انقسام وتشظّ
تعليقاً على ما نشرته «الأخبار» تحت عنوان «ويكيليكس» البعث العراقي: سُنّة الدوري وشيعة الكرافي (١٧ /1/٢٠١٢)، فقد كان الكاتب علاء اللامي موفقاً في العرض والتحليل والاستنتاج، لكنه أغفل الاشارة الى العوامل الاساسية التي زرعت الانقسام والتشظي داخل الجسد التنظيمي للبعث، والتي ترجع في بعض جذورها الى سبعينيات القرن الماضي عندما تم تغييب دور الحزب وتكريس موقع «القائد الضرورة»، وسيادة النهج الديكتاتوري.
وبدلاً من أن تقوم محاولة جدية، بعد الاحتلال، لمراجعة التجربة السابقة ونقدها، تبودلت الاتهامات بخصوص هروب بعض القادة من ساحة المواجهة مع الغزاة أو التصرف بأموال تصل في بعض الروايات الى ملياري دولار، وهي اتهامات كان يجب أن تعرض أمام مؤتمرات أو لجان تحقيق حزبية. وساهم أيضاً في ظاهرة الانقسام والتشظي ظهور توجهات فكرية منحرفة لدى العديد من الذين استأثروا بقيادة الحزب بعد الاحتلال، وسعي بعضهم إلى وضع يده بيد جهات عربية وأجنبية تريد توظيف أجندتها في العراق والمنطقة، وأمور آخرى عقّدت العلاقة، ليس بين قيادات الأجنحة العديدة في الحزب، وانما حتى بين هذه القيادات وبين قواعد الحزب وجماهيره التي فقدت ثقتها تماماً في هذه القيادات.
عبداللطيف السعدون

■ ■ ■

... البعث أيضاً

أثار موضوع «ويكيليكس» البعث العراقي: سُنّة الدوري وشيعة الكرافي («الأخبار»، ١٧ /1/٢٠١٢)، الاستغراب. فالبعث عبر تاريخه لم يكن ينهج مسلكاً طائفياً. وكان الأمل بالبعث ان يستفيد من تجربته الطويلة ويعالج هذه المشاكل داخلياً، وليس عن طريق الاعلام. يتضح ان هذا الامر له خلفيات والا لما بانت للعلن، والواضح ان هذه الصرخة التي يتبناها شخص غير معروف يدعى الكرافي (وربما كان الاسم حركياً) لها مبرراتها.
حامد الراوي

■ ■ ■

المال السائب

تعليقاً على ما نشر أمس تحت عنوان «البنك الدولي: مال الدولة سائب»، نقول إن المال العام لم يكن سائباً، ولو كان الكلام صادراً عن البنك الدولي. بل هذا دليل جديد على فساد وانحياز كل ما هو دولي الى مصلحة ناهبي ثروات الشعوب. القول ان «مال الدولة سائب» فيه اعطاء صك براءة لفئة معينة في لبنان. فلفظة سائب تعني ان الشيء متروك. والمال العام كان «ممسوكا» جداً ممن تولوا وزارة المال طوال القسم الأكبر من السنوات العشرين الماضية، فاستباحوه ونهبوه، وغالباً بقوانين ومراسيم غطوا بها سرقاتهم الموصوفة.
جاسر جبور