سجال أشقر ـ أبو خليل

تعليقاً على ما كتبه جيلبير أشقر تحت عنوان «افتراء وادّعاء: أسعد أبو خليل يعيد الكرّة» (3/3/2012)، يبدو أن السيد أشقر بمقاله لم يفعل غير تأكيد أن أسعد أبو خليل محق في شكوكه واعتراضاته. ها هنا أيضا يعيد السيد جيلبير تأكيد أن الإبادة النازية أسوأ من النكبة الفلسطينية. ومن حقنا أن نتساءل، هنا، من جهة: ما هي المعايير التي اعتمد عليها في هذه المقارنة؟ ومن جهة ثانية: ما المبرر وما الداعي للمقارنة بين جريمة وأخرى؟ وإن كان السيد أشقر يصرّ على المقارنة، فقد نقول له إن الجريمة الصهيونية المتمثلة في النكبة أسوأ من حيث أنها قادت إلى عذاب مستمر لشعب كامل منذ 64 عاماً، وهو عذاب يقابل بتجاهل غربي كامل، بينما الجريمة النازية انتهت بتوقف اضطهاد اليهود في العالم وتحوّل مجرد إنكار اضطهادهم إلى جريمة يعاقب عليها في الغرب.
محمد شاويش ــ برلين

■ ■ ■

جميل جداً هذا السجال على صفحات الأخبار، ونحن كقراء نحكم كل بحسب رؤيته للأمور. أنا أرى أن أبو خليل محق في توصيفه للأمور بأن هذا الكتاب يعدّ إضافة إلى المكتبة الصهيونية ولن يتوانوا يوماً عن استعماله لخدمة مشروعهم. الحسيني عمل وربما يكون أخطأ، ولكن ليس أنت ولا أسعد يحق لكما أن تحكما على الرجل. وما يهمني هنا أنك تعيد نظرية الصهاينة أيضاً في هذا المقال، ألا وهي مقولة: المحرقة ذهب ضحيتها ما بين خمسة وستة ملايين يهودي. أولاً هذا الرقم مبالغ فيه جداً. ولماذا اليهود فقط هم الذين أحرقوا، مع أن الحرب كلفت أرواح الملايين من الروس والأفارقة والألمان وغيرهم من الشعوب، وآخرهم نحن العرب ندفع فاتورة الحرب وتبعاتها وترتكب فينا المحارق يومياً. لماذا تكتب عن المحرقة ولا تكتب عن أفريقيا التي أباد المستعمر الأبيض شعوبها؟
فيصل باشا ـــ برلين

■ ■ ■

الغريب في كتاب الأشقر هو عنوانه بالأساس. فما دخل العرب بالمحرقة؟ ولماذا التركيز عليهم وهم لا ناقة لهم ولا جمل فيها. فقد حصلت المحرقة في أوروبا ومجرموها كما ضحاياها هم أوروبيون. ويأتي عنوان كتاب الأشقر كأنه تبرير لاغتصاب فلسطين ومحوها عن خارطة العالم. ويقارن بين مأساة الشعب الفلسطيني والمحرقة، ويرى أن المحرقة أكبر فظاعة. فلماذا هذه المقارنة. اتّق الله بفلسطين يا أستاذ أشقر. لماذا لم تقارن المحرقة بمحرقة الهنود الحمر التي ذهب ضحيتها عشرات الملايين من أبناء القارة الجديدة على أيدي المستعمرين الأوروبيين؟ ولماذا الحديث عن الشيخ أمين الحسيني؟ هل تعرف جماعة شتيرن الإرهابية التي فجّرت فندق النبي داوود؟
عيسى بن جعفر الشايجي