لا تحالف بين الأقليّات
منطقياً مقولة تحالف الأقليات في الشرق ولدت ميتة، على اعتبار أن أهل السنّة في سوريا البالغ عددهم 16 مليون نسمة، لو كان ثلاثون في المئة منهم مناوئين للرئيس الأسد، لحصلت انشقاقات كبيرة في صفوف القوات المسلحة، ولكان النظام قد اتجه نحو السقوط، فضلاً عن أن ثلثي الشعوب العربية هي ضد سياسات الحكام العرب الموالية لمشاريع الغرب السياسية. إنّ داعمي النظام في سوريا من أهل السنّة هم من المتنوّرين والمثقفين والتقدميين، ويشكلون سبعين في المئة أقلّه من أبناء تلك الطائفة، وقد استشهد منهم ضحية التخلّف والتكفير العديد من أهل الفن والثقافة وعدد من رجال الدين. وبعد سنتين وأربعة أشهر من أعمال الإرهاب المسلح، يغمرني الفرح العظيم لأنني لم أرَ ولو انشقاق كتيبة عسكرية واحدة بسلاحها من هذا الجيش العقائدي العلماني العظيم. يقول المثل: نصف الشعب ضد الحاكم إذا عَدَلْ. وإذا سلّمنا جدلاً بأن الرئيس الأسد رجل غير عادل، فهنيئاً لسوريا بهذا الحاكم، لأنه لو أُجريت انتخابات رئاسية في هذه الآونة بالذات سيحصل على نسبة تتراوح ما بين 65 و70 في المئة، وقد سبق أن ذكرت في أحد مقالاتي: أرجو أن تتكرّم على اللبنانيين يا سيادة الرئيس وتعير لبنان الطبابة المجانية والتعليم المجاني اللذين يشكلان قمة العدل في سوريا. وإلى ذلك التيار المتواجد في بيروت وصيدا وطرابلس أقول لجماهيره التي غُرّر بها وجعلها الغرور تحلم بالنهل من ينابيع البترو دولار، إن قيادتكم حرمتكم من الجلوس في ساحة البرج _ السوليدير حيث أمست تلك الساحة مرتعاً لأغنياء الحرب وللطبقة التي اختطفت المستقبل وحرمت الشباب من ولوج فلكه عبر تدميرها فرص العمل في البلاد ورفضها رفع الحد الأدنى للأجور حارمةً العامل من ربح المليون. إن قيادتكم يا أحباء طمست معالم نضالات وبطولات وأمجاد الآباء والأجداد عام 1958 مع القائد جمال عبد الناصر وفي بيروت عام 1982، يوم هزموا الجيش الصهيوني داخل أزقتها، وجلّ اهتمام قيادتكم بات منصبّاً على صيانة مبنى الضريبة على القيمة المضافة ومهاجمة الجيش الوطني اللبناني، والدفاع عن التكفير ومحاولة تفخيخ معادلة قوة لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه تمهيداً لتفجيرها، ومَن يقدم على هذا حتماً هو الخادم الأمين للمشروع الأميركي _ الصهيوني الطامح إلى إزالة سلاح المقاومة وإبرام اتفاقية سلام لبنانية صهيونية، ويكون قد أثبت فعلاً أهمية مقولة كارل ماركس: إن إله اليهود هو المال، وأهمية مقولة الزعيم أنطون سعادة: حذار من يهود الداخل.
ريمون ميشال هنّود