أقرأ وأتابع في الأيام الأخيرة سجالاً أطلقه تصريح الموسيقي زياد الرحباني الذي ارتكب «جرماً» من خلال إفشائه سر إعجاب السيدة فيروز بالسيد حسن نصرالله.بداية، استغربت كمية الردود... فـ«المعجب به»، أي سماحة السيد، ليس شخصاً يندر أن تجد أشخاصاً، إن لم أقل شعوباً، تعتبره أيقونة (بغض النظر عن رأيي في ذلك).
فيروز، المعجبة، يعتبرها جزء كبير من الكوكب الذي نسكنه أيقونة أيضاً (أيضاً، بغض النظر عن رأيي في ذلك).
الجدال بين الأطراف «المتشاتمة» أخذ بعداً لا بدّ لأي مستقل أن ينفر منه... ومن هنا ينبع سؤالي إلى الذين شتموا السيدة فيروز لموقفها:
هل كثير على مواطنة لبنانية قدمت كل ما قدمت إلى هذا البلد أن يكون لها فرصة إبداء رأي سياسي؟
سؤالي إلى الذين شتموا من ناقش موقف السيدة فيروز: هل السيدة كالسيد، أكبر من أن تناقش آراؤها؟
النقاش حول الموضوع تحول إلى حفلة تشاتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي... تشاتم بين طرفين؛ طرف يحاول تحميل الموضوع أبعاداً لها علاقة بالإرث المقاوم لمسرح الرحابنة، وطرف آخر يتخذ من تاريخ الرحابنة محطات لرسم مسار أدى إلى هذه «السقطة» الفيروزية.
المفارقة في كل ذلك أنّ الجميع تكلم وأبدى رأيه... إلا فيروز. وأنا أكيد أنها لو كانت تفكر يوماً في أن تعمّم آراءها السياسية، فهي ستمتنع بعد ما رأت وقرأت.
هذا رأي مستقل. وللتوضيح... المستقلّ ليس حيادياً.
* موسيقي لبناني