قدّم لها تأشيرةَ دخول، وبأنّ الإعلانات عن الحفلين مازالت جاريةً في الإعلام وعلى الطرق، وبأنّ البطاقات ما زالت تباع في مخازن
فيرجين.
نحن لا نفهم، يا فخامة الرئيس، كيف يَسمح الأمنُ العامّ اللبناني لمغنيةٍ احتفلتْ بذكرى تأسيس الكيان الصهيوني، الذي نحن في حالة حرب معه على كل المستويات، بأن تغنّي هنا! لا نفهم كيف يمنح الأمنُ العامّ تأشيرة دخول إلى مغنية تؤيّد أكثر من ستين عاماً من المجازر الإسرائيلية ضدّ الشعبين اللبناني والفلسطيني! وهل ننتظر أن يقدّم مكتبُ المقاطعة التابع لوزارة الاقتصاد اللبنانية تقريراً إلى مكتب المقاطعة التابع للجامعة العربية لكي يقوم هذا الأخير (الذي لا يجتمع إلا مرتين في السنة!) بإصدار قرار بوضع فابيان على لائحة المقاطعة؟ إنّ صور فابيان في عقر اللوبي الصهيوني البلجيكي واضحة، وإنّ تسجيلات اليوتيوب في تل ابيب وباريس فاقعة في تأييد فابيان للكيان الغاصب، فهل نكافئها على مواقفها بأن نستضيفها في بلادنا ونغدق عليها أموالنا؟
فخامة الرئيس،
إننا نناشدكم أن تتدخّلوا، باسم لبنان، للإيعاز إلى الجهات المختصة (الكازينو) بسحب الدعوة من هذه المغنّية الصهيونيّة. إنّ سحب دعوتها إلى لبنان من قبل الدولة اللبنانية هو قرار يعكس موقف الدولة اللبنانية من التطبيع الثقافي والفني مع العدو الصهيوني.
أخيراً، نحن متأكدون أنّ رئاستكم ستولي هذا الشأن الاهتمام الذي يستحقّه. فمن يغنّي في ذكرى اغتصاب «إسرائيل» لفلسطين إنّما يغنّي لكلّ ممارساتها الإجراميّة في فلسطين ولبنان والجولان والبلاد العربيّة طوال أربعة وستين عاما. وإنّ استضافتها في بلدنا المقاوم لبنان اغتصابٌ لضمائرنا ولضمير القضية العربيّة ككل.
نتمنى أن تحدّدوا موعداً لبعض أعضاء حملة مقاطعة «إسرائيل» في لبنان، لكي نضع بين أيديكم المعلومات المذكورة أعلاه، ولكي نطلعكم على أهداف حملتنا ونشاطاتها.
ودمتم في خدمة لبنان

* حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان