أميركا: هل تذكرين خالد الريحاني؟
يستحيل على نظام المملكة السعودية التخلي عن تحالف تاريخي سياسي مع أميركا والغرب يدر عليه فوائد وأرباحا طائلة، منذ انطلاق عمليات بيع براميل النفظ وجني الدولارات. المملكة السعودية حرّة في خياراتها، لكن في المقابل، فإن المقاومين في كل انحاء المستديرة، من حقهم المكتسب مقاومة مشروع الشرق الأوسط الجديد وعصبة الفوضى الخلاقة. فمنذ عام 1986 تقريباً، بدأت مطابخ وأروقة ودهاليز البيت الأبيض، باتهام حزب الله رسمياً بالإرهاب، كما اتهمت من قبلُ الشيوعيين والقوميين السوريين والناصريين في لبنان، لأن كل من قاوم المشروع الأميركي، ولا يزال مستمراً في مقاومته، لا غبار على انه في عيني واشنطن إرهابي، لأنّ القيادة المعنوية للعالم أعطيت لأميركا، كما قال ويلسون. لقد غدرت أميركا ناكازاكي وهيروشيما بقنبلتين نوويتين، وتتهم سوريا بالإرهاب، جازمةً بأنها استعملت أسلحة كيميائية ضد الإرهاب المدعوم منها! فضلاً عن انها رجمت عدة بلدان مقاومة لسياساتها بالقنابل العنقودية والفوسفورية، والانشطارية والنابالم المحرّمة. أليس ارهابياً من يغزو العراق تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل برغم علمه بأن لا أثر لها؟ أليس إرهابياً من يدعي انه حامي الديمقراطية، بينما ترجم أسلحته قطاع غزة؟ وفرضاً لو تخلت المقاومة عن سلاحها، وأسس الجيش الوطني اللبناني لواء لمقاومة الكيان الصهيوني، ألن تصنف أميركا جيشنا إرهابياً لمجرد ان المقاومة تحت قبته تتصدى لتل أبيب؟ جيشنا وقيادته يعلمان ذلك، لذا يوفران على لبنان أزمات ديبلوماسية.
ان قيام ولاية الفقيه في لبنان، وحكمها له، أمر مستحيل، لأن لبنان يعج بــ 17 طائفة. وأيّ حكم ديني للبنان تحت أيّ مسمى، سيضعف سوريا العلمانية، لذا المطلوب من كل ابناء الطوائف اللبنانية الطلب أن يكون نسيج المقاومة الاجتماعي تعدّدياً، إنما ذلك لن يتكلل بالنجاح؛ إلا إذا منعنا مندرجات الأجندات من الاستمرار في التغرير بنا وغسل أدمغتنا.
إن والداً يقول لابنه الشهيد مبروكة الشهادة يا ولدي، وان استمرار تلذذ المقاومين بآلام الاضراب عن الطعام، ورؤية طفل تونسي بطل في لعبة الشطرنج، يقول لطفل صهيوني، أرفض ان أُواجهك في مباراة، بل ان المواجهة بيننا ستكون على أرض فلسطين، بالتزامن مع تعملق فرح السكاكين في عرسها وزواجها بأيدي الشرفاء التوّاقين للوصول إلى إقامة مهرجانات ما بعد التحرير، كلها صور سطّرت ملاحم بطولية، وقالت لمن ينادون بالحياد الإيجابي، أنتم سلبيون، إزاء مقاومة حققت انتصارات ساحقة مُبينة، ذُعر منها كلّ التواقين إلى اصابتنا بأقوى درجات الكبوات والنكبات والنكسات.
ريمون ميشال هنود