ملاحظات كيميائية
سجلتُ العديد من الملاحظات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتي ضجّ العالم أخيراً بها، وهي كالتالي: (1) لاحظنا في وسائل الإعلام المختلفة أن غالبية الضحايا أطفال، جُمّعوا في أماكن ضيقة؟ (2) هل تم تشريح الجثث وأخذت منهم العيّنات طبق الأصول لتبيان العلاقة السببية بين موتهم واستخدام المواد الكيميائية؟ وهل مَن يعطي تقريراً طبياً شرعياً مفصلاً عن موتهم مع إمضاء الطبيب الشرعي الذي عاين وشرّح الجثث ومسؤول المختبر الذي أعطى النتائج؟

(3) هل توجد عينات شهود أرسلت إلى دول محايدة لمقارنة النتائج؟ (4) المسعفون والطاقم الطبي لم نشاهدهم يضعون كمامات أو أقنعة على وجوههم تشير الى أن الضحايا هم فعلاً ضحايا القصف الكيميائي والغازات! (5) لم نلاحظ ولو عن بعد ازرقاقاً في الوجه أو في مكان آخر على أجساد الضحايا! (6) لماذا لم يغادر فريق التفتيش الدولي دمشق فوراً متوجهاً إلى دولة أخرى بعدما فوجئوا بالقصف الكيميائي وهم على مرمى حجر من فندق «الفورسيزن» لموقع الجريمة في الغوطة بريف دمشق؟ وهل أخذوا احتياطات أو كانت معهم أدوية مضادة للمواد الكيميائية لتفادي إصابتهم بعوارض صحية ومرضية معيّنة؟ (7) هل يمكن عرض نتائج تقارير المفتشين الدوليين وأسرار المختبرات وخلاصة تشريح الجثث في أحد المؤتمرات الدولية أو على صفحات إحدى المجلات العلمية العالمية موثّقة بالأدلّة والقرائن والبراهين وطبق الأصول؟ (8) لماذا أغلب الضحايا من الأطفال بأعمار صغيرة؟ هل هم فعلاً من الغوطة؟ أين كبار السن والنساء والفتيات؟ (9) لماذا كانت أرضية المكان متنوعة؟ (10) إلى أي جهة سيتم نقل العيّنات وإلى أي مختبر لفحصها؟ (11) هل أخذت عيّنات من حيوانات نافقة في مسرح الجريمة؟ ومن البشر؟ والحجر والشجر؟ العيّنات التي أخذت هل احترمت معايير المسافات؟ (12) هل جميع العيّنات التي أخذت ختمت بالشمع الأحمر طبقاً للأصول؟ (13) هل يمكن أن يعطي المفتشون الدولي نوعية المواد الكيميائية التي استخدمت موثّقة بالصور والنتائج والعلامات المرضية على أجساد الضحايا؟
استطراداً قصفت إسرائيل لبنان خلال عدوان تموز 2006 بأسلحة محرّمة دولياً، فهل أرسلت الأمم المتحدة مفتشين دوليين لتقصي الحقائق. مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الصحة العالمية على المحك، نحصل على نتائج من طرف واحد لأننا نتذكر جيداً المفتشين الدوليين الذين حضروا إلى العراق قبل أكثر من عشر سنوات وقالوا بوجود أسلحة دمار شامل وحصلت الحرب والتدخل العسكري الدولي في العراق مع ما خلّفه ذلك من دمار وخسائر بشرية ومادية قاسية، وقد تبيّن لاحقاً خلوّ العراق من هذه الأسلحة وهذا ما صرح به المسؤولون الدوليون، فهل التاريخ «الكاذب» يعيد نفسه في سوريا؟
الدكتور محمد خليل رضا